-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 26-09-2023 03:14 PM     عدد المشاهدات 72    | عدد التعليقات 0

كيف نمنح طلابنا الراحة النفسية والطمأنينة داخل الغرف الصفية ؟

الهاشمية نيوز - سؤال بات يلازم كل معلم ومعلمة مع بداية العام الدراسي الجديد، والذي أصبح الاكثر انتشارا في محركات البحث وأصبح يشكل أرقا لكثيرين الأمر الذي يدفعك كتربوي التخلي عن وظيفتك إبان راحتك النفسية حسب معتقداتك الشخصية .

كيف أعطي الراحة النفسية لطلابي ؟ ومن المسؤول عن شعورهم بالأمان داخل الغرفة الصفية؟ وهل طلابي يحبونني أم يستاؤون عند دخولي الغرفة الصفية؟ وكيف أجعلهم يحبونني ويسمعون كلامي في الوقت ذاته؟ تساؤلات عدة والإجابة تتمحور حول شخص واحد وهو المعلم، عذرا زميلاتي وزملائي لا أريد أن أثقل كاهلكم لكني أصبت الواقع بكلماتي فأنا أخاطبكم كمعلمة تشعر بكم، قد يشعر البعض بثقل في صدره عندما يدخل لغرفته الصفية، لكنها مشاعر متناقضة من شخص يخطط لبيئة تربوية آمنة لكن سرعان ما تفشل مخططاته وتبوء بالفشل، حاول وجرب أكثر من طريقة تحكم بنبرة صوتك فهي سلاح ذو حدين وفعال اضفي جوا من المرح والدعابة أثناء التعلم، مازحهم اسألهم عن حالهم كن أنت ملاذهم الآمن، ودعهم يثقوا بك مع المحافظة على الاحترام المتبادل، تقرب لهم وصاحبهم انزل إلى عمرهم وامتلك قلوبهم، كن شخصا محببا بالنسبة لهم؛ إذا مررت بجانبهم بأي وقت تسابقوا بالأحضان عليك، كل هذا لن يأتي بيوم ولا حتى بسنة بل بخبرة سنوات تخللها مواقف كثيرة اجتمعت مع لين القلب ووجه بشوش، ضع قوانين معينة واطلب منهم الالتزام بها ومن لا يلتزم بها سوف يحرم من الأنشطة ليكون هذا أقصى أنواع العقاب دون اللجوء للصراخ والضرب، خاطبهم بصوت مرتفع وكن حازما في كلامك معهم ولا تبتسم إلا في الوقت المناسب .

أثناء شرح المادة التعليمية استخدم وسائل التكنولوجيا الحديثة إن توفرت مثل» اللوح التفاعلي والداتا شو» فهي سوف تساعدك كثيرا في سرد المادة التعليمية بشكل لطيف ومحبب بالنسبة لهم، كما إنك تستطيع أن تلجأ لأناشيد كي تخدم الهدف أو تقوم بعرض مادة التعلم على شكل شرائح» البور بوينت «بإضافة رسومات وموسيقى تلفت الأنظار ، اجلب لهم الهدايا بين الحين والآخر، إذا شعرت بالملل أثناء الشرح لاعبهم ببعض التمارين الرياضية التي من شأنها أن تكسر الجمود داخل الغرفة الصفية، وإن أمكن أن تعطي الحصة بمكان مفتوح بالهواء الطلق فهذا سوف يشعرهم بسعادة تامة تغمرهم وسوف يخلصهم من الملل وسوف يقربك من طلابك بالوقت ذاته .

البعض يأتي لمدرسة ما ويختار معلمه بنفسه والبعض الآخر ينصدم بواقعه بمعلم وقد لا يحبه ولكنه يبقى ملازمه عاما كاملا فالأمر ليس بيده في الاختيار ، فعليا فرض عليه ذاك المعلم بصفاته الإيجابية والسلبية، فهنا الطالب مسير لا مخير وقد ينهمر في البكاء كل يوم بعد عودته من المدرسة، بالطبع المعلم المسؤول عن ذلك، حتى لو قلت في نفسك كيف أحبهم وهم يتعبونني ولا يسمعون كلامي؟ حقهم أن تحبهم حاول أن تمنحهم الحب وافصل مشاعرك في الحب والتقرب إليهم عن المادة التعليمية، اخفض صوتك وغير نبرة صوتك أثناء الشرح، اسردها بأسلوب قصصي محبب لهم ، وإذا وصلت لطريق مسدود ويئست في نهاية المطاف خصص حصة واسألهم هل تحبونني ؟ وهل أسلوبي في الشرح يخدم المادة التعليمية ويوصل المعلومة لكم ؟

وقل لهم بصوت مرتفع « الذي يحبني يرفع يده لفوق» فاجئهم بالأمر وستجد أيادي ارتفعت لا إراديا، أتمنى أن تكون كثيرة لأن الطالب لا يستطيع أن يمثل بالحب إذا بغضك، وأبناؤنا اليوم وصلوا لمرحلة كافية من الوعي التي قد تفرحك أو تجرحك في وصف مشاعرهم بصراحة مطلقة، وفي نهاية المطاف استند لما جمعته من تصورات ومشاعر من طلابك وحاول أن تغير نفسك للأفضل لأجلك أنت بالبداية ثم من أجل طلابك؛ فالعام سوف يمضي والوجوه سوف تتبدل وسوف يجلس على المقاعد طلاب جدد لكن هل الجيل القادم سوف يحبك وهل ستواجه نفس المعاناة في كل عام صدقني الأمر كله بيدك، قال تعالى :» ولو كنت فظًّا غليظَ القلبِ لانفضّوا مِن حولك « .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :