تاريخ النشر - 22-05-2023 11:33 AM عدد المشاهدات 144 | عدد التعليقات 0
كعبـــل وارمـــــــي

الهاشمية - جهاد العمري
في لعبة المذاقات في الطعام، اعتقد اننا كعرب من جماعة «كعبل وارمي»، او بمعنى اخر نتذوق الخلط بين مختلف المذاقات؛ وهو نوع من ال Fusion وليس هناك ادنى شك ان هذا موجود في المطابخ الاخرى، ولكن عندنا كعرب موجود اكثر في المنسف، مثلاً فالمتذوق يجمع ما بين مذاقات مختلفة ليخرج بخليط شهي من الارز والشراك والمليحية ( اللبن) واللحم والحال نفسها مع الفاصوليا آو الباميا؛ فاللقمة الواحدة تحتوي على عدة مذاقات او مكونات هي بمجموعها لذيذة، وهي لا شك من فنون الطبخ، حيث تجتمع المكونات مع البهارات والصلصات لنخرج بمذاق متجانس ويلامس عدة مناطق حساسة في اللسان وهي: المالح والحلو والحامض والمر، الشي نفسه في لعبة الحامض حلو في بعض المطابخ العربية والشرقية، والشيء نفسه نستشعره مع الجبنة والبطيخ او العنب عندما تجتمع الملوحة والحلاوة في آن واحد لنخرج بسيمفونية لذيذة يطرب لها القلب والدماغ معاً .. خذوا مثلا الطبق العراقي «باجلا بالدهن» فالطعم لا يستقيم الا اذا غرفت الباجلا او الفول مع ماء الباجلا مع الدهن مع قطعة الخبز المنقوعة بالدهن، طبعا هذه الاكلة ليست لضعاف القلوب والامعاء.
في المطبخ البريطاني هذا الخلط موجود خاصة في «الكاسرول» او الاطباق المطبوخة بالفرن، والتي تتكون من عدة انواع من الخضار، مع اللحم او الدجاج، مثلاً مع نوع من الصلصة. لكن هناك اطعمة او اكلات تعتمد فلسفة مختلفة تماما مثل اللحم مع الخضار المسلوقة او المشوية او المقلية .. في البداية وكعربي كنت عندما توضع امامي هذه الاطعمة اقوم بخلطها بوضع اللحمة مع نوع او نوعين من الخضار بفمي او بلقمة واحدة على امل ان اصل الى تلك السيمفونية من تعدد المذاقات، واجد نفسي غير قادر على الحصول على اللذة المنشودة مهما اضفت من الملح او الفلفل والسبب بسيط؛ فالخلط هنا ليس جزءاً من اللعبة . الفكرة ببساطة ان تستسيغ اللحمة وحدها وكذلك تستمتع بالبطاطا او الجزر او البازيلا كل على حدة، ولكل نوع طريقة بالطهي وليس كل السلق هو سلق، فهناك درجات من السلق او الطبخ او اساليب تعطي لكل ذي حق حقه. بمعنى اخر عليك ان تستمتع بالجزر وحده والبطاطا مع النعنع مثلا وحدها والبازيلا النصف مطبوخة وحدها او المطبوخة بشدة كمذاق اخر.
هذا كله من وحي رمضان