-

كتابنا

تاريخ النشر - 19-09-2023 10:13 AM     عدد المشاهدات 144    | عدد التعليقات 0

الرسالة الأخيرة

الهاشمية نيوز - إياد سالم
تجلس كعادتها في بداية تموز من كل عام عند مدخل قريتها الوادعة، ترمق الطريق المتعرج منتظرة بشوق مرور ساعي البريد؛ فلقد اعتادت في كل تموز أن تتلقى رسالة ابنها الذي يرابط على جبهات القتال، والغريب في الأمر أنً الرسائل لم تنقطع منذ ثلاثة أعوام، رغم ما تردده نساء القرية على مسامعها بأن ابنها فُقد مع ثلة من شباب القرية في غارة غادرة قبل ثلاثة أعوام، وهي ترفض تماما تصديق الخبر، وما يزيد الأمر غرابة أنها تتلقى بالفعل بداية كل تموز رسالة من ابنها يصف لها الأجواء على جبهات القتال، فيشكو لها تارة برودة الجو ونقص الطعام والمأوى وقسوة قائده في المعسكر، وتارة يخفف عنها ويبشرها بقرب عودته ورفاقه مزهوين بأكاليل النصر، ولم يتوقف الأمر على تلقيها الرسائل بانتظام، فبالإضافة إلى ذلك كله اعتادت أن تجد في كل مرة بعض النقود داخل الرسالة تسد بها احتياجاتها البسيطة، وتغنيها عن سؤال الناس.
أمّا ساعي البريد فقد كان دائما ما يتخطى كل عتبات بيوت القرية؛ ليلتقي بها قبل كل الجموع، ويسلمها رسالتها، فيرقبها بإشفاق وينشرح صدره بما يراه من ابتسامات تترسم على محياها.
ولكنّ هذا العام كان مختلفا؛ فقد مضى الأسبوع الأول من تموز ولم يظهر ساعي البريد، فتوجست خيفة في قلبها للمرة الأولى، وجاءها الخوف من كل مكان، وأحست بشعورٍ مريب، وظلت تجلس في كل يومٍ في مكانها المعتاد تترقب مدخل القرية، لعلها تظفر بالبشير، مرت الأيام ثقالا، وفي الأسبوع الثاني انتشر في القرية نبأ وفاة ساعي البريد، فأدركت حينها أنها ثُكلت مرتين!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :