-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 22-08-2023 10:30 AM     عدد المشاهدات 191    | عدد التعليقات 0

تفوق البنات وأسئلة لا تشفيها الإجابات

الهاشمية نيوز -

رمزي الغزوي

كما في العام الماضي حصدت البنات كامل المقاعد العشرة الأولى في الفرع الأدبي في نتائج الثانوية العامة لهذا العام 2023، وتسعة منها في الفرع العلمي. وهذا الحدث ورغم جنوحه عن المستوى الطبيعي، إلا أنه لم يعد مستغرباً لا في المدارس أو الجامعات، ليس في الأردن فقط، بل نراه في غالبية الدول العربية، ودول العالم الثالث.
قبل أن نبحث في أسباب هذا التفوق المستحق برأيي؛ سينفجر في وجوهنا سؤال كبير ومشروع أن لماذا لم ينعكس التفوق الممتد عبر عدد من السنوات على حضور النساء في أسواق العمل ونسبتهن في القوى العاملة وعجلة الإنتاج والاقتصاد؟ ولماذا ظلت مرتفعة وبشكل كبير نسبة البطالة في صفوفهن مقارنة بالذكور؟ والأهم لماذا لم يحولن التفوق إلى ازدهار ونماء في الحياة كما في بلدان أخرى في العالم؟ لماذا لم يتماش التفوق النسوي مع تفوقات تحتاجها الحياة.
وهنا سيبزغ سؤال آخر كيف لم تفز أية سيدة في رئاسة أية بلدية في انتخاباتنا المحلية الماضية مثلا؟ أو بالأحرى لماذا لم تجرؤ أي سيدة على الترشح لهذا المنصب على مستوى المملكة؟. ولماذا لم تفز أية سيدة بالانتخاب الحر بعيدا عن بركة نظام الكوتا في الانتخابات النيابية الأخيرة؟
يبدو أننا رجعنا نحصد عقيرا، أي سنابل صغيرة لا قمحا كثيرا فيها. فرغم كل القوانين والسياسات الداعمة لمسيرة تمكين المرأة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا في مجتمعنا إلا أن مشاركتها ما زالت في القوى العاملة لا تتجاوز 15%، وفق قراءات دائرة الإحصاءات العامة، وهو ما يضع الأردن في مرتبة متدنية في العالم من حيث مشاركة المرأة في القوى العاملة. ولماذا أيضا تزيد نسبة البطالة بين نسائنا عن 30%.
يبدو أن المجتمعات الذكورية تربي بناتها على أن يكنّ أكثر إصراراً ومثابرةً وصبراً خلال حياتهن، وذلك في مختلف مناحي الحياة. ويبدو أن انضباطهن جعل منهن متفوقات دون أن يستمر هذا التفوق طويلا معهن ليرفد الحياة بما هو مأمول فيه. تتفوق الواحدة منهن، وكأنها تقول أيها المجتمع، أنا هنا، أنا موجودة وقادرة على إثبات ذاتي وكينونتي.
الأسباب كثيرة لهذه الحالة، مع أنها قد تنحصر في العقلية الذكورية التي تسيطر على مجريات حياتنا، حتى ونحن موشكون على نهاية الربع الأول من القرن 21. كما أن المرأة لا تدعم المرأة في مجتمعنا وهذه حقيقة ناصعة لها شواهدها. والذكر يحاول أن يقصيها بتآزره مع عادات متخلفة وقيم بالية ما زلنا نتمسك بها، وتشكل قيودا تحول تدون ترجمة تفوق البنات إلى حياة.
هذا موضوع فيه من الأسئلة ما لا تشفيه الإجابات.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :