هالات

الهاشمية نيوز - هالة داوود


اشتقت إلينا
اليوم... نكأتَ جرحاً بصوتك...
اعتقدتُ أنه قد شفي مع الأيام...
لكن حين استمعت إلى تلك الكلمات...
شعرت بنصل تلك السكين
يشق خاصرتي ويدميها من جديد
في ذلك الوجع لم تكن سيدي
ولم أكن مولاتك كما كنت تعشق أن نكون...
بل كنت القدس وكنت أنا كل فلسطين...
كنت وطني وحدود بيتي... حجرتي وسريري...
كنت أنت سكني وأماني
كنا شيئا لا يتكرر وقصة لن يرويها أي راوٍ...
قد فرّقنا أمر ما
واختطفنا من أنفسنا أمرين أو أكثر
لكن أقسم لك بذلك الوجع
أنني قد اشتقت إلينا
لو كان بيدي
لو كان بيدي
لكتبتُ رسائل لا تنتهي وبلا أوراق...
لأتيتُ إليك وما غادرت....
لسافرتُ وإياك على الشهب بين الأرض والسماء
***
لو كان بيدي
لبقيتُ تحت خيمة الأحلام التي كانت بلا أوتاد...
لأهديتك كل ياسمين الأرض...
لغنيتُ ورقصتُ وضحكتُ ومن ثم بكيتْ...
لصليتُ صلاةَ استسقاءٍ...
علَّ السماء تمطُر لؤلؤًا
والأرضُ تنبت ريحانًا... نرجسًا... أقحوانًا...
لعدتُ سنينَ وسنينَ إلى الوراء
وأعدتُ كتابة التاريخ
***
لو كان بيدي
لقلتُ لا...
حين كانت لا هي الفيصل
ولقلتُ نعم
حين كانت نعم تستحق أن تـُـقال...
لمشيتُ حافية القدمين على تراب نـُـقع بماء الورد
وانتظرتك تحت دالية العنب
لو كان ولو كان ولو كان...
لكن الأمر ليس بيدي...
متأكدةٌ من أن كلمة وحيدة
لو أنها قيلت
كانت حتما ستوازي الدنيا وكل ما سيقال.