الرسالة المقدسة

الهاشمية نيوز - حسين ممادي/ الجزائر

حِينَ اسْتَنَارَ بفكره مُتَشَبِّثًا *** وأَقَامَ فِي عَلْيَائِهِ اجلالا
وَطَنُ البِدَايَةِ والنِّهَايَةِ هَزَّنِي *** زَمَنُ الشجاعة مجد الأَجْيَالاَ
حَرْفٌ تَصَوَّغَ مِسْكُهُ بِقَصِيدَتِي*** كَيْفَ اسْتَعَانَ بِوَزْنِهِ و اكْتَالا؟َ
مَا لِلصَّحِيفَةِ مِنْ مَرَاجِعَ إِنَّمَا *** تَتَوَضَّأُ الكَلِمَاتُ مِنْهُ بَالَا
قَلَمٌ تُكَدِّرُهُ الظُّرُوفُ جَرِيئَةً *** لِتُمِيعَ حِبْرًا طَاهِرًا سَيَّالَا
وَلَقَدْ بَدَتْ تِلْكَ القُيُودُ ثَقِيلَةً *** عُمْرُ المَسَافَةِ مَزَّقَ الأَوْصَالاَ
خَمْسُونَ مَقْبَرَةً تَنَامُ بِأَرْضِنَا *** سَطْرُ الحَقِيقَةِ ضَيَّقَ الأَقْوَالَا
الحُزْنُ وَشَّحَ لَيْلَنَا ونَهَارَنَا *** وأَقَامَ حَوْلَ حُلْمِنَا أَطْلَالَا
قَدْ ضَمَّهُ المَعْنَى فَهَجَّنَ فِكْرَهُ ***رَكِبَ القَوَارِبَ هَجَّرَ الأَطْفَالاَ
يَا حُزْنُ.. أَمْ هَلْ تَكِفَّ وَتَرْعَوِي *** عَنْ قَتْلِنَا؟ يَا حُزْنَهَا القَتَّالَا
حُزْنُ المَوَاسْمِ لَمْ يَكُنْ أُكْذُوبَةً *** مَلَأَ الدُّرُوبَ وأَثْقَلَ الأَحْمَالَا
إِنِّي عَلَى طُولِ المَسِيرَةِ مُؤْمِنٌ *** بِالصُّبْحِ يَوْمَ يَأسِرُ الأَغْلَالاَ
أَدْرِي بِأَنَّ الضَّوْءَ حَتْمًا قَادِمٌ *** بَيْنَ الأَغَانِي يَرْفَعُ المَوَّالَا
فَجَمِيعُ أَحْلَامِ العَدُوِّ هَزَائِمٌ *** لَمَّا أَتَيْنَا نَرْكَبُ الأَهْوَالَا
نَجْتَثُّ أَخْبَارَ الغُزَاةِ بِأَرْضِنَا *** والطَّامِعِينَ ونَنْسِفُ الأَنْذَالَا
لَنْ يَمْسَحُوا التَّارِيخَ مَهْمَا شَوَّهُوا *** أَوْ جَيَّشُوا العُمَلَاءَ والأَمْوَالاَ
ما أطفئوا الضوء المقدس لحظة *** طيف الشهامة كم أبان رجالا؟
فَاسْأَلْ مَسَاجِدَنَا مَدَارِسَنَا ***هُنَا صَوْتُ ابْتِهَالِ نُفُوسِنَا إقبالَا
هِيَ حُبُّنَا الأَزَلِيُّ دَيْدَنَ مِلَّةٍ *** خَضْرَاءَ تُبْصِرُهَا العُيُونُ جِبَالَا
لَا تَبْتَئِسْ فَالفَجْرُ مُنْبَثِقٌ بِنَا *** لِنُعِيدَ مَجْدًا خَالِدًا مُغْتَالَا