عـوامـــل عديــدة تنغص فرحــة العـــودة للمدرسـة

الهاشمية نيوز - مشاعر مختلطة رافقت أبناءنا تزامنا مع عودتهم لمقاعدهم الدراسية، بعضهم كله شوق لرؤية أقرانه ومعلميه وبعض آخر ما زال قلبه معلق بالإجازة؛ ولا سيما أن بعض المدارس استأنفت الإجازة وبدأت العام الدراسي الجديد مبكرا على غير عادته وخلافا لما اعتدنا عليه سابقا، وذلك بقرار من وزارة التربية والتعليم، وبعض ثالث لا زالوا يلهون ويلعبون مستمتعين بوقتهم متشبثين بالإجازة ليومها الأخير.

نحن على يقين تام بأن العودة ليست بالأمر الهين؛ ففي بداية العام الدراسي الجميع يجد صعوبة في التعامل مع الطلاب من أهل ومعلمين، بغض النظر أكان طالبا جديدا أم طالبا يستكمل مراحله التعليمية، وهنا تقع المسؤولية الكبرى على عاتق الأهل في تقديم التوعية والنصح لأبنائهم وذلك بإخبارهم بأن المدرسة ملاذهم الآمن، وهي المكان الذي سوف يساعدهم على المضي قدما في طريق النجاح وتحقيق طموحاتهم وأهدافهم المستقبلية، وأن هذه الفترة مهمة لمراجعة المهارات الأساسية التي قد تكون قد تلاشت من مذكرتهم وبحاجة لتثبيت من جديد، ثم يأتي دور المعلم ليحتوي طلابه ويستقبلهم بابتسامة جميلة وحب كبير والاستعانة بوسائل وألعاب من شأنها أن تزيل التوتر والجمود بينه وبين طلابه، ويجب أن لا نستثني صعوبات التعلم التي قد يكون لها العامل الأكبر في التوتر جراء العودة للمقاعد الدراسية؛ فهي تثقل كاهل الطالب الذي يواجه صعوبة تعليمة وتقف عائقا بينه وبين استكمال علمه و المهارات السابقة. ومن المهم هنا أن نسألهم عن هدفهم وماذا يريدون أن يصبحوا في المستقبل وحتى لو لم يفكروا بالأمر ساعدوهم في ذلك ليكون دافعا لبداية جميلة مفعمة بالحماسة والنشاط، تحمل في طياتها الكثير من الجد والمثابرة وروح المنافسة، وحتى ولو كنا نعلم بوجود صعوبات يعانيها أبناؤنا أثناء تلقيهم علمهم هنا يجب التنويه بأهمية تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطالب والبدء بخطة فردية تناسب قدراته، ولا بد من استغلال تزامن العودة مع نتائج الثانوية العامة، وذلك بضرب الأمثلة لطلاب نجحوا وحصدوا علامات مرتفعة، وهناك من تخطى امتحان الثانوية العامة رغم الصعوبات التي واجهتم خلال عامهم، وخير مثال على ذلك الطالبة يقين التي حصدت نتائج مبهرة بأنامل من ذهب وبعزيمة من حديد وحصلت على معدل 99 وهي كفيفة لا تبصر.

بالإضافة لشراء ادوات مدرسية جديدة كأقلام ذات ألوان جذابة وأدوات ودفاتر تحوي رسومات جميلة، واصحبوهم معكم لشرائها بأنفسهم، لا يهم إن احتفظنا بالحقيبة نفسها إن كانت بحالة جيدة.

ولا ننسى بأنه من بالغ الأهمية الطلب من أبنائنا الذهاب للنوم باكرا؛ وذلك لكي يعتادوا على النهوض بكل نشاط.

هناك من لديه شغف يتبعه وآخر من سلبت الأيام أحلامه وإذ به يلهو ويلعب دون الاكتراث للوقت؛ دعونا ندعم الأول ونشجع الثاني بكل حب، ونأخذ بيده لبر الأمان.

ودّعوا أبناءكم بأحضان وقبلات، أخبروهم بأنكم سوف تشتاقون لهم وأن المنزل سوف يكون فارغا وحزينا أثناء غيابهم، لكنا سنحتمل تلك الساعات التي سنفترق بها خلال النهار، لكي تصنعوا مستقبلا جميلا يليق بكم، امنحوهم الثقة وأخبروهم بأنكم تثقوا بقدراتهم وأنهم سوف يحصدون أفضل النتائج.