-

كتابنا

تاريخ النشر - 25-07-2023 09:26 AM     عدد المشاهدات 142    | عدد التعليقات 0

ذكــريــات عطــرة .. السعــادة وبقايا مـن حب قديم وجميل

الهاشمية نيوز - نبيل عماري
تلك اللحظات التي نجلس بها مع أنفسنا، ونداعب أفكارنا، تعود بنا للخلف الى الماضي الجميل، حيث الذكريات العطرة، والتي هي متنفس لنا في ظل هذا العالم الدموي والبارد في كل شيء، نعود الى السعادة وبقايا من حب قديم وجميل، نتذكر وهنا الذكرى تأخذني إلى خمسين عاماً مضت.
الخبز كان صناعة بيتية وليس شراء، وكانت الناس تقترض رغيف الخبز من الجيران قرضة بدل الشراء.
زمان كانت الدنيا أحلى واللمة تحلى الى جانب صوبة البواري، وشوي البلوط وسلق البليلة. والسهر في ليالي الصيف الهادئة الجميلة
كانت المدارس تبدأ في أول أيلول وتنتهي في أواخر ايار وعطلة صيفية تمتد 3 أشهر.
ركوب الباص بقرش ونصف القرش والسيرفيس بقرشين.
رائحة القهوة تعبق بالسوق ورائحة «تحميصها» من شرفات ومداخل بعض المنازل.
كانت مقالب غوار وحمام الهنا ومسلسل فارس ونجود وبنت الحتة تفرض منع تجول في كافة المدن والقرى الأردنية.
كانت الأعراس تقام على سطوح المنازل او امام باحتها، متاحة للجميع، من دون اطلاق عيارات نارية، كانت أغاني مع عود ودربكة وخاصة أغنية يا شادي الألحان، وبقى عايز تنساني، والدبكات و السحجات الأردنية، سيدة الموقف..
كانت الحلاقة بــ «شلن»،خمسة قروش، في صالون الحي او الشارع، مع كلمة نعيماً ومع رشة ريحة نوع «تباك»، او «ابو عصفورين».
كان المطرب المفضل فهد بلان، وان وصل الهيام حده، اصبح عبد الحليم «على قد الشوق».
كانت الطلة او الناقوط علبة شوكلاتة سلفانا أو ناشد أخوان او توفي دانتي وشوكلاتة ركس وغراوي.
كانت رائحة الطعام تعم ارجاء الحارة، وكان نقوط الفرح شوكلاتة رام الله وركس او 2 كيلو تفاح لبناني ودجاجتين مع القوانص والكبدة وطبقي بيض لزيارات المرضى.
كانت أحلامنا بسيطة بنطلون كابوي «جينز» وبوط رياضة «صيني» وان زاد بطرنا نحلم ونشتري ساعة «اومكس» من المؤسسة الاستهلاكية العسكرية.
كانت غمزات سميرة توفيق تفرحنا، ويتابعها الختيارية قبل الصغار، ويظن كل مشاهد أن الغمزة له.
أيام الجمع كانت الناس تخرج بلباس النوم والرياضة يتجمعون عند مطاعم الحمص والفول والفلافل وخبز الطابون، لشراء الفطور الصباحي، صحونهم معهم ويطلبون من «معلم « الفلافل والحمص ان يتوصى بالطلبية، ويضع الحار جانبا.
كانت «السخنة» في الزرقاء، ملهمة الشعراء بجمالها وسيلها العذب بأشجار دفلتها وخسها وعليقها ومشمشها.
كان البطيخ والشمام ينزل في شهر تموز وبطعم ورائحة نفاذة وبكميات من البزر الأسود يتم قليه من بعد تنشيفه للتسالي، وتنطلق تلك الرائحة الزكية لتعبق في الأرجاء، وكان الشمام اسمه حروش. كنا نشتري البطيخ بكميات كبيرة ونخزنها ولا نعرف لماذا!!
كان الذهاب الى عمان حلم ابناء المحافظات، وحدثا كبيرا، يتخلله شراء البوظة من حلويات القدس وكنافة حبيبة بدخلة البنك العربي.
كان سعر الخاروف البلدي ابو لية بخمسة دنانير.
كان الكاز يباع بطنابير يجرها بغل ويسمى بغل الكاز.
كانت الهريسة أزكى خاصة عندما تباع على ضوء اللوكس.
كانت ألعابنا الجلول، وسبع حجار، وطيارات ورق، وعجال سكوتر، وسيارات نصنعها من الاسلاك.
كانت الرحلات جماعية، عائلية، يحضر لها قبل اسبوع.
كانت البوظة تسمى دورادو وديربي.
كانت الناس تنام على السطوح بالصيف بعد شطف السطح، وكنا نعد نجوم السما ويقال لنا «لا تعدوا بطلعلكم ثواليل».
كانت نتائج التوجيهي تعلن بالراديو والجرائد بمحلق مسائي.
كانت كنافة القاضي ازكى كنافة، وعلى الجانب الآخر محل العوامة التي كان البائع يقليها بسرعة ومهارة فائقة، تخطف انظارنا خاصة عندما يرفعها من الزيت ويضعها خلفه بوعاء القطر دون ان ينظر اليه.
كنا ننتظر صوت فيروز القادم مع ديمات المطر والبيلسان وصيف يا صيف وذهب أيلول وعند نزول الثلج ثلج ثلج
كنا نظن ان الكيوي طلاء احذية لنكتشف لاحقا انه فاكهة.
كنا نرى المنجا والأناناس والقشطة غير ملونة على شاشة التلفزيون.
كان التلفزيون «طقات».. ومقتصر على قنوات 3 و 6 وينتهي البث عند الساعة 12 ليلا.
كانت الناس تسهر على صوت ام كلثوم.
كان الأسبرين يباع بالدكاكين.
كانت أمهاتنا تحيك جرازي الصوف قبل حلول الشتاء.
كان أجمل الأصوات الإذاعية نقولا حنا وكوثر النشاشيبي.
كان الكعكبان حاضرا مع المخشرمة والفيصلية والحلاوة بورق السوليفان المستطيلة.
كان الشتا كثيرا وتجينا لزبات وكنا نفرح لما نسمع كلمة»أروت».
كنا نردد كلمة توفيق الدقن الو يا أمم.
كنا نردد أغاني ميسون الصناع وتوفيق النمري وكروان ودلال الشمالي وخاصة الأغاني الوطنية مثل ربع الكفاف الحمر والقدس ديرتنا وعلى ضفافك يا أردن.
كان الأردنيون يشتغلون حميع المهن من عامل باطون الى فران الى الى الى ولم يكن لدينا يد عاملة.
كانت المياه لا تنقطع.
كنان نحلق ذقوننا بشفرات ناست ومعجون أيرازميك وعطر بلاك جاك وأولد سبايس ونسرح شعورنا بكريم بريل، وكريم ذي الحنجور الأحمر
كانت السجائر أردنية الماركات؛ كمال ريم فيلادلفيا جولد ستار السيد نسيم.
كنا نسمي الكيك كيكس
كانت قرانا ومدننا نظيفة ترش شوارعها بأيام الصيف بالماء لتلطيف الجو، وما تسمى الصحية تزور كل البيوت لوضع كميات من السولار بالمرحاض
وأخيراً لن نقول «كنا وكنا».






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :