-

كتابنا

تاريخ النشر - 15-05-2023 10:45 AM     عدد المشاهدات 141    | عدد التعليقات 0

مدينة الزرقاء

الهاشمية نيوز -
«أماكن شبه منسية»

ناصر الريماوي
في مدينة «الزرقاء»، الماثلة في الذهن كوشم أزلي، تنهض معالم جديدة وتندثر أخرى، بعضها عتيق ولكنه متجذّر، لم يزل باقيا، على حاله، ويحكي للناس والطريق.
كثيرة هي المعالم التي تختفي فجأة من حاضرة المكان بعد أن كانت استقرّت طويلا بين تلافيف الذاكرة الجمعية للمدينة، وأهلها. «سينما الحمراء» بمحاذاة شارع الحسبة وأمام سوق الطيور، وأفلام الكابوي المتعددة بتذكرة واحدة، حسبة الخضار المسقوفة بمحالها الصغيرة وممراتها الضيقة. «كنافة الرشيد» على الناصية الحيّة، بين مفترق «مسجد عمر» وشارع شاكر.
الحاج «رشيد» (رحمه الله) والذي كثيرا ما كانت عيناه الزرقاوان تلمعان وهو يؤكد لنا بأن كنافته هي الكنافة الوحيدة المشغولة بالسمن البلدي الأصلي بين محال «الأكنفة» الأخرى.
«نادي العودة» وهو يرابط عند بوابة المخيم، كحارس أسطوري يطلّ على مقاهي المدينة العريقة، مقهى «الروشة» و»الكواكب»، ويحتضن إليه تلك الأمسية البعيدة للشاعر السوري «ممدوح عدوان» وسط فضائه الضيّق والذي إتسع كثيراً بالحضور يومها.
مبنى «سينما النصر» بواجهته المطلّة على التقاطعات، ومبنى سينما سلوى الذي استحالت فيه الواجهة الحجرية إلى سواد خالص على وقع عوادم السيارات، ومبنى سينما الحسين المجاور، وأطلال «سينما» أخرى، لم تعد موجودة، أو مرئية، كان لرنين التسميه الخالصة وقعها الخاص والمميز كي تعمّر أكثر من جدرانها.. «سينما ريكس».
معسكرات الجيش العربي وقوس الشرطة العسكرية فوق بوابة المدخل الرئيسي..
«مسجد الدراويش» وهو يتوارى بقبته الخضراء خلف بيوت المخيّم الضامرة، وأسطح المباني الهزيلة.
مدارس وكالة الغوث وسكّة الحديد. المقبرة المنبوذة، حول أطراف المخيّم، «مقبرة جنّاعة» وهي تشيح بسورها المهدّم عن أفق المدينة المغبّر ونفير المركبات.
مسجد «آرسبي»، ومطاحن الزرقاء، ثم نادي الضباط وبيوت الشيشان الواسعة بالردهات والبرندات المطلّة الجميلة والمحاذية لمجرى السّيل، أطلالها الممتدة الباقية، كشواهد حيّة، وهي تفوح بعبق المدينة القديم. كل ما يصادفه الراكب، بين مثلث «عوجان» المشرع على سماء التمنيات البسيطة، وحتى مدخل المدينة المسيّج بصفوف أشجار السروّ المعمّرة.
البساتين الخضراء الهاربة من لون المدينة الترابي، في تشبثها الخرافي بتلابيب السّيل، والطريق اللولبيّ الصاعد حتى مدارس الثانوية و «قصر شبيب».
الآن هي تلك المدينة بتأثيث جميل ورائع دون إسقاط عراقتها من ذاكرتنا وتاريخها الذي نقشه شيشاني هاجر إليها مع بدايات القرن الماضي، وبدوي أصيل تجذّر فيها أبا عن جد، وفلسطيني نازح، إلى جانب شامي حطّت رحاله عن قصد بين أهلها لتكون هي المدينة.. مثلما نراها الآن.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :