تاريخ النشر - 27-06-2023 09:47 AM عدد المشاهدات 92 | عدد التعليقات 0
هــــذا أنـــــا
الهاشمية نيوز - شفيق العطاونة
هذا أنا أشقانيَ التّأويلُ
والحبُّ والإعذارُ والتّأميلُ
قلَمي ذؤابةُ نخلةٍ مبتورةٍ
أدمى حُشاشةَ قلبِها الإزميلُ
من بعضيَ المجهولِ أكتبُ سيرتي
ما غرّني التّزويقُ والتّجميلُ
في بحريَ المنفيِّ ألفُ غمامةٍ
هطلت فما أشفانيَ التّبليلُ
سأظلُّ أروي للمجازِ حكايتي
وأبثُّ شعري للنّدى وأُطيلُ
من شُرفةِ المنفى أناظرُ نجمةً
أبكى الطّلولَ شهيقُها المعلولُ
أنا مِن تشكُّلِ طينيَ المرويِّ
أَنْسَنَهُ الهوى، ما ضرّني التّشكيلُ
أنا من بقايا الماءِ ، قلبي جدولٌ
يُذكي أوارَ الحبِّ وهْوَ قتيلُ
ما أنت؟ يا فرحا تعاقرُ بوحَهُ
الأنواءُ، تُلقي حِمْلَها وتُديلُ
ما اشتقتَ يا فرحًا لِحاءِ محبّةٍ
ولِبـاءِ جَبْرٍ شفّها التّعويلُ !؟
ويزورُني هذا الرّبيعُ مُضرّجًا
فأبُثُّهُ الخيباتِ وهْوَ عليلُ
أنا مَن كسا الأسفارَ حُلّتَها الّتي
أوهى خُيُوطَتَها نوًى ورحيلُ
يا خيلُ مالكِ؟ مُذ تقاسمْنا الجوى
ما عاد يؤنسُنا لديكِ صهيلُ
ويَضيقُ أيْكُ الوارفينَ بظلِّه
مذ خانَ أسرابَ اليمامِ هديلُ
يا ليلُ أرهقَكَ السّهارى المُتعَبون
أمَا تحِنُّ إلى الكَرى فتَقيلُ
أشكوكَ عند الوجدِ سربَ نوارسٍ
قد تاه منها فجرُها المجهولُ
هذا زمانُ الغثِّ أورثَ نسلَهُ
مَن كان يرتعُ في قذاهُ «سَلولُ»
بعضُ الأنامِ ظِماءُ أفئدةٍ فما
بلَّ الفراتُ صداهُمُ والنّيلُ
ولَئِنْ رمى الواشون بذْرَ غيوظِهم
ما شبَّ من نار الخناءِ فتيلُ
هذا أنا، الحُبُّ أورثني الطّوى
وتقولُ: إنّي في الغرامِ بخيلُ
يا بنتُ كُفّي في وداعيَ أدمُعا
دمعُ المحبِّ على الحبيبِ ثقيلُ
ما زالتِ الأنواءُ تلقي حِمْلَها
ليلُ الأُباةِ على الطُّغاةِ طويلُ
لا زلتُ أكتبُ في الحياة روايتي
حتى أنيخَ ويسقطَ المنديلُ