تاريخ النشر - 22-08-2023 10:34 AM عدد المشاهدات 106 | عدد التعليقات 0
وتُـقصِـي عَــن الفَـجرِ الـغـزالِ ذِئــابهُ

الهاشمية - علي مي
بِـمَـا جــادَ مــاءُ الـشعر يـتلُو انـسِكابَهُ *** عَــلــى شــــارعٍ بـالـذكـريـاتِ أصــابَــهُ
عَــلـى لُــغـةٍ لــمْ يـنـزل الـلـيلُ وحـيَـهُ *** بــأحـرفِـهـا حـــتّــى أتـــــمَّ اغــتــرابَـهُ
فـتى عاد من تغريبةِ الخبزِ عَاشقـاً *** وكانت جهاتُ العطرِ تحـدوُ ركـابَـهُ
إلــــى وَطــــنٍ مَـــازالَ يَـخـضَـرُّ كـلـمـا *** بـجـبـهـتـهِ الــســجَّـادُ مَــــسَّ تــرابَــهُ
إِلَـى فجرِ بيروت التي (مَــوسق) اسمها *** وفي دمِــهِ العشــاقِ شدواً أذابهُ
هُـو الآنَ فـي الـسوقِ الـقديمةِ شـاهدٌ *** عَـلـى سَـهـوِ عُـمـرٍ لــم يَـشـق ضـبَابَـهُ
وَفَـوضَـى خـطًـى مـلء الـشُرودِ تـقوُدهُ *** لـمَـقهًى بـهِ الـلا وقـتُ يَـحسُو شـرابهُ
هناك ستجتاحُ الحكاياتُ صوتَهُ *** فيتلــو على زهدِ المكانِ كتابهُ
عَـن الـتعبِ الـيومِي فـي أعـيُنِ الـوَرى *** وعَن كيسِ خبزٍ ما استَطاعُوا اصطِحَابهُ
وعَـن شـاعرٍ كَـم زاولَ الـيُتمَ حِـين لـمْ *** يـجـد عـابـراً فــي الـعـيدِ يـطـرق بـابـهُ
وعَـن هِـجرةِ الـطِفلِ الـذي كُـنتُ قالها *** وأنـشبُ ذئـب الـحُزنِ فـي الـقلبِ نـابَهُ
فـــبيروتُ لـــــمْ تُــبــصِـره إلا غــريـبـهـا *** ولـمْ ترَ في اسم الـ»ميّ» إلا سَرابَهُ!
وَلَــمْ تــلــتَـفِـتْ إلَّا لأوراقِ سَـــائــحٍ *** يــــبــــرِّرُ لــلــبــولـيـسِ زوراً إيــــابــــهُ
أرادَتــــهُ حُــــراً مِـــن قــدَاسَـةِ حُــزنِـه *** ودمــعٍ أجَــــادَ الـعـاشِـقـون ارتِــكـابَـهُ
وحين تناءى مــثــلَ حُــلــمٍ مُــؤجَّــلِ *** بِــفــطرتِها رَاحت تـقـدُّ ثــيـابَـهُ!
أحِبّــُكَ قالت.. قـالَ هَــل ندَّعِــي الهوى *** ولم نــلقَ من مَعناه إلا عَـذابــهُ
وَهَل كَان يَكــفِي أن نُسمي جِراحَنا *** وروداً لِكَي ينسى المُحبُ عِــتابـهُ
وهل محضُ ذنبي أن أغنِّــيكِ خِـلـسةً *** لأهزمَ موتا راح يُدني حِرابَـهُ
أنا الآن طفلٌ عــنـد بَابك مُثــقَـلٌ *** بأسئلة المَنـفَــى فَكُوني جَـوابَهُ..
وكُــوني لهُ أُمَّـاً، سَـتـحرسُ نومَـهُ *** وتُـقصِـي عَــن الفَـجرِ الـغـزالِ ذِئــابهُ
ليختارَ أن يمْضِـي بـجـناتِك التي *** كنهرٍ بمجرى العشق أبدى انسرابَهُ