-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 17-07-2023 10:01 AM     عدد المشاهدات 270    | عدد التعليقات 0

دفتر ديون

الهاشمية نيوز -
اسماء سليمان الطويسي

كنت في حديث مع طبيبة في إحدى قرى الجنوب النائية والتي تعد من جيوب الفقر في الأردن.

دار الحديث بيننا واسهبنا في قصص مؤلمة لبعض أفراد تلك القرية المؤلم حالها.

أن تسمع أن يأتي المواطنون خلال فصل الشتاء للمركز الصحي والانتظار على باب المركز لحين وقت الدوام ليكسب دوراً مبكراً لغاية العلاج ومن ثم يعود لاعماله فهذا واقع اغلب مراجعي المراكز الصحية والمستشفيات وظاهرة طبيعية جداً.

اما ان يأتي كبار السن والنساء والأطفال في فصل الشتاء وبحجج مرضية مختلفة ليس بحثاً عن العلاج ولا لسبب مرضي، بل للبحث عن دفء لأجسام ترتجف من برودة الجو وضيق حال

بتأمين ابسط وسائل التدفئة (الكاز) والمعروف بأن هذه المادة وسيلة الأغلبية من المواطنين ذوي الدخل المحدود، ان يلجأ هؤلاء الناس لهذه الوسيلة بحثاً عن الدفء فهذا شيء محزن وموجع للقلوب، وأمر غريب.

ولكن الموضوع الثاني والأكثر غرابة وحزناً أن يكون عامل بالمركز من نفس القرية يفتح دفتر ديون بحيث يقوم بدفع مبلغ 250 فلساً وهي قيمة تدفع مقابل كل وصفة دواء فيأتي الطفل ليتعالج وعند المحاسبة لا يوجد بجيبه فلس واحد، وقد يكون إرسال الاهل لوحده تلافياً للاحراج كونهم لا يملكون في البيت هذا المبلغ الزهيد.

مثل هذه الحالات الموجعة، حال الرجل المسن والمرأة المسنة وهما يعتذران لعدم تمكنهما من دفع هذا المبلغ فما ينوب عنهم هذا الموظف وهو يقوم بدفع ثمن المعالجة والتسجيل على «الدفتر» وهو الذي ليس بأفضل حال منهم، ولكنه الشعور بالآخرين حيث يعرف الجميع ويعرف أوضاعهم المعيشية، إذ لو كان أفضل حالاً فمن المؤكد أنه لم يقم بتسجيل هذه المبالغ والتي غالبا ما يغض الطرف عن الكثير منها.

وماذا بعد لتلك القرية؟

ليس من الصعب وضع خطة لتشغيل الشباب هناك وإيجاد مشاريع بسيطة ببساطة تلك الناس الطيبة والتي ترضى وتقتنع بالقليل لتشغيل النساء، ليس صعباً ايجاد حلول لإغلاق دفتر الديون للأبد بل تمزيقه بعد أن لا يصبح له حاجة.




وسوم: #دفتر#ديون


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :