-

كتابنا

تاريخ النشر - 04-07-2023 09:05 AM     عدد المشاهدات 87    | عدد التعليقات 0

لغـــــــة البحـــر وأمـــواجه

الهاشمية نيوز - جيهان عميرة

أحداث البحر كثرت هذه الأيام و أصبحت حديث الساعة، وبات البحر وقصصه ‹ترند› هذه الفترة، قررت أن أغوصَ في بحر مخيلتي وبنات أفكاري، وأتحدث عنه.

عندما تنظر الى البحر، وترى الامواج تتمايل وتصل إلى الشاطئ ثم تعود، ماذا تشعر؟ ماذا ترى في هذا البحر الكبير، الواسع المدى والبلا حدود؟ هل تشعر بهدوء و أمان؟ هل صوت البحر الصامت يجعلك تنفصل عن الواقع والحياة بأكملها؟؟ بل هل تتذكر فيروز وجمال كلماتها؟ أم يخيفك منظر البحر وعمقه و..أسراره؟

إذا كانت الإجابة واحدة من هذه الخيارات، أو حتى إذا لم تجلس يوما تتأمل أمام البحر، هذا المقال سيجعلك تغوص في خيالك وتتفكر، في محاولةٍ لفك لغز البحر و خفاياه و..سحره.

بصراحة، من اللحظة الأولى التي أُلقي فيها النظر على البحر أتذكر أغنية فيروز، شايف البحر شو كبير! ثم أتمعن النظر أكثر و تأخذني الذاكرة للناس الذين غدر بهم البحر؛ المهاجرين و اللاجئين الذين غُرقو فيه، عندما كان البحر أملهم الوحيد للنجاة و العيش بكرامة. أتذكر صورة الطفل الرضيع الذي كان مرميّاً على الشاطىء بعد ما أخذته الامواج بعيدا جدا والى وجهته الاخيرة المؤلمة. أتذكر آلاف الحالات من الغرق في هذا البحر القاسي. أتذكر الأشخاص الذين التهمهم سمك القرش عديم الاحساس! أتذكر شظايا الطائرات المحطمة والسفن والغواصات الغارقة. أتذكر الغارقون في بحر الهوى! أتذكر سفينة التايتنك التي تحدّت البحر والعالم بجبروتها، لكن القدر أنهى بها في قاع البحر، مع جاك، الذي ضحّى بحياته من أجل حبيبته روز، ترى هل كانت ستكون علاقة حب ناجحة لو استمرت؟

هذا هو البحر، يأخذنا في دوامة الأفكار المتشابكة وغير المترابطة! حتى يرسي بنا على شط الواقع، ثم ندير ظهورنا ونترك كل التساؤلات معه، إلى حين أن نلتقي به مجددا.

استنتجتُ بالنهاية أن البحر كالحياة؛ تماما كالمدّ والجزر. تمرّ بنا أمواج السعادة والحزن، أمواج المشاكل والهموم، أمواج الغدر والخيانة، أمواج الحب والرومانسية. فبالتأكيد شهِدَ البحر كل هذه الحالات وغيرها، وقفوا أمامه ليشكوا له ويلجؤوا إليه، ليتغزلوا به، وليتأملوا عمقه، تماما كعمق مشاعرهم وهمومهم. ليردّ عليهم بأصوات الأمواج الرائعة والغامضة، وأحيانا ينفجر من كثرة الضغوطات تماما كالبشر، ليطلق التسونامي بداخله!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :