-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 08-05-2023 11:08 AM     عدد المشاهدات 207    | عدد التعليقات 0

ما يتركه السياح الباحثون عن الجمال

الهاشمية نيوز -

رمزي الغزوي

وجّه لي بعض الأصدقاء لوماً بأني من أسباب انقلاب غابات عجلون وجرش إلى مقبرة نفايات عارمة. فأنا وحسب لوائح اتهامهم قد روجت في هذا الزاوية، وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لمواطن جمالها الآخاذ الاستثنائي، الأمر الذي جعلها محجاً يقصده المتنزهون الذين يتركون آثارهم ويمضون.

بالطبع أنا سعيد بهذه التهمة مع أنني لا أدعي أنني صاحب أثر بذلك الاتساع، ومع هذا سأسعى ما حييت أن أشير إلى الجمال والخير والحق. فحين أكتب عن عبق الورود ونغماتها، ولمّا أتغنى بالأشجار واشتعال ربيعها، لا يكون في بالي إلا أن أعلي من شأن إخوة التراب والماء بين الإنسان والنبات فوق أديم أمنا الأرض. الشجرةُ أختي والوردة ابنتي هذا ما أحسه وأعيشه.

في هذه الايام أنا حزين لأن غابات وربوعنا ومتنزهاتنا غدت مستقراً لنفايات تثير سخطاً كبيرا في نفس من يراها. وهذه صرخة أجأر بها دوماً. دعونا نسأل أنفسنا سؤالاً واحداً ونحن نغادر جنة عجلون أو دبين أو أم قيس أو دير أبي سعيد وبرقش، كيف لنا أن نعود الأسبوع القادم إلى ذات المكان وقد تركنا وراءنا كل هذه البصمات المؤلمة.

آلاف السياح ومنهم من خارج البلاد يتمتعون بربيع هذا العام الذي مدت له أمطار الخير بعضا من الحياة. وهذا يفرحني ويسرني. وإن كنت لا أريد طرح قضية أن غالبيتهم لا يفيدون تلك المناطق من الناحية الاقتصادية بشيء، فهم يأتون ومعهم لحمهم وفحمهم ولا يشترون كأس ماء منها. هذه ليست قضيتي الملحة الآن. مع أن الأصل أن نفكر بعقلية (ربح - ربح)، وأن نهتم بتنشيط اقتصادات أهل تلك المناطق.

قضيتنا الساعة أننا نقتل الجمال الذي تمتعنا به ونعيش الانفصام بأحد اشكاله، حين لا نقيم وزنا لمعنى استدامته والغيرة على الحفاظ عليه. فأحدهم مثلا ترك قمامته معلقة في كيس على جذع شجرة قيقب باذخة الجمال مما جعلنا نضحك بوجع أنه بهذا يريد أن يكرّمها بميدالية على احتوائها له.

الوضع بائس جداً وأكثر من مؤلم. فأنا أقدر أن في أحراشنا ومتنزهاتنا مئات الأطنان من القمامة والبلاستيك، وتنظيفها يحتاج جهداً تكاملياً من الجميع. والحل لا يكون بحملات نظافة بروتوكولية يتقدمها مسؤول لا يكون هم المشاركين إلا صور (السلفي) لنشرها على مواقع التواصل. الحل أن نتبنى فضيلة ومبادرة تنظيف المكان الذين نجلس فه مع أخذ مخلفاتنا معنا إلى أقرب حاوية. البلديات في تلك المناطق لا تستطيع أن توفر عاملا ينظف وراء كل زائر.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :