اختصاصيـون : تغـيـر السـاعـة البيولوجية سبب اضطرابات النوم برمضان

الهاشمية نيوز - قالت جمعية القلب الامريكية في آخر ابحاثها، ان ساعات النوم من اهم العوامل التي تساعد على صحة القلب والجهاز الوعائي القلبي.
فيما تبين دراسات وابحاث عالمية ان حوالي خمس البشرية قد يصاب بالأرق في مرحلة من مراحل الحياة.
ويؤكد الاخصائيون أن النوم الجيد يمنح الطاقة للجسم ويساعده على مكافحة المرض عن طريق تعزيز الاستجابة الدفاعية لجهاز المناعة.
والنوم الجيد يقلل مخاطر ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والتقليل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، لان النوم الجيد يساعد الجسم على الحفاظ على مستويات سكر الدم المناسب
ومن أبرز المشكلات التي يعاني منها الأشخاص في شهر رمضان المبارك اضطراب النوم والارق وصعوبة التعامل مع هذه الحالة.
ويبين الاخصائيون ان طبيعة اختلاف مواعيد الوجبات من الصباح والظهر الى المساء والفجر والاستيقاظ بشكل مفاجئ من اول ليلة لتناول السحور ثم النوم يؤدي إلى اضطرابات النوم والسبب تغير في الساعة البيولوجية للإنسان وعدم القدرة على النوم أو النوم بشكل متقطع.
ويؤكد المختصون ان «النوم مرحلة مهمة من مراحل الحياة البشرية يحتاج الإنسان الى 8 ساعات يوميًا من النوم وهي تشكل ثلث الحياة البشرية فيجب علينا المحافظة على هذه المرحلة ونهيء ظروفنا وخصوصًا في شهر رمضان المبارك.»
ويشير الاخصائيون الى إن هنالك العديد من امراض النوم و عددها 87 مرضا ومن اهم هذه الامراض «الارق»، ويعرف بـ « عدم المقدرة على الانتقال من حالة اليقظة الى حالة النوم او عدم المقدرة على الاستمرار في النوم»
وينصح الخبراء بالحصول على «القيلولة « وهي النوم ما بين الساعة الواحدة حتى الساعة الثالثة على ان لا يزيد ذلك عن مدة ساعة ذلك يساعد الجسم على ان يبقى نشيطًا ويساعد الأنسان على ممارسة نشاطاته الجسدية والذهنية والتركيز أيضا.
في مرحلة النوم يقوم الجسم بإعادة ضبط نفسه وأن هنالك العديد من عمليات الايض والبناء والتخلص من معاملات الالتهاب اثناء النوم مما يساعد الجسم على ضبط جهاز المناعة لمقاومة الامراض،فالاشخاص الذين ينامون ويحصلون على قسط كاف من الراحة هم اكثر مقاومة للامراض وذلك حسب استشاري الامراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة وامراض النوم، الدكتور محمد حسن الطراونة
اما فيما يخص الاشخاص الذين لا يحصلون على قسط كاف من الراحة والنوم يقول «هم اكثر عرضة للاصابة بالامراض وخصوصا نزلات البرد والرشوحات لان تراكيز الاجسام المضادة لديهم بالجسم تنخفض نتيجة عدم حصولهم على نوم كاف لذلك هم اكثر عرضة للإصابة بهذه الامراض.
واضاف انه خلال شهر رمضان تحدث اضطرابات النوم لدى العديد من الأشخاص قد تستمر حتى بعد نهاية الشهر وذلك بسبب اضطراب في الساعة البيولوجية، مشيرا الى أن النوم قبل فترة السحور افضل لان الإنسان يحصل على الفائدة المرجوة من النوم في ساعات الليل.
وأوضح ان تغير نمط الحياة وتغير سلوك النوم مثل النوم على الاريكة وعدم الحصول على النوم الكافي كل ذلك غير صحي ويؤدي إلى اضطراب النوم وقد يؤدي،إلى حدوث حالة تسمى «حالة كسل النوم «
واشار الطراونة الى حالة «كسل النوم « بأنها تحدث عندما ينام الشخص في ظروف غير صحيحة وسليمة ويستيقظ فجأة وهو لم يدخل في مراحل النوم او دخل في المرحلة الاولى ولم يدخل في مرحلة النوم العميق وهي حالة من تعكر المزاج وصعوبة في التركيز حالة من العصبية الزائدة حالة من الإرهاق حالة من التعب.
ودعا الطراونة الى تهيئة جميع الظروف المناسبة للدخول في النوم و يجب علينا أن نعلم إذًا كان النوم صحيحا وسليما ينعكس بشكل كبير على حياة اليقظة.
ولفت الى ان هرمون الميلتونن يبدأ في النشاط بعد غياب الشمس نتيجة لانخفاض كمية الضوء المحيطة ويكون ذروته في ساعات الليل الاخيرة وعند البدء بافرازات هذا الهرمون عند بلوغه الذروة يبدأ الجسم بتحضير نفسه للدخول في النوم من خلال انخفاض في درجة حرارة وتباطؤ في النبض وانخفاض في ضغط الدم ويبدأ ما يسمى» بالنعاس «و يجب علينا عدم مقاومة النعاس لأن النعاس اهم مرحلة تساعدنا في الدخول في النوم.
واكد ان على الإنسان الالتزام بمواعيد ثابتة للنوم أو القيلولة، وامامه طريقتان أما الاستيقاظ حتى الفجر يوميا، والنوم عقب السحور وعليه اتباع ذلك، طوال شهر رمضان، ولا داعي للتغيير عدة مرات، او النوم بعد صلاة العشاء، ثم الاستيقاظ قبل السحور، واستئناف النوم بعد ذلك ويجب أيضا أن تكون تلك خطة النوم طوال شهر رمضان؛ لكن ينبغي الأخذ بالاعتبار أنه ربما يحتاج الجسم بضعة أيام للاعتياد على المواعيد الجديدة، ومن الضروري تكرارها لتجنب الأرق.
وشدد الطراونة على ضرورة اتباع مجموعة من النصائح والارشادات خصوصا في شهر رمضان المبارك حتى لا يحدث لدينا أرق ولا إضطراب في الساعة البيولوجية حتى نخرج من الشهر الفضيل ونحن اصحاء ولا يوجد لدينا اضطرابات ناتجة عن تغير في انماط الحياة.
وقال ان أهم هذه الاجراءات أن نحضر انفسنا للنوم في غرفة خاصة لذلك وعدم إصطحاب الاجهزة الخلوية والإلكترونية لانه يخرج منها الضوء الازرق الذي يؤدي الى حدوث اضطراب في افرازات الغدة الصنوبرية، كما يجب أن تكون الغرفة هادئة دافئة وعدم تناول الوجبات الدسمة قبل النوم وعدم تناول كميات كبيرة من السوائل قبل النوم لانه يؤدي الى اضطراب وتقطع في النوم وتجنب تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة قبل النوم.
واستكمل أن الأشخاص الذين يعانون من اضراب في النوم وخصوصًا في شهر رمضان المبارك ننصحهم بالمحافظة على الغذاء الصحيح والسليم الغني بالخضار والفواكه ذلك يساعدهم على زيادة تراكيز المعادن والاملاح والفيتامينات في الجسم وشرب كميات كافية من السوائل لان ساعات الصيام طويلة فهذا قد يؤدي الى حدوث حالة من الجفاف.
وحذر الاشخاص الذين يعانون من امراض مزمنة كالذين يعانون من امراض القلب او ارتفاع في سكر الدم او الكلى او الكبد أنه قد يؤدي في بعض الاحيان حدوث حالة من الأرق نتيجة عن بعض التداخلات الدوائية من الأدوية المصروفة لهم او نتيجة بعض الادوية التي من احد آثارها الجانبية الأرق وننصح هؤلاء الاشخاص باستشارة طبيب مختص.
أخصائي طب الطوارئ والحوادث الدكتور زيد عزام قال ان اضطرابات النوم هي الأكثر شيوعا لدى الصائمين لذلك لابد في الأيام الأولى ومن أجل تنظيم الساعة البيولوجية من التوقف التام عن منتجات الكافيين، ثم يمكن تناوله بعد ذلك وتجنب استخدامه مع اقتراب ساعات النوم.
وقال انه يمكن استخدام بعض المشروبات التي تساعد على النوم مثل الحليب الدافئ والبابونج وايضا المكسرات التي تمنح الجسم القدرة على الدخول في النوم العميق لذلك ينصح بتناوله وقت السحور وايضا يمنح الطاقة وشعور بالشبع عدا عن فوائده الاخرى ولكن باعتدال.
وبين عزام ان للنوم دورًا رئيسًا في صحة الفرد وهو بنفس أهمية الأكل والشرب والتنفس وعلى الشخص تحديد موعد ثابت للنوم في شهررمضان.
واشار الى ان النوم ينتظم بحسب نظامي توازن النوم واليقظة والساعة البيولوجية ومن يتقطع نومهم لايحصلون على كفايتهم من النوم.
وقال لايوجد عدد ساعات موحد يناسب جميع الاسخاص حتى من ذات الفئة العمرية ولكن يمكن أن تكون بشكل تقريبي
من عمر 6 إلى 12 سنة: 9-11 ساعة تقريبًا باليوم.
من عمر 13 إلى 19 سنة: 9-10 ساعات تقريبًا باليوم.
من عمر 20 فأكثر (البالغين وكبار السن): 7-8 ساعات تقريبًا باليوم.