أســــرار نـايــــف المعــانـــــــي .. !

الهاشمية نيوز - محمود كريشان
يا بيض حدن على «نايف».. قصن شعور الثنا كله.. «ابوشهم» تنعاه طيور.. حتى الشنانير ينعنه.. إنها الأبيات من الشعر النبطي، طاف صدى صوتها في مخيلة «عقيل» وهو يتأهب لشرف الكتابة عن «نايف المعاني»، في الذكرى الثامنة لرحيله الموجع..
بألم وحنين.. قال عقيل: الليلة منذورة لنايف.. الذي هو أشهر من نار على علم.. يا هلا بورد الصباح.. حط لينا ميكس محمد عبده سي دي في المرسيدس التي جثمت مقابل قصر العدل في ذات قهر.. يعلو صوت المسجل: هلا بالطيب الغالي.. سولفي للناس عني.. رسولي قوم بلغ سلامي.. يا مستجيب للداعي.. انت من اهل الجزوب.. واشرب قبل ما يحوس الطين صافيها..!
عمي بياع الورد.. وهنا استذكر «عقيل» الحل والترحال، بمعية «الخال».. يلا ع دمشق.. وإلا شو رأيك على بلد المحبوب.. وإن ما اسهرنا في بيروت.. بنسهر في بالشام.. لا يا عمك ودنا مصر.. ازيك يا استاز نايف.. والله حمامات ماعين حلوة.. هسا شو ودك بطق الحنك.. روح جيب لخالك جاط فواكه نيلية، وما تنساش الفراولة.. يا بتاع الفراولة، عشان انقرشك على الترويحه.. حاضر يا أفندم.. دنتا مره طلعتني من شرطة العنتلي «العبدلي».. عشان التصريح.. ما انساش معروفك يا باشا..!..
.. نايف عز الرفق.. هكذا قال عقيل واسترسل.. الفيصلي في سويداء قلبه.. لذلك بذلته أزرق وقميصه سماوي ونخوته تلامس الدنيا.. وتلفونه لا يهدأ مثل مقسم العبدلي.. ابشر ولا يهمك.. قول وفعل.. اعتبرها محلولة.. شو مالك؟.. نايف بحكي.. بكرا يا حجه «ابنكي» بتجند في الجيش.. و»الجيش» يا حيا الله..
.. و»الشاهد علي الله».. أنا اخر من رافقه قبل وفاته بلحظات قليلة.. كانت جمعة جنائزية.. صباح قاتم.. ترى في الجو غيم.. اطلع مع خالك.. يلا على البلد.. كان الربيع العربي المزعوم في نهايته.. نايف يتحدث بصوت حاسم: شفت الزعران بدهم يخربوا البلد.. بس «الدائرة» لهم بالمرصاد.. اللي مش عاجبه الأردن يروح عند «مرسي» الله يسهل عليه.. محمد حسن التل «ابن بلد».. و»الدستور» ستنهض.. يوسف العظم وعبداللطيف عربيات والذنيبات، قيادات اخوانية محترمة تحب البلد، وليست مثل البعض ترتبط بالخارج.. حبيبنا «أسامة باشا» بسوى ثقله ذهب.. معلم ولا تأخذه في حماية الاردن لومة لائم.. وما في احلى من عمان.. مهما لفينا يا محمود.. رد على خالك..
يا ليل لا تنتهي.. يا ليل طول شوية.. «عقيل» عنقر عقاله مع انعطاف الهوى نحو ذاكرة «نايف» وذكرياته، ومسح دمعة انسدلت، على وقع جمهرة الحزن.. وقال: نايف مات..!