تفاؤل وطموح

الهاشمية نيوز -

د. ماجد الخواجا

ولد توماس أديسون سنة 1847م في مدينة ميلانو بولاية أوهايو الأمريكية ولم يتعلم في مدارسها الابتدائية إلا ثلاثة أشهر, فقد وجده ناظر المدرسة طفلاً بليدًا متخلفًا عقليًا! فتم طرده من المدرسة ولم يسمح له بمواصلة الدراسة فيها. إن هذا الطفل البليد الذي حكم عليه التفكير المدرسي بالبلادة والعجز والتخلف قد سجل (1093) براءة اختراع وما زال هذا الرقم القياسي المسجل لدى مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية.

كان مونتي طالبا في المدرسة العليا، أعطى المدرس طلاب الصف مهمة الكتابة عما يرغبون في عمله عندما يكبرون؛ كتب مونتي أنه يرغب في امتلاك مزرعة على مساحة هائلة من الأرض يربي فيها العديد من خيول السباقات. أعطاه المدرس درجة ضعيف جدا, وبرر ذلك بأن الدرجة تعكس اعتقاده بأن الهدف كان بعيدًا عن الواقعية. فما من غلام فقير يعيش في البر على ظهر شاحنة يمكنه بأي حال من الأحوال أن يجمع مالا يكفي لشراء مزرعة على مساحة هائلة من الأرض، وشراء الخيول وأدواتها ومتطلبات تربيتها، وأيضا دفع أجور العاملين في المزرعة.وعندما عرض المدرس على مونتي فرصة إعادة كتابة ورقته من أجل الحصول على درجة أعلى، قال له مونتي: (احتفظ أنت بالدرجة، وسأحتفظ أنا بحلمي). واليوم أصبح مونتي يمتلك مزرعته المقامة على مساحات شاسعة من الأرض في كاليفورنيا، يربي فيها خيل السباق ويدرب المئات من مربي الخيول، لأنه فقط لم يدع أحدًا يسرق حلمه.

تأسست (مايكروسوفت) من فكرة لكن هذه الفكرة كانت بمثابة حلم أو رؤية بعيدة المدى.

صرحت (هيلين كيللر)- يوما وهي العمياء، والصماء، البكماء – بقولها: لقد استمتعت بمباهج الحياة، ونعمت بجمالها.

إن الشيء الذي يميز بين شخص وآخر, هو النظرة السليمة للأشياء. ومن أجمل الأحاسيس هو الشعور من داخلك بأنك قمت بالخطوة الصحيحة حتى ولو عاداك العالم أجمع.

المتشائم يرى كل شيء أسود، الزهرة شوكة، والسنبلة قنبلة، والنخلة حنظلة، والمطر نار.المتشائم يموت كل يوم مرات، ويجوع وهو شبعان، ويفتقر وهو غني.

غالبا ما يكون النجاح حليف هؤلاء الذين يعملون بجرأة، ولكنه نادرًا ما يكون حليف أولئك المترددين الذين يتهيبون المواقف ونتائجها. (جواهر لال نهرو).

النجاح رغم الفشل: إبراهام لنكولن فشل في الأعمال الحرة عندما كان عمره 21 عاما، ثم خسر في الانتخابات عندما كان عمره 32 عاما،وفشل مرة أخرى في الأعمال الحرة عندما كان عمره 34عاما، وتوفت خطيبته عندما كان عمره 35عاما، وأصيب بانهيار عصبي عندما أصبح في 36عاما من عمره، ثم خسر الانتخابات وعمره 38عاما. وخسر انتخابات الكونغرس حين كان عمره 43عاما، وخسر مرة أخرى عندما كان عمره 46عاما، ثم خسر سباقا للفوز بلقب سيناتور. وفشل في أن يكون نائبًا للرئيس, وعندما أصبح عمره 52 عاما أصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.

ما أعجب الإصرار على النجاح, رغم الإخفاقات المتتالية التي نتعرض لها، إنه الانتصار على اليأس وتحويله من قوة سلبية ضاغطة إلى قوة إيجابية دافعة للإمام.