(عطـــــور) الــزمــــن الجميــــل

الهاشمية نيوز - نبيل عماري

عطور الزمن الجميل تترك أثرًا في نفوس الناس وفضاءاتهم وذكرياتهم من رائحة ياسمينة بيضاء مزروعة في فناء الدار ورائحة قرنفل تزدان بها الحواكير ورائحة الأرض من أول شتوة ورائحة المواسم من رائحة البرتقال والجوافة والبطيخ والتفاح اللبناني العابق والموز ابو نملة لرائحة القهوة وهي تتحمص فالروائح تصاحبنا ليل نهار حتى للقصائد التي كنا نقرأها لها رائحة جميلة فلا ينسى كيف عطَّر نزار كثيرًا من شعره بياسمين دمشق الساحر. وكيف كنا نكتب الرسالة للحبيبة ونعطرها فالعبق يبقى في ذاكرة الرسائل التي من ورق، كي تضوع الرسائل برومانسية الورد. فكم من الحروف التي سال حبرها من قطرات العطر، وصلت لقلب الحبيبة قبل أن تصلها الكلمات وأغنية عبد الحليم عندما تمر بالشارع يسارع الحبيب لكبسة زر المسجل ليسمعها فاتت جنبنا : ؟! فهل كانت مي زيادة تعطر رسائلها لجبران؟ وهل كانت غادة السمان تعطر رسائلها لغسان، والعكس صحيح، نعم، للعطور والروائح ذاكرة من صابونة اللوكس القديمة لرائحة صابون الحلاقة ايرازميك رائحة جبلة الطين وزهور البيلسان والطيون ورائحة أوراق التين تعلن أن الموسم قادم ورائحة المقاثي والبيارات وزهر الليمون وهويسة الفريكة والحمص وكذلك رائحة رشة عطر رماج ابو عصفورين والكالونيا وعطر الشبراويشي عندما ترش بعد حلاقة الشعر والذقن عند الحلاق عندما يقول نعيما ومن انواع العطور كذلك ريف دور وبروت وتباك واولد سبايس وسلفستور برائحة الصنوبر ورائحة العطور والتي كانت ترش بالأعراس والمناسبات ورائحة الملبس ع لوز بالمطبقيات والذي كان له عبق يختلف وكذلك الراحة بالمستكا وماء الورد ورائحة تطلي المشمش كانت تصل حتى آخر الحارة وكذلك روائح الطبخات كانت تنتشر بكل زواية وزاروبة من المقلوبة والملوخية والمناسف والورق الدوالي والكوسا والمجدرة وقدحات الثوم لعمل قلاية البندورة كلها كانت تعلن عن وجودها لا تخبىء نفسها، نعم، عطور الزمن الجميل كانت بالعشرات لم تكن تمتلك التعدد بل تعلن عن نفسها برائحتها الجميلة .