-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 11-06-2023 12:52 PM     عدد المشاهدات 182    | عدد التعليقات 0

أو لك مصلحة؟

الهاشمية نيوز -
بشار جرار

قد أكون واهما أو في الأمر ما قد اختلط عليّ، فللعمر حقه عليّ وأنا أبلغ عقدي السادس قبل نهاية عامنا هذا. لكن كثيرا من المفردات اليومية لم تكن في زمان جيلي. بعض الأسماء، الأعلام كانت في منزلة لغوية مختلفة. لن آتي على ذكر أمثلة منها، لكن ما استوقفني منذ سنين، السؤال التالي باللهجة العامية العمّانية، فلم يطرح عليّ خارج حدود محافظة عمّان الكبرى -وللأمانة- خارج شطر منها على وجه الخصوص. السؤال المفتاحيّ كان: إلك مصلحة؟ بمعنى: أو لك مصلحة في.. ويتم ذكر موضوع السؤال كأن تكون ساندويشة شاورما أو فلافل؟!
درست العلوم الاجتماعية السياسية ومما شمله الاختصاص في مراحل متقدمة، الوقوف على تطور اللغات واللهجات في إطارها المعرفي والنفسي والسلوكي الاجتماعي. صنع السلام وحفظه ليس مجرد دراسة لما كان يسمى تحليل النزاعات ومن ثم حلها. الأصل، هو «المصلحة» في تفادي النزاعات أولا، والأهم هو صنع السلام وحفظه وتعزيزه ثقافة وممارسة، أمانة ورسالة.
وعليه، سرعان ما رحبت بهذا التوظيف الاجتماعي، مدروسا محدثا كان أم أصيلا عفويا، التوظيف لمفهوم «المصلحة» في التخاطب والتعامل اليومي بين الناس، الناس «العاديين» كما يقال. ما تمنيته وما زلت أتمناه بعد أعوام من بدء رواج هذه المقولة، هو استخدام السياسيين ومن باب أولى الاقتصاديين لهذا المفهوم الأساسي ألا وهو المصلحة بمعنى المنفعة، ولا حرج في ذلك أبدا، رغم السمعة «السيئة» التي يكتسبها من يوصمون ب «المصلحجيين»، وهم أولئك الذين يزِنون كل شيء بكفتي مصلحتهم في مقابل مصالح، لا بل وحقوق الآخرين!
يتناسى الناس -وجميعنا نؤمن مسلمين ومسيحيين- بأن معيار المحبة هو الخدمة، وميزان الإيمان هو العمل الصالح النافع لأنفسنا وللآخرين، ذلك أن الله سبحانه غني عن عباده، عباده الصالحين وغيرهم. فمن سلامة المنطق ورجاحة العقل النظر في اختياراتنا كلما طرح علينا هذا السؤال الذكي، السهل الممتنع: إلك مصلحة في...؟ أيا كان موضع السؤال، التساؤل الأكبر دائما هو أن «المصالح بتتصالح» كما يقول أشقاؤنا الأحبة المصريون. والدرس الأكثر بلاغة في هذا الزمان الذي نعيشه، أن مصلحتنا واحدة، شئنا أم أبينا. المركب واحد، ونجاتنا من مصلحة الجميع، وثمة شروط ثلاثة لا غنى عنها: الشراع والمرساة والربّان. من مصلحتنا الالتفاف دائما، خاصة وقت هبوب الريح -شرقية كانت أم غربية- من مصلحتنا الالتفاف والتعلق بصارية الشراع-سارية العلم..
هنا في أمريكا أردد كراعي أسرة وكأب، قبل أن أكون مواطنا أو من المحافظين الجمهوريين، أردد شعار: «هولد فاست» ويعني تشبّثوا «اعتصموا» بحبل الصارية-السارية.. نعم لي، لنا جميعا، مصلحة في النجاة، فكل شيء معرض للخطر إن غفلنا لا قدّر الله ولو لمحة عين.. العبرة أن نبقي العيون ناظرة البوصلة، ففيها أصل السفينة وشراعها ومرساتها..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :