-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 08-08-2023 11:27 AM     عدد المشاهدات 129    | عدد التعليقات 0

نعدل (المايلة)!

الهاشمية نيوز -
بشار جرار

توصف سيدة البيت -إن صلح حال دارها وبخاصة مطبخها- بالمعدّلة، في اللهجات الشامية. ومن مرادفات تلك السمة، تلك الخصلة الحميدة عند رب الأسرة وشيخ العشيرة، الرجال الثقّالة.. رجال يعرفون بالموازين التي لا يعيبها ازورار ولا يضيرها ضرر ولا ضرار..
أهم ما في تلك الصفة المجيدة -التي ما زالت ولله الحمد تزخر بها أسرنا وعشائرنا- هي الاتزان والثبات، الفراسة والمثابرة، المبادرة والجسارة. لا يترددن الحرائر ولا الأحرار في عدل «تعديل» أي حال مائل.. النفس الحرة تأبى الاختلال والخلل حتى وإن كان في شأن لا يعنيها بشكل مباشر، فما بالنا إن كان يعنينا ويعنينا جميعا وفي الصميم. وما حالنا إن كان بأيدينا عدل «المايلة» لا بتوزيع الاتهامات شمالا ويمينا ولا بتوجيه أصابع اللون شمالا أيضا وجنوبا!
فيما يلي لائحة موجزة من المعضلات الكبيرة التي تضج بها وسائل الإعلام التقليدي والجديد: المديونية، استقلالية القرار السياسي والاقتصادي، البطالة، عجز الموازنة، السمنة، السكري، ارتفاع كلف العلاج، ارتفاع معدلات حوادث السير، ارتفاع حالات الطلاق والنزاعات الأسرية والمجتمعية.
يظن كثيرون أن تلك اللائحة علاجها بقرارات حكومية. آخرون يحسبون أنها في الأصل تشريعات بحاجة إلى أن تسنّ أو تعدل، أو تفعّل. لا يستقيم المنطق إن لم نتفق مع صحة ما ذهب إليه الفريقان، لكن ثمة طريق ثالث، ثمة خطوة أولى تقطع الألف ميل وأكثر. خطوة تعدل حركة بين قدمينا، خطوة قد تبدأ بثلاثة أصابع فقط، برشة ملح وأشياء أخرى..
ملحنا مازال صالحاً ببركة الله ونعمته، به نحفظ كثيرا مما نأكل ونبارك به كثيرا مما نفعل. هذه لائحة موازية من الحلول الصغيرة البسيطة التي هي في متناول اليد ريثما يحقق الفريقان ما سبق.
رشة ملح بسيطة على قارورة ماء صغيرة -بربع دينار- خاصة إن خالطها رذاذ عصرة ليمون أصفر أو أخضر، تقينا في الحر هبوطا وضربة شمس ثمنها قد يبلغ مئات الدنانير جراء زيارة غرفة طوارئ بمستشفى خصوصي أو حكومي. دفعتها أنت أو الحكومة، لا فرق بالنسبة للوطن الحبيب، ف»العبّ واحد»..
رشة قرفة بسيطة على أي فاكهة انتخبتها من «مول» فاخر أم من «حسبة» وسط البلد، تقيك السكري بنوعيه ومما هو آخذ بالانتشار كما النار في الهشيم، المرض الخفي الشائع، مقاومة الإنسولين. هذان المرضان كلفتهما ملايين الدنانير على مجتمع أشارت إحصائية إلى أنه واحد من كل أربعة أشخاص مصاب بها. هذه الكروش ليست مدعاة إلى الانبهار بوجاهة، كما هي تلك الرقاب المثخنة بشحوم تسببها السكريات والنشويات لا اللحوم والدهون الحيوانية كما أوهمونا لعقود عبر دعايات «الزيوت النباتية» والأطعمة والأشربة الخالية من الدسم!
كثير من تعديل الحال المائل ليس بحاجة إلى عضلات مفتولة ولا إلى خطابات ولا عنتريات، كثير منها قابل للتعديل والإصلاح برشة ملح.. أدام الله علينا ملحنا وقمحنا وزيتنا ونهرنا وأرضنا المباركة.. و»على قدر أهل العزم تأتي العزائم»..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :