-

كتابنا

تاريخ النشر - 15-08-2023 09:35 AM     عدد المشاهدات 195    | عدد التعليقات 0

توجيهي أم ثانوي؟ (قول وغيّر)!

الهاشمية نيوز -
بشار جرار

امتحان التوجيهي أم ثانوي؟ الاثنان معا وأكثر.. التسمية الفضلى في نظري هي امتحان «الكفاءة».. وهي من تسميات ما ننتظر نتائجه غدا الأربعاء، نتائج امتحان الثانوية العامة أو التوجيهي. وهذه التسمية صنو الكفاءة وغايتها. الهدف من وضع نظام قياس كفاءة الطلبة هو توجيههم -وأحيانا توجيه ذويهم والمجتمع بأسره- إلى الاختصاص المناسب في حال اختيار هذا الخيار، وهو إكمال الدراسة الجامعية أو التدريب المهني مباشرة بعد النجاح كليا أو جزئيا بالامتحان في تخصصاته التي لم يكن معظمها متاحا ولا معروفا ولا حتى موجودا لأبناء جيلي على أعتاب الستين.

يفترض أن يكون الخريج -ومن قبل أهله عبر مسيرة اثني عشر عاما على الأقل- مؤهلين لرؤية الخيارات المطروحة، والأهم استشراف ما تطرحه تلك الخيارات من بدائل ومسارات. إنما الحياة مفترق طرق في بعض لحظاته لا يسلم فيها ولا يفلح إلا المتريث، فيقف ساكنا لا يتحرك بأي من الاتجاهات الأربع إلا بعد حساب كل خطوة بأي اتجاه تكون، وبأي قدر، مشيا أم عدوا..

ليت أحبتنا الطلبة والأهالي وكل من يملك عليهم تأثيرا حميدا بعون الله، يقدّرون خصوصية هذه المرحلة، حبذا لو «نقّطوا» الناجحين بسكوتهم! كثرة الاقتراحات مدعاة للبلبلة. دعوا الناس وأحلامهم حتى وإن خابت طموحاتهم.. من حقهم أن يحلموا شريطة ألا ندفع ثمن أحلام يقظة أو أضغاث أحلام!

ليس سرا أن كثيرا من المهن لا تحتمل المزيد، لا في قطاع عام ولا خاص، ولا حتى لو كانت شركة الوالد أو العم أو الخال! شتان بين منافسة ملايين، وبضع عشرات. شتان بين الاضطرار إلى طلب الرزق وراء البحار أو في بلاد ذات أحوال اجتماعية «مقززة» أو ظروف جوية قاسية، وبين أن تنعم في وطنك بين عشيرتك وجيران الطفولة والصبى التي لن تجد -لو جبت الأرض طولا وعرضا- نظيرا لهم ولا بديلا..

يحزنني تكرار البعض لنصائح عفا عليها الزمن. من قال إن بعض التخصصات انتهت؟ وبعضها راجت؟ وبعضها الآخر لا خبز لها في بلادنا؟ صحيح، هناك تشبّع وعطالة أو بطالة في مهن كالطب والصيدلة والخدمات المساندة، لكن دروس كورونا التاسع عشر علّمتنا قيمة مغاوير الجيش الأبيض.. مكافحة الإدمان -وتشمل التدخين ولا تقتصر على السموم المسماة المخدرات- في زماننا صارت بمنزلة مكافحة الإرهاب وربما تزيد.. انظر إلى بطولات جيشنا وأجهزتنا الأمنية الباسلة -يرعاهم الله- في حماية هذا الحمى العربي الهاشمي الآمن الأمين دائما وأبدا، بعونه تعالى.

انظر إلى الشكوى التي صارت علنية في أمريكا وأوروبا من تراجع وفي بعض الحالات انهيار معدلات التجنيد ليس في الجيش والأمن والشرطة فقط بل حتى في عمليات الدفاع المدني من إطفاء وإنقاذ وطوارئ.

انظر في مدى الحاجة إلى العاملين اليدويين-الشغّيلة- في قطاعات النقل والطاقة والمعلومات وأمنها جميعا. مجرد التلويح في إضراب شاحنات في أمريكا الشمالية (كندا وأمريكا) كاد أن يشل الحياة الاقتصادية بالكامل الشتاء الماضي. الحرب يومها بلغت التويتر -ما قبل إيلون ماسك- وحتى الفيسبوك وحظر التبرعات لمؤيدي سائقي الشاحنات وأسرهم. لم نسمع صراخا ولا زعيقا من دعاة الحريات بأنواعها بما فيها الإلكترونية!

وإن كان من بد لتوجيه نصيحة، سأصر على إبقائها في إطار الأفكار العامة التي تتضمن صورا محرّضة على التفكير قبل الإقدام على الاختيار من بين مسارات ما بعد التوجيهي. شخصيا، الفضل لأبي رحمة الله عليه في الإصرار على دراسة اللغة الإنجليزية اتقاء لشر البطالة إلى جانب ما أحب: السياسة والصحافة. لو فرضنا سألني سائل عن دراسة فن التذوق الجمالي في أعمال شيكسبير لقلت له ولها: قول وغيّر؟!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :