تاريخ النشر - 04-07-2023 09:05 AM عدد المشاهدات 81 | عدد التعليقات 0
لِكُلِّ نَفْسٍ بَيْنَنَا أَجَلٌ
الهاشمية نيوز -
سعيد يعقوب
(تعزية ومواساة للدكتور عبد الله الرضاونة المصاروة برحيل ابنته وفلذة كبده الشابة سلافة رحمها الله)
لِلهِ مِمَّا يَفْعَلُ الدَّهْرُ *** يَنْجُو الَّلئِيمُ وَيُبْتَلَى الحُرُّ
وَالمَرْءُ فِيْ دُنْيَاهُ مُمْتَحَنٌ *** وَالرِّبْحُ فِيْ أَسْوَاقِهَا خُسْرُ
تَسْتَرْجِعُ الدُّنْيَا الذِيْ وَهَبَتْ *** وَكَأَنَّمَا فِيْ نَفْعِهَا ضُرُّ
أَيَّامُنَا فِيْ العَيْشِ مَزْرَعَةٌ *** وَحَيَاتُنَا لِمَعَادِنَا جِسْرُ
لَمْ أَلْقَ مِثْلَ المَوْتِ مِنْ حَكَمٍ *** عَدْلٍ فَلَا ظُلْمٌ وَلَا قَهْرُ
لَا فَرْقَ فِيْ عَيْنَيْهِ بَيْنَ فَتَىً *** مُثْرٍ وَآخَرَ حَظُّهُ الفَقْرُ
كُلٌّ لِبَطْنِ الأَرْضِ مَرْجِعُهُ *** وَلَهَا يَعُودُ البِيضُ وَالسُّمْرُ
وَالمَرْءُ وَصْفٌ بَعْدَ عِيشَتِهِ *** فَيُقَالُ خَيْرٌ عَنْهُ أَوْ شَرُّ
وَأَجَلُّ مَا يُعْطَى الأَنَامُ بِهَا *** الدِّينُ وَالأَخْلَاقُ وَالسِّتْرُ
نَبَأٌ أَتَى صُدِعَتْ بِهِ كَبِدِيْ *** وَعَلَيَّ عَزَّ بِحَمْلِهِ الصَّبْرُ
فَكَأَنَّمَا وَسَطَ الحَشَا لَهَبٌ *** يُذْكِيْ ضِرَامَ هَشِيمِهِ الجَمْرُ
حَجْمُ المُصَابِ بِحَجْمِ صَاحِبِهِ *** وَبِقَدْرِ قِيمَتِهِ لَهُ قَدْرُ
وَلَكَمْ قَضَى فِيْ الدَّهْرِ مِنْ بَشَرٍ *** وَكَأَنَّهُمْ بِالدَّهْرِ مَا مَرُّوا
أَجْرَى الدُّمُوعَ كَأَنَّهَا بَحْرُ *** نَبَأٌ لَهُ يَتَصَدَّعُ الصَّخْرُ
صَبْرًا عَلَى البَلْوَى التِيْ طَرَقَتْ *** جَلَدًا عَلَى النُّوَبِ التِيْ تَعْرُو
فَمَشِيئَةُ الرَّحْمَنِ نَافِذَةٌ *** وَإِلَيْهِ فِينَا يَرْجِعُ الأَمْرُ
وَلِكُلِّ نَفْسٍ بَيْنَنَا أَجَلٌ *** إِنْ حَلَّ مَوْعِدُهُ انْتَهَى العُمْرُ
وَاللهُ يَجْزِيْ كُلَّ مَنْ صَبَرُوا *** وَعَلَى التَّجَلُّدِ يَعْظُمُ الأَجْرُ
يَا بِنْتَ عَبْدِ اللهِ مَعْذِرَةً *** إِنْ قَصَّرَ الشُّعَرَاءُ وَالشِّعْرُ
هَذَا مَقَامٌ لَيْسَ يَبْلُغُهُ *** شِعْرٌ وَلَا يَرْقَى لَهُ نَثْرُ
وَلَقَدْ يَنَالُ المَرْءُ مَنْزِلَةً *** لَا الشَّمْسُ تُدْرِكُهَا وَلَا البَدْرُ
بِمَنَاقِبٍ كَالرَّوْضِ عَابِقَةٍ *** مِنْهَا تَغَارُ الأَنْجُمُ الزُّهْرُ
قَدْ بَوَّأَتْهُ بِسَرْجِ سُدَّتِهَا *** أَخْلَاقُهُ المِسْكِيَّةُ الغُرُّ
وَبِحُسْنِ سِيرَتِهِ وَمَا غَرَسَتْ *** يَدُهُ وَمَا يُجْنَى بِهِ الشُّكْرُ
مَنْ كَانَ عَبْدُ اللهِ وَالِدَهُ *** لَا شَكَّ مِنْهُ سَيَكْثُرُ الخَيْرُ
رَجُلٌ لَهُ فِيْ النَّاسِ مَرْتَبَةٌ *** عُلْيَا يُوَطِّدُ رُكْنَهَا الفِكْرُ
وَأَرَى الثِّمَارَ تَطِيبُ إِنْ حَسُنَتْ *** أَرْضٌ وَطَابَ بِتُرْبِهَا البَذْرُ
يَكْفِيْ (سُلَافَةَ) أَنَّهَا رَحَلَتْ *** وَيَحُفُّهَا الإِيمَانُ وَالطُّهْرُ
يَكْفِيْ (سُلَافَةَ) أَنَّهَا تَرَكَتْ *** ذِكْرًا يَطِيبُ بِذِكْرِهِ الذِّكْرُ
فَكَأَنَّمَا أَفْعَالُهَا زَهَرٌ *** مِنْهُ يَفُوحُ الطِّيبُ وَالعِطْرُ
وَالنَّاسُ تَشْهُد بِالسُّمُوِّ لَهَا *** حَتَّى بِهَا يَتَفَاخَرَ الفَخْرُ
يَا رَبُّ جَبْرَكَ بَعْدَ كَسْرَتِنَا *** فَبِمِثْلِهَا يُسْتَعْظَمُ الكَسْرُ
يَا رَبُّ أَنْزِلْهَا جِنَانَكَ وَاشْــمَلْهَا بِعَفْوِكَ إِنَّكَ البَرُّ
وَارْبُطْ عَلَى قَلْبِ الذِينَ بِهَا *** فُجِعُوا فَمَنْ فُجِعُوا بِهَا كُثْرُ