-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 26-09-2023 03:22 PM     عدد المشاهدات 134    | عدد التعليقات 0

الإنصات للذات

الهاشمية نيوز -
بشار جرار


لا علاقة للنرجسية أو الأنانية، أو تهيّؤ سماع الأصوات -لا سمح الله- بما أحببت مشاركته القراء الكرام، احتفالا بحلول أحد أجمل فصول السنة، وتلك نعمة ما بعدها نعمة، أن تكون في بلاد فيها فصول أربعة سنويا، موزعة بشكل معقول، تكون فيها ساعات النهار والليل قابلة للتعايش، أو قل العيش الآمن المثمر والبنّاء..

نحمده رب العالمين سبحانه، على أن لكل فصل حكمته وحلاوته وفرصه. وما ألطف أولئك الظراف من الفسابكة والتويترجية سابقا الذين صاروا من «الأكسيين»، الذين يذكّرون -عبر صور وفيديوهات- الجمهور بنعم الصيف كلما اشتد البرد، وبنعم الشتاء كلما اشتد الحرّ.

ها نحن مودعون «أيلول وذنبه المبلول»، متفائلين بخريف يسقط أوراقا جافة، حرّقتها الشمس، وهزّتها الريح بقوة وصلافة تارة، وبرحمة ورأفة تارة أخرى. المهم أنه مخاض ما قبل الميلاد المجيد، وما قبل مولد الربيع صنو الخريف في معان كثيرة هذه أهمها، ولا أضيف لعلمكم أيها الأحبة كثيرا، فقد عرفناه سويا من تجارب الحياة، التي قد تقسو يوما وتحنو أياما، و»تلك الأيام نداولها بين الناس»..

أهم العبر واجبة النظر والتأمل هي تلك الفصول، تلك المواسم الانتقالية التي يستودعنا الله إياها رحمة فينا وفي الطبيعة، حتى تنتقل في دورة الحياة السنوية بين الشتاء والصيف. وإن كان الربيع ميلادا، فالخريف ليس موتا ولا نهاية، بل انتهاء النهايات التي آن أوان رحيلها، وبدء بدايات جديدة، فيها بذار مولد جديد، أو ميلاد متجدد، أو قيامة كقيامة الطائر العنقاء، من بين رماد ما ظنه الناس الفناء..

لكن شمس الخريف في بلاد العالم كلها ذات سمات خاصة في حدتها وعلوها وحتى لتواريها عن الأنظار خلف سحاب أمطر أو حبس الغيث بأمر منزله سبحانه. شمس الخريف، يسميها البعض مطرودة أو غريبة، والبعض الآخر يرميها بالغدر. هي خدّاعة للناس الذين لا يعملون بوصية المسارعة في الانتقال إلى اللبس الشتوي الخفيف، حيث التململ من الشعور بالاحترار أفضل كثيرا من الناحية الصحية من مداهم البرد، خاصة في زمن الرشح وما يرشح من أخبار فيها الكثير من الشائعات عن مطاعيم وجرعات قد يقبل الناس عليها، وقد يؤثرون التروّي..

هذه الشمس وتلك الريح تفعل كما تعلمنا من الموروث الديني وبعض الحصاد العلمي الوازن، تفعل في الأبدان ما تفعله بالأشجار، «تحتّها حتّا». وتلك حكمة الجيش والأمن في كل العالم في الانضباط بتغيير الملابس العسكرية الشتوية والصيفية، في أوقات متقاربة مع حلول تبدل فصلي الخريف والربيع.

أما الحالة النفسية والعقلية، فتلك أرقّ ما تكون فيها خلال تقلب الفصول، أو الأحوال على أي صعيد كان. ومن الحكمة التنبّه إراديا لها، والإنصات الذاتي لذلك الصوت القادم من داخل أجسامنا، تدعونا إلى الراحة والنوم في هذه الأوقات من السنة، ولا ضير في ذلك. تلك حكمة الخالق سبحانه التي تريد توفير الطاقة اللازمة لرفع درجة وقاية الجسم ومناعته حتى يقاوم أمراض الحساسية والبرد ويرفض معدلات الأيض لحرق دهون قد تتراكم في الشتاء. لذلك تكون أهمية تناول ما هو موسمي من الخضار والفاكهة المحلية لا المستوردة، للحصول على ما يلزم من الفيتامينات والمعادن والأملاح..

الاشتراكية -ومع احترامي مسبقا لمن يخالفني- الاشتراكية نظام فاشل بكل المعايير، وأكثر ما تكون فيه الاشتراكية والشيوعية فاشلة عند تطبيق قاعدة تندّر عليها قبل عقود،»حسني البورزان»، النجم السوري الراحل «نهاد قلعي» رحمة الله عليه، عندما لعب دور الطبيب الذي قرر إجراء فحص عيون لأهالي الضيعة، بعد فرض النظام الاشتراكي عليهم، فكان إصرارهم بإيعاز من «الرفيق» على إجراء فحص عيون جماعي! لا تجدي كبسولات الوصفة الواحدة (الاشتراكية) لكل الناس والتي قاموا تسويقيا بعدها بتصنيفها فيتامينات ومكملات للرجال وأخرى للنساء، وبعدها لمن هم في العقد الخامس فما فوق لكل من الجنسين.

أكرمنا الله سبحانه بكينونة خاص منفردة بمزاياها وقدراتها حتى نكمّل بعضنا بعضا، فتكون خلافة في الأرض وفلاحة – لها مواسمها وفصولها- يرثها عباده من الصالحين. وكل خريف، والناس أبعد ما تكون عن الأمراض بأنواعها، وخاصة «الاكتئاب الموسمي» وأفضل الطرق للوقاية منه الصلاة والتأمل والرياضة. هذه أجمل أيام السنة للمشي.. وفي فوائد الحركة والمسير الكثير من السلامة والبركة ومن ثمارها الصحة العقلية والنفسية والجسدية..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :