-

كتابنا

تاريخ النشر - 08-08-2023 11:29 AM     عدد المشاهدات 146    | عدد التعليقات 0

ارتحالات في فضاءات السرد

الهاشمية نيوز - إبراهيم يونس البطوش/ العقبة
حينما حصلت على نسخة من رواية «ليلة عاصفة» للراحل «عدي مدانات» ذات صيف قبل عقدين، ألقيت بها جانبا، حتى حلّ الشتاء. وتلهّفت على ليلة عاصفة. فكان ما رُمتُ.
وما إن شرعت بالقراءة حتى أعدتها إلى الأرفف بعد اصطدامي بحاجز المكان. فأنّى لي أن أتذوق رواية عمّانية الأماكن والأحداث في جغرافيا العقبة..!
وكان الرحيل إلى عمان لبعض عمل، والقراءة. إذ أجهزت عليها في ليلة واحدة. وهو زمن أحداث الرواية الذي أشتق منه العنوان.
«رجال في الشمس» تراجيديا «غسان كنفاني» قرأتها في صيف العقبة، معايشاً أرواح شخوصها في وهج الصحراء اللاهب.
وحينما قرأت ثلث «الخبز الحافي» مغربية الأحداث لـ«محمد شكري» في الحافلة من عمان إلى العقبة، كنت كمن يأكل طعاما مسلوقا خاليا من الملح والتوابل.
فإذا ما دخلت حجرة مكتبتي كان عليّ أن أضع على طاولتي خريطة تفصيلية للمغرب، وأن أكتب على جدراني «بلاد العرب أوطاني...». وإعادة ما قرأت منها ثانية. والجوع يدغدغ أحشائي.
وما زلت أتخذ الخرائط عكازا يرشدني إلى جغرافيا الرواية إن لزم الأمر. أحاكي شخوص الروايات بجوعهم وظمئهم، بهدوئهم وضجرهم، بلينهم وقسوتهم...
تغلّبت على هذه الحالة -التي المّت بي ردحا من الزمن- حينما قرأت «الخاسرون» و«أبناء القلعة» لـ«زياد قاسم».
غير أني آثرت قراءة «الياطر» رائعة «حنّا مينا» على مقاهي الشواطئ، والماء يغمر قدماي الحافيتين، وطيف «شكيبه» يتراءى لي جيئة وذهابا. وأخال هذا معقولاً..!!
لكن غير المعقول -مثلا- أن أقرأ «حارس المقابر» أولى أعمال الصديق «وائل مكاحله» ليلا على ناصية مقبرة، وإن لم تكن نائية.
وبعد..
من كان يقرأ الآخر..! النص، أم أنا..!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :