أيلول بطعم الجوافة

الهاشمية نيوز - نبيل عماري

نعم أيلول بطعم الجوافة، وذكريات الجوافة، وبدايات المدارس واللون الأصفر، والذي يميز هذا الشهر من الجوافة الصفراء والبلح الأصفر وموز أبو نملة الأصفر برائحته النافذة، وغناء فيروز ورق الأصفر شهر أيلول، ويرجع ارتباط حبات الجوافة بأيلول والذهاب للمدارس، وعبق رائحتها المنتشرة والقادمة من الوطن السليب خاصة الجوافة القلقيلية وجوافة الغور ذات اللب الشهي، وحبات الجوافة القادمة من شفا الغور، ومن قرى سحم الكفارات، وسوم وحرثا المطلة على نهر اليرموك، كما ترتبط بالطفولة والصبا والشباب، ذاكرة العربات الخشبية ذات الثلاث عجلات تمر بالحارات بمنظرها الجميل الأصفر ورائحتها العابقة وسجع البائعين ومناداتهم جوافة جوافة، حينها تلتم الحارة حول تلك العربة، فيبدأ الميزان بالعمل كيلو اثنان كيلو و3 كيلو، فهي المرغوبة في هذا الوقت، بينما تتكاثر بعض من الديمات لتتساقط أول القطرات وأول شتوة، وأيلول طرفة مبلول، وهنا ترتسم الصورة أو اللوحة الجميلة؛ كتب ودفاتر وبداية المدارس واطفال ذاهبون لمدارسهم بمرايل جديدة وشنطة جديدة وحلاقة شعر أفرنجي وحارة وجرزاية تنتظر موسمها القادم، وتبعا للصور التي تتقافز بمخيلة الزمن الجميل عن حركة الحياة في المواسم فالأخضر يعانق الربيع والأصفر يهرب من الزهور الربيعية ليعود مع ثمار البلح والجوافة والموز، والشمس تسري بفروع شجرة الجوافة، والأشجار تريد أن ترى نورها فيصبح أصفر على ذهبي بلون الجوافة قبل أن يسقيه ماء المطر ومنخفضات الشتاء القادم، في ايلول العنب يصبح زبيبا وخبيصة والرمان ينادي القطف وطاسة طرنطاسة ولكن الجوافة تبقى الوحيدة حبيبة أيلول فهو عبقها ورائحتها وطعمها.