معان .. متسولون يستعطفون الناس في رمضان لجمع الأموال

الهاشمية نيوز - تنشط ظاهرة التسول في رمضان، أكثر من بقية الأشهر الأخرى، لاستجداء عاطفة الناس في هذا الشهر الفضيل، وإقبالهم على فعل الخير والعطاء، وحرصهم على المسارعة في مد يد العون للمحتاجين والفقراء، من أجل الفوز بالأجر والثواب المضاعف في رمضان، حيث يستغل المتسولون هذه الأوقات للتسول، حاملين أوراقاً ليس لها مصدر، مدعين أنها تقارير طبية أو قضية مالية، أو أنهم يحتاجون للمال بحجة شراء الطعام والشراب، وغيرها من الحجج الوهمية، التي تخدع المواطنين .
ففي محافظة معان، أكد المواطن أكرم عطا الله البزايعة أن انتشار المتسولين في رمضان ظاهرة، ويعتقد البعض أنهم فقراء ومحتاجون، لكنهم أشخاص يمارسون الكذب والاحتيال لكسب تعاطف الناس والحصول على المال، وبين أن استخدام الأطفال والنساء أصبح ملحوظاً، وطالب بضرورة تكثيف الرقابة من الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة التنمية الاجتماعية خاصة في شهر رمضان، وأوضح أن العاطفة والبحث عن الأجر تجعل البعض يمنح المتسولين المال، وإذا تركوا بدون رادع من المتوقع أن تنشط العصابات التي تديرهم من خلف الكواليس واستخدامهم في عمليات غير شرعية من أجل الحصول على المال.
وقال المواطن وليد برغيث كريشان، إن مدينة معان عادة ما تعج في شهر رمضان بالمتسولين، لا سيما النساء والأطفال، وان أكثر ما يشجع المتسولين على الاستمرار بالتسول هو تعاطف الناس معهم وإعطاؤهم دون أن يعلموا أن هؤلاء يأخذون من هذه الظاهرة مهنة لهم، فالتسول مهنة من لا مهنة له.
وأضاف كريشان إن غالبية المتسولين يأتون من خارج محافظة معان، إذ يتواجدون أمام المصارف المالية والمحال التجارية و أماكن ازدحام المواطنين والمواقع الحيوية، كالمؤسسات الاستهلاكية ومحطات الوقود والمساجد والإشارات الضوئية، وعند المطاعم والبنوك .
وطالب كريشان الجهات المعنية ووزارة التنمية الاجتماعية بتكثيف الحملات للقضاء على هذه الظاهرة، وإيجاد طرق رقابية فعالة متخصصة في ردع هؤلاء واستخدام أقصى العقوبات خاصة أن المتسولين أصبحوا أكثر انتشارا ويتعمدون استخدام الأطفال لكسب تعاطف الناس.
من جهتها، تقول عضو مجلس بلدي معان عايده آل خطاب إن ظاهرة التسول انتشرت بشكل لافت للانتباه وفي جميع أحياء مدينة معان.
وتابعت يزداد عدد المتسولين في رمضان، وكثير منهم يستعطف الناس بحمل أطفال رضع، وأنا أوجه رسالة للجهات المعنية لمكافحه التسول مضمونها المطالبة بالقضاء على هذه الظاهرة.
فيما ترى المواطنة الإعلامية رشا طلال البدور، أن وجود المتسولين في الشوارع أصبح مخيفا وموترا للأعصاب، خصوصا وهم يتجمعون حول السيارات بطريقة مرعبة ومسيئة.
وأضافت إن ظاهرة التسول خطيرة جدا على أمن المجتمع لأنها قد تتطور ويستخدمهم البعض في تنفيذ أعمال غير مشروعه من خلال استخدام وسيلة التسول كغطاء، فالمتسولون سواء في المساجد أو في المواقع الأخرى أصبحوا يعرفون كل شيء عن الموقع الذي يتسولون فيه .
وأوضحت أن أعداد المتسولين في الأسواق وصلت إلى أرقام ملفتة للانتباه، خصوصا وهم يحملون الأوراق الكاذبة، التي يستجدون من خلالها العواطف.
من جانبه أشار مدير التنمية الاجتماعية في محافظة معان الدكتور أمجد الجازي، إلى أن مكافحة التسول هي مسؤولية جماعية مجتمعية مشتركة تتطلب من الجميع مكافحتها والوقوف ضدها.
ولفت الجازي إلى أن المديرية باتت تواجه ضغطا كبيرا في مجال ضبط المتسولين، نظرا لقلة الكادر الوظيفي للفرق الرقابية «الضابطة العدلية» في المديرية، و أدى ذلك إلى ازدياد حالات التسول في معان رغم تكثيف المديرية حملاتها لمكافحة ظاهرة التسول والتي تنشط في شهر رمضان المبارك .
وأوضح الجازي، أنه ومنذ بداية العام 2021 ضبطت المديرية 157 متسولا من خلال 180 حملة، نفذتها فرق الرقابة ومكافحة التسول، مقارنة مع ضبط 52 متسولا من خلال 96 حملة للعام 2020، ما يؤشر لارتفاع أعداد المتسولين بنسبة 80 % من العام قبل الماضي.
وبين أن فرق وكوادر المديرية نفذت حملات مكثفة لمكافحة التسول بلغت 18 حملة أسفرت عن ضبط 22 متسولا ومتسولة منذ بداية العام الحالي، لافتا أنه وخلال العام الماضي نفذت حملات مكثفة لمكافحة التسول بلغت 124 حملة أسفرت عن ضبط 124 متسولا ومتسولة تم توديعهم جميعا للجهات المختصة لإجراء المقتضى القانوني بحقهم.
وقال إن نسبة البالغين من المتسولين تقارب الـ 70 %، فيما تبقى النسبة المتبقية للأطفال المتسولين والذين يتم اصطحابهم مع المتسولين لكسب تعاطف المواطنين .
وأهاب الجازي بعدم التعاطف مع هذه الفئات و الامتناع عن إعطائهم النقود وأموال الزكاة والاكتفاء بتوزيعها في الأماكن المخصصة لها مثل صندوق الزكاة والمساجد وبيوت الأسر العفيفة، والإبلاغ المباشر عن أماكن تجمعهم للمساهمة في ترسيخ الأمن المجتمعي في محافظتنا الغالية وإنجاح حملات المديرية.
وأضاف ان المديرية تنفذ حاليا حملات بشكل يومي تتركز على أكثر الأماكن التي تشهد انتشارا للمتسولين نظرا لارتفاع أعدادهم وللحد من هذه الظاهرة .