-

عربي دولي

تاريخ النشر - 08-08-2023 02:24 PM     عدد المشاهدات 90    | عدد التعليقات 0

هل تتدخل دول غرب أفريقيا عسكريا في النيجر لإعادة بازوم إلى السلطة؟

الهاشمية نيوز - تعيش النيجر حالة ترقب يشاهدها العالم نظراً لخصوصيتها وثرواتها الهائلة ومركزيتها في غرب إفريقيا، وذلك بعد انتهاء المهلة التي منحتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" لقادة العسكر الذين انقلبوا على الرئيس محمد بازوم، حيث أعلنت المجموعة عن "قمة استثنائية" حول "الوضع السياسي" بالنيجر، الخميس 10 آب/أغسطس 2023، في العاصمة النيجيرية أبوجا، وهو قرار قال الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "إنه يتيح مجالاً للوساطة".
وكانت "إيكواس" أمهلت عسكر النيجر أسبوعاً، انتهى الأحد 6 أغسطس/آب، لإعادة بازوم إلى منصبه وفك الاحتجاز المفروض عليه منذ 26 تموز/يوليو، وإلا سيواجهون تدخلاً عسكرياً محتملاً، لكن المجلس العسكري ردّ بإغلاق المجال الجوي للنيجر، وتعهّد بالدفاع عن البلاد.
ورغم التهديدات والتحذيرات القريبة والبعيدة، يستمر المجلس العسكري في النيجر تجاهل تهديدات المجموعة الإفريقية، فيما أجرت مسؤولة أمريكية كبيرة محادثات مع قادة الانقلاب دون تحقيق أي تقدم.

انقلاب النيجر.. هل تخيم أجواء الحرب على غرب إفريقيا؟
كان وزراء دفاع دول مجموعة إيكواس قد أعلنوا، الجمعة الماضية، الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة لخطة التدخل العسكري بانتظار ساعة الصفر التي يحددها زعماء الدول الأعضاء. وكان ذلك عقب فشل مهمة فريق وساطة أرسل إلى النيجر يوم الخميس، حيث لم يسمح له بدخول العاصمة نيامي للقاء قائد المجلس العسكري عبد الرحمن تياني.
لكن الخلافات خيمت على تحالف مجموعة إيكواس حيال هذه الأزمة، إذ تتخذ قرارات المجموعة بإجماع الدول الأعضاء. وبينما أبدت دول كنيجيريا والسنغال الاستعداد لإرسال قوات تحت مظلة إيكواس، اعتبرت دول أخرى، كمالي وبوركينافاسو، تدخل المجموعة في النيجر بمثابة "إعلان حرب" عليها، متوعدة بالرد.
كما قال الجيش المالي، الإثنين 7 أغسطس/آب، إن باماكو وواغادوغو سترسلان وفداً رسمياً مشتركاً إلى نيامي "تضامناً" مع هذا البلد الإفريقي في ظل تلويح دول أخرى بتدخل عسكري محتمل. وأكد أحد أركان المجلس العسكري المالي الكولونيل عبد الله مايغا أن "بوركينا فاسو ومالي بصدد إرسال وفد إلى نيامي يرأسه وزير مالي". كما شدد على أن الهدف هو "إظهار تضامن هذين البلدين مع شعب النيجر الشقيق".
الجزائر هي الأخرى، والتي تربطها حدود مشتركة مع النيجر، أبلغت وفداً زائراً من إيكواس بمعارضتها للتدخل العسكري، رغم "رغبتها في استعادة النظام الدستوري".
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقابلة تلفزيونية مساء السبت: "نرفض رفضاً تاماً وقطعياً التدخل العسكري في النيجر"، مضيفاً أنه "لن يحل أية مشكلة بل سيؤزم الأمور"، متسائلاً: "ما هو الوضع اليوم في الدول التي شهدت تدخلاً عسكرياً؟"، في إشارة إلى ليبيا وسوريا.

لماذا قد يشعل التدخل العسكري الأجنبي بالنيجر حرباً شاملة في غرب إفريقيا؟
حذرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية من أن "إعادة فرض رئيس النيجر بازوم بالقوة يمكنه أن يشكّل طلقة بداية الحرب في أنحاء غرب إفريقيا". وأحصت المجلة عدداً من المخاطر التي تواجه مهمة إيكواس العسكرية المحتملة، مشيرة إلى تاريخ التكتل المكون من 15 دولة والذي أنشئ عام 1975 بهدف تعزيز التكامل الاقتصادي عبر المنطقة.
وقالت المجلة إنه على الرغم من تمحور مبادئ إيكواس حول إنشاء وحدة تجارية واحدة، على غرار سياسات الاتحاد الأوروبي، لتكون كياناً اقتصادياً وليس كياناً عسكرياً أو سياسياً، فإن لها بروتوكولات دفاعية تنص على أن أي تهديد يواجه أي دولة عضو يعد تهديداً ضد الكيان ككل.
ونقلت المجلة عن كاميرون هادسون، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن إيكواس لم تفعل ذلك خلال الخمسة عشر عاماً الأولى من تشكيلها، وهي اليوم تواجه انقساماً بين دولها الأعضاء، ما سيفرض تحدياً كبيراً لسلطتها الإقليمية.
مضيفاً في الوقت نفسه، أن النيجر لديها جيش كبير "ولا سبيل لحدوث ذلك (التدخل العسكري) دون خسائر مدنية هائلة ودون مخاوف من صراع إقليمي متنامٍ"، سينتهي بحرب شاملة في غرب إفريقيا.

لا يمكن فصل أزمة النيجر عن صراع القوى الكبرى في العالم
تقول وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن المخاوف شديدة من أن يتحول غرب القارة الإفريقية في حال اندلاع مواجهة عسكرية إلى بؤرة صراع جديدة تضاف إلى نزاعات تثقل كاهل القارة المنهكة بالفعل جراء أزمات عدة ليس أولها الإرهاب ولا آخرها أزمات غذاء.
وهذه التحركات والانقسامات لا يمكن النظر إليها بمعزل عمّا يشهده العالم من صراع أشمل بين القوى الكبرى، خاصة في ظل المواجهات الدائرة بين روسيا وحلفائها من جهة والولايات المتحدة ومعسكرها من جهة أخرى، ما سيضيف هذه المنطقة من العالم إلى أوكرانيا كساحة جديدة للنزال.
حيث إن النفوذ الروسي يتعاظم في إفريقيا مع تراجع ملحوظ للدور الفرنسي الذي طالما كان حاضراً في هذا الجزء من القارة بسبب الاستعمار التاريخي. ومن الملاحظ أن المجالس العسكرية التي تولت مقاليد الحكم في عدد من الدول لفظت وجود المستعمر السابق وعززت علاقاتها مع روسيا، حيث تعمل مجموعة فاغنر في عدد من تلك الدول، ومن بينها مالي، وكان لها دور كبير في تثبيت أركان الحكم فيها.
بيد أن دولاً غربية، من بينها ألمانيا وفرنسا، تقول إنه لا دلائل ملموسة على تدخل روسي مباشر في انقلاب النيجر، لكن هناك "توجه انتهازي بوضوح" من جانب موسكو التي "تحاول دعم مساعي زعزعة الاستقرار أينما وجدتها"، حسب المتحدثة باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر، واصفة في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، مجموعة فاغنر بأنها "وصفة الفوضى". فيما شددت على أن باريس تدعم جهود إيكواس، وأن التهديد باستخدام القوة "جدّي"، حسب تعبيرها.
في النهاية، ورغم بعض الدعوات الغربية لتمديد المهلة للعسكر في النيجر، لا شك أن تصعيد المواجهة مع "إيكواس" سيفاقم الاضطرابات في واحدة من أفقر مناطق العالم، والتي تعاني من أزمة جوع وتحارب لإنهاء أعمال عنف أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على النزوح، وسيشعل فتيل حرب طاحنة، قد تتحول إلى حرب بالوكالة بين القوى الكبرى.
وقد يستغرب البعض من حجم الاهتمام الدولي والتقرب العالمي لأحداث النيجر، حيث يعاين العالم ردة فعل إقليمية وغربية أكبر بكثير مما حدث، عندما وقع انقلابان في بوركينا فاسو ومالي. ويرجع ذلك إلى أنه بالإضافة إلى أن الغرب كان ينظر للنيجر على أنها حليف قوي في الحرب ضد "الإرهاب" ومحطة لمواجهة النفوذ الروسي، فإن ثروات النيجر الهائلة التي تستفيد الشركات الغربية منها وتضيء شوارع فرنسا، هي سبب أساسي للقلق الغربي مما يحدث في البلاد خاصة فرنسا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :