-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 04-08-2023 10:00 AM     عدد المشاهدات 93    | عدد التعليقات 0

النفايات في المواقع السياحية بعجلون .. ما الحل؟

الهاشمية نيوز - نفايات متناثرة بمحيط مناطق الجذب السياحي بعجلون، جلها أكياس بلاستيكية بألوانها القاتمة، تلوث المكان بصريا، وتضع لدى الزائر والسائح انطباعا قد يكون آخر ما علق في ذاكرته حول تجربته السياحية بالمحافظة.

وتكثر هذه النفايات بالقرب من أكثر المناطق ذات أهمية سياحية بعجلون، وهي قلعة عجلون والتلفريك والمحمية، وتشكل مصدر تلوث بيئي يحتاج مزيدا من البحث والدراسة الكفيلة بإيجاد الحلول الممكنة، التنفيذية والتطوعية والتوعوية، لوقفه بشكل جذري، بحسب الغد.

هذه المشاهد المنفرة والضارة، يقابلها سكان وناشطون بيئيون بتساؤلات مشروعة، وحلول مقترحة لعلها تنهي هذه الظاهرة المقلقة، أو تخفض منها إلى حدودها الدنيا.

ويقول محمد عنانبة، ما تزال المحافظة، ورغم كل الجهود الرسمية والتطوعية والتوعوية، تعاني من انتشار النفايات، والتي تشكل آثارا سلبية على البيئة والصحة والزراعة والسياحة، مؤكدا أنها تتزايد مع وجود مشاريع جاذبة للزوار، كمشروع التلفريك، إذ لا يعقل أن تشاهد في المناطق المحيطة بالمشروع كميات كبيرة من مخلفات التنزه.

ودعا إلى تكثيف الرقابة من الجهات المعنية بمحيط المناطق التي تستقطب المتنزهين، كمحيط قلعة عجلون ومحمية غابات عجلون، ومشروع التلفريك، وتوزيع العديد من الحاويات، وتعيين عمال نظافة دائمين.

ويقول عبدالله القضاة إن هذه البؤرة الساخنة المتعلقة بمخلفات التنزه، ينبغي أن ننتهي منها بشتى الطرق الممكنة، فهي وبؤر أخرى لا شك أنها ذات أضرار بيئية كبيرة، وربما تكون معيقا أمام الاستثمارات المتنوعة، ما يستدعي أن تعالج تماما.

وزاد أن التخلص من البؤر البيئية الساخنة ضرورة للنهضة التنموية، إذ لم تعد القضية مسألة رفاهية، بقدر ما هي حاجة أساسية يجب إنجازها، وبالتزامن مع النهضة التنموية والسياحية التي تشهدها المحافظة، لافتا إلى أهمية زيادة الدعم للجهات الرقابية، ونشر الوعي المجتمعي، وتفعيل التشريعات التي تضمن إيجاد الحلول الجذرية للعديد من البؤر الساخنة منذ عقود.

ويقول أبو قصي شويطر، في كل عام تقام عدة حملات لتنظيف مواقع الجذب السياحي، ولكن للأسف تعود المنطقة كما كانت خلال فترة قصيرة، مؤكدا أهمية نشر ثقافة الوعي لدى المواطن وهذا لا يأتي إلا من خلال تغيير ثقافة الفرد لتصبح سلوكا، ومن خلال إدراج هذه الثقافة في مناهجنا ومن خلال وزارة الأوقاف ومختلف المنابر، فالنظافة ليست مجرد شعارات.

ويقول رئيس جمعية البيئة الأردنية الزميل علي فريحات، إن النفايات وأغلبها ناتج عن مخلفات التنزه، وعدة بؤر بيئية أخرى ساخنة، ستبقى تؤثر سلبا على عموم التنمية خصوصا السياحية، مشددا على أهمية الحفاظ على الجانب البيئي في المحافظة والذي يرتبط ارتباطا وثيقا بموضوع السلامة العامة والتنمية الزراعية والسياحية، ما يستدعي تشديد الرقابة على مواقع التنزه واتخاذ العقوبات المناسبة بحق المخالفات البيئية، مؤكدا أن مخلفات التنزه، والطرح العشوائي للأنقاض، تشكل تهديدا مباشرا للغابات، وتشويه الطبيعة.

وأكدت الملازم الأول من الإدارة الملكية لحماية البيئة وفاء القضاة أن الإدارة شريك إستراتيجي مع الدوائر ذات العلاقة من شرطة ودفاع مدني وبيئة وزراعة وصحة ومياه وتربية وغيرها تقوم بمهام وواجبات الحفاظ على البيئة والثروة الحرجية حسب المهام والواجبات الموكلة لها، مؤكدة أن الحفاظ على سلامة البيئة من التلوث مسؤولية الجميع.

واعتبرت المهندسة في مديرية زراعة عجلون رهام المومني، أن الإضرار بالبيئة هو إضرار بثروة وطنية لا تقدر بثمن، وأن الحفاظ عليها مسؤولية جماعية وواجب وطني نظرا لأثر ذلك على صحة وسلامة الإنسان وعموم التنمية.

وأكد مدير البيئة في محافظة عجلون الدكتور مشعل الفواز، أن قسم التوعية في المديرية، نظم بالشراكة مع الإدارة الملكية لحماية البيئة والزراعة 42 محاضرة في مدارس المحافظة خلال الربع الأول من العام الحالي، مشيرا إلى أن المحاضرات كانت تشمل التوعية والتثقيف حول مخاطر وأضرار الرمي العشوائي للنفايات على البيئة ومحاضرات حول التنوع الحيوي والتغير المناخي وإدارة النفايات الصلبة والاحتباس الحراري وغيرها من المحاضرات.

ولفت إلى أن المديرية تحول سنويا عشرات المخالفات البيئية إلى النائب العام، والتعامل مع مئات الشكاوى البيئية المختلفة داخل المحافظة وضمن الوحدات الادارية، والمشاركة في عدة حملات تطوعية للحفاظ على البيئة في منطقة اشتفينا ومناطق أخرى تشهد كثافة بعدد زوار المحافظة من داخل المملكة وخارجها.

من جهته، أكد رئيس مجلس محافظة عجلون عمر المومني، أن المجلس يخصص سنويا عشرات آلاف الدنانير لشراء حاويات معدنية للنفايات، وتوزيعها على البلديات ومديرية السياحة ومحمية غابات عجلون، مؤكدا أن المحافظة بدأت تشهد نهضة تنموية واستثمارية، ما يستدعي المحافظة على البيئة هو حفاظ على صحة وسلامة المجتمع وحماية موارده من العبث، مثمنا الجهود التشاركية بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني في هذا الإطار وضرورة إطلاق المبادرات التوعوية التي من شأنها تعزيز وتعميق السلوكات الإيجابية تجاه البيئة والحفاظ على الغابات.

وكانت جلسة حوارية حول البيئية التوعوية، والتي نظمها معسكر الجوالات ضمن معسكرات الحسين للعمل والبناء مع الإدارة الملكية لحماية البيئة في إقليم الشمال، إشارت الى جهود الإدارة في التعامل مع القضايا والشكاوى البيئة والبؤر الساخنة وآلية المتابعة لها.

وأكد رئيس قسم الإدارة الملكية لحماية البيئة في إقليم الشمال المقدم عمر حماد أهمية الدور الذي تلعبه الإدارة في التعامل مع الشكاوى والقضايا البيئية من خلال فروعها في الإقليم، مشيرا إلى أن الإدارة تعمل مع الشركاء من مختلف الجهات الرسمية لإنفاذ القانون لحماية المواطنين من المخاطر البيئية المختلفة التي غالبا ما تكون من صنع الإنسان.

ولفت إلى أهمية وجود وعي وسلوك بيئي لدى جميع مكونات المجتمع تجاه البيئة والتحديات التي تواجهها جراء النشاطات البشرية المختلفة، مشيرا لأهمية وجود الأندية البيئية المدرسية لتعزيز الوعي البيئي للطلبة والشباب، وكذلك أهمية المعسكرات الشبابية وإطلاق المبادرات التي تعزز الوعي والتعامل الإيجابي مع البيئة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :