-

اقتصاد

تاريخ النشر - 25-03-2023 09:06 AM     عدد المشاهدات 74    | عدد التعليقات 0

توفير الطاقة النظيفة ينزع فتيل “القنبلة المناخية”

الهاشمية نيوز - حددت نتائج تقرير دولي متخصص إجراءات حاسمة وعاجلة “لنزع فتيل القنبلة المناخية الموقوتة” في الأردن ودول العالم، وعلى رأسها توفير الطاقة النظيفة، وتعزيز النقل منعدم أو منخفض الكربون، وتحسين جودة الهواء.
التقرير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أول من أمس سلط الضوء، ولأول مرة، على أن “العدالة المناخية بالغة الأهمية لأن المتسببين في تغير المناخ هم الأكثر تضرراً بآثاره”.
هذه النتائج، من وجهة نظر وزارة البيئة، “دقت ناقوس الخطر حول الإجراءات المناخية المتبعة حالياً من دول العالم بأنها غير كافية لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية”، وفق قول أمين عام الوزارة د. محمد الخشاشنة .
لكن التقرير أكد “ضرورة التشبث بالالتزامات الدولية بشأن التخفيف من انبعاثات غازات الدفيئة لتصل إلى 50 % بحلول عام 2030″، بحسبه.
وشدد الخشاشنة على أن “قضية الخسائر والأضرار التي أكد عليها التقرير تعد مسألة في غاية الأهمية، وخاصة لدى الحديث عن التكيف مع التغير المناخي”.
وبين أن “الأردن ملتزم بتخفيض ما نسبته 31 % بحلول عام 2030، لكن نحو 26 % منها مشروط تنفيذه بتوفير التمويل الدولي، الذي أكدت مخرجات التقرير على ضرورة توفيره للدول الأكثر هشاشة للتغيرات المناخية”.
وأما في ما يتعلق بشأن التكيف مع التغير المناخي، الذي ورد محوره في التقرير، لفت الخشاشنة الى أن “التكيف من القضايا ذات الأولوية للأردن التي ترد في العديد من إستراتيجياته المحلية، وكذلك في الإستراتيجية طويلة المدى منخفضة الكربون، التي يتم العمل عليها مع البنك الدولي حالياً لإطلاقها قريباً”.
والحل الذي اقترحته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ هو “التنمية المقاومة للمناخ” التي تتضمن دمج تدابير التكيف مع تغير المناخ مع إجراءات تقليل، أو تجنب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بطرق توفر فوائد أوسع.
ونتائج التقرير الحالي تؤكد هذه المرة أن “سكان الدول التي تعيش في مناطق متأثرة بشدة التغيرات المناخية، ومن بينها الأردن، ارتفعت فيها نسب الوفيات الناجمة عن الفيضانات، والجفاف، والعواصف بشكل مضاعف خلال العقد الماضي”، بحسب مستشارة العدالة المناخية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة “أوكسفام انترناشونال” صفاء الجيوسي.
ونتيجة لتعرض الدول لتأثيرات متباينة في شدتها مع تغيرات المناخ، فإن “الأردن، وبعض دول المنطقة على سبيل المثال لا تمتلك القدرة الكبيرة على التعامل مع تلك التبعات، رغم ما يشهده العام من تقدم تكنولوجي هائل”، بحسبها.
ولفتت الجيوسي إلى أن “التقرير سلط الضوء على مسألة في غاية الأهمية تكمن في أن المدن في وضعها الحالي لا تتمتع بالمرونة المناخية في التعامل مع هذه التداعيات، والكوارث الطبيعية كذلك”.
لكن النقطة التي أوردها التقرير وتُعد في غاية الأهمية، من وجهة نظرها، هي “الحاجة الملحة لتوفير التمويل للدول الأكثر هشاشة لتتمكن من التكيف مع تداعيات تغير المناخ، تفادياً لتفاقم تعرضها للكوارث المناخية المتطرفة”.
ولعل “الأطفال، والشباب، وحتى الفقراء هم الأكثر تأثراً بتداعيات تغير المناخ، ما يتطلب من صناع القرار في الأردن، والعالم العربي النظر لهذه الفئة عند وضع السياسات المناخية”، بحسبها.
وشددت على أن “قمة المناخ كوب 28 التي ستعقد نهاية العام الحالي في الإمارات العربية المتحدة تُعد بمثابة فرصة للمنطقة للضغط على الحكومات بوضع آلية تمويل واضحة وشفافة”.
وأكدت نتائج تقرير الهيئة الدولية الحكومية للمناخ على أن “هنالك رأسمالا عالميا كافيا للحد بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لكن يتعين تذليل الحواجز القائمة، اذ تكتسي زيادة تمويل الاستثمارات المناخية أهمية بالغة لتحقيق أهداف المناخ العالمية”.
وخلال هذه الفترة “لا بد، في رأي الجيوسي، أن يكون هنالك تعاون على مستوى الإقليم العربي في مواجهة تبعات التغير المناخي، من خلال تبني مشاريع للتكيف عابرة للحدود، وكذلك ضخ التمويل من الدول المقتدرة مالياً إلى متدنية الدخل لتنفيذ برامج على المستوى المحلي”.
وحذرت الجيوسي مما يسمى “توسع فجوة العدالة المناخية بين الأغنياء والفقراء في الدول الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، باعتبار أن الفئات المقتدرة مالياً سارعت في استنزاف ميزانية الكربون المخصصة لكل دولة”.
و”ميزانية” الكربون المتبقية هي عبارة عن الحد الأقصى لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون للبقاء ضمن درجة حرارة عالمية معينة.
وبحسب تقرير الهيئة الدولية، فإن “المجتمعات المحلية بإمكانها التقليل من أنماط الاستهلاك منخفضة الكربون، أو أن تتفادها إذا عممت التكنولوجيات، والدراية العملية، والتدابير السياسية المناسبة، مع الاستثمار في تدابير التكيف”.
وتلعب التأثيرات المناخية دوراً كبيراً في تعاظم حجم الخسائر المالية للدول، وفي مختلف القطاعات الأكثر تأثرا بتداعيات المناخ، وفق الأستاذ الجامعي في مجال اقتصاديات البيئة د. عامر الجبارين.
وضرب الجبارين مثلا على هذه الخسائر في الأردن، إذ لفت إلى أن “قطاع المراعي في المملكة تأثر بشكل كبير من ناحية تراجع الإنتاجية فيه، مع ارتفاع الكلف على مربي الماشية نتيجة غلاء أسعار الأعلاف”.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن “تبعات التغيرات المناخية، والأنشطة البشرية تنعكس سلباً على فرص العمل في مجال قطاع المراعي، في ضوء خسارة العديد من مربي الماشية مصدر دخلهم”.
ووفق مسودة تقرير البلاغات الوطني الرابع، فإن “المراعي والأعلاف ستنخفض بنسب 31 % إلى 15 %، في وقت ستزيد فيه كميات الشعير بين 18-25 %، في حال بقي معدل الأمطار حوالي 200 ملم”.
وكشفت نتائج المسودة، التي نشرتها الـ”الغد” نهاية شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، عن أن “الأجزاء الغربية من البلاد، ستتعرض لموجات جفاف بصورة أكبر، مع انخفاض في الهطل المطري بنسبة تتراوح بين 15.8 %، و47.0 %، مقابل ارتفاع في النسبة في المنطقة الجنوبية من المملكة بمقدار 19 %”.
علاوة على ذلك، هناك احتمال كبير أن “تتعرض المملكة الى مزيد من موجات الحرارة بنسبة 120 %، مع انخفاض بنسبة 3 % في الرطوبة، مقابل ارتفاع في أحداث الجفاف بخاصة في المناطق الشمالية بنسبة 50 %”.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :