-

كتابنا

تاريخ النشر - 25-07-2023 09:27 AM     عدد المشاهدات 158    | عدد التعليقات 0

نخجــلُ منـكِ يـا فلسطيــن

الهاشمية نيوز - جيهان عميرة

هل جربت يومآ أن تعيش في حالة نكران؟ نكران لتقبل واقع معين لا تريد تصديقه؟ أو خسارة شخص عزيز جدا على قلبك، وعقلك لا يستطيع تقبل أو تصديق الأمر بأكمله؟.

هذا هو النكران..وهذا ما أشعر به تجاه وطني الأم الذي يحمل اسمها كل معاني الشجاعة والألم والانين.. إنها فلسطين.

لا أريد تصديق أن فلسطين تتألم منذ سنين طويلة، ولا أريد تقبل كمية العنف و الأذى النفسي والجسدي الذي يتعرض له هذا الشعب المصنوع من حديد. هذا الشعب الذي ينولد من جديد، مع كل قصف وتهديد.

أتشبّثُ بذكريات فلسطين في الماضي وأيام الطفولة والمراهقة، مع كل ذكرى تخرج تنهيدة. كم كانت أيام جميلة وسعيدة. كل عطلة صيف كان لنا رحلة إلى الوطن الجميل، في بيت جدي وجدتي؛ جلساتهم، أحاديثهم، نصائحهم وأمثالهم. وإذا أردت التحدث عن كرمهم في الحب والعطاء فسأحتاج لصفحة كاملة من الوصف!.

أريد فقط أن أتذكر صوت البائع وهو ينادي ‹بوظة ركب ركب› و نركض لنشتري منه وكلنا فرح و حماسة. أريد أن تبقى في ذاكرتي رائحة سندويشة الفلافل اللذيذة التي كانت تشتريها لنا جدتي مع ابتسامة تتّسع كل العالم.

أريد أن تبقى عالقة في ذهني احتفالات سهرة العريس التي كانت تقام في الشارع، مع أصوات دبكة الشباب و›سحجة› الكبار والكل يشارك بفرح مع أصوات الزغاريد..

أعلم أن رائحة الفلافل استُبدلت برائحة الدم. وطعم القهر بدلا من طعم البوظة، وزفة الشهيد بدلا من زفة العريس..لكن لا أريد التصديق..فما بوسعي فعل اي شيء لهم! ولا أستطيع مساعدتهم، وأتقطّع على مصابهم والظلم الذي يحصل لهم يوميا والعالم ينظر مكتوف الايدي..كم أتمنى أن يكون بيدي فعل اي شيء..فلا أملك إلا الدعاء لهم من أعماق قلبي. فقوّة وصدى الدعاء أقوى من أي قوة في الدنيا.

قررت أن أخرج من حالة النكران فقط لأكتب عنها وفي حلقي غصة. ولو أن الكلمات لن توفي حق جنين وغزة وكل فلسطين، لن ترجع الغاصب ولن تطفئ الحنين، لكن لتعلم فلسطين أنها تعيش في قلوب كل الأردنيين. لم ولن ننساها بالدعاء والمساندة ومقاطعة الاعداء..على مدى السنين.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :