-

كتابنا

تاريخ النشر - 20-03-2023 11:07 AM     عدد المشاهدات 333    | عدد التعليقات 0

شُموخُ العِزّ

الهاشمية نيوز - (إلى روح أمي الحبيبة)
الدكتور أنور الشَّعر
شُموخُ العِزِّ أمي كالبيارِقْ *** تُحبُّ الأرضَ قَمحًا والزَّنابِقْ
وعاشَتْ في أراضي البُرتقالِ *** سِنينًا هانِئاتٍ لا تُفارِقْ
فتَنهَضُ قَبلَ تغريدِ الطُّيورِ *** تُناجي الغَيمَ يَهمي في المَشارِقْ
تَهُبُّ نسائِمُ البَحرِ الوَفِيِّ *** فتَنتَعِشُ الرَّوابي والحَدائِقْ
تُلَوِّحُ للبلابِلِ رأدَ صُبحٍ *** فتَشدو فوق أشجارِ المَفارقْ
وتَلهُو معْ يَماماتِ البَراري *** وتَهدِلُ للأقاحي والشَّقائِقْ
وتّنثُرُ حَبَّها للطّيرِ حُبًا *** وتَسقيها بماءِ العَينِ دافِقْ
تُهدهِدُني لأَغفُوَ في الليالي *** وتُرضِعُني بماءِ القلبِ رائِقْ
وتُطعمُني بحُرّ المالِ حِرصًا *** فلا أحيا طَعامي كالحرائِقْ
وتَبسُمُ، تَضحَكُ الأكوانُ حُبًا *** فأسمو فوقَ ذاكَ النَّجمِ طارِقْ
ويُخرجُها الغزاةُ مِن الجِنانٍ *** إلى قَرِّ المَنافي كالمَطارِقْ
فيحنو قلبُها المكلومُ، أطفالُها غَرثى، ويُسقَوْنَ البَرانِقْ
صَبُورٌ، تطحَنُ الأيامَ زادًا *** فَخَيْماتُ المنافي كالمَحارِقْ
فلا مأوى ولا زادٌ يُغيثُ *** سِوى ما جادَتِ الدُّوَلُ البوائِقْ
تُراوِغُ يومَها كيْ لا يَبُوقَ *** بإهراقِ الكرامةِ في الضَّوائِقْ
وتَسمو فَوقَ أحزانِ المَنافي *** وتَأبى العَيشَ إلّا كالبَواشِقْ
فلم تأكُلْ بِثَدْيَيْها، عَفافٌ *** فما ذَلَّتْ وما هانَتْ لآبِقْ
أميرةُ نفسِها، لم تَخشَ فَقرًا *** ولم تَخنَعْ لأرتالِ البَيادِقْ
ولم تُرضِعْ حليبَ الذُّلِّ طِفلًا *** فما كُنّا لمُرتَزَقٍ نُعانِقْ
مَلاكٌ، صَنعةُ الرّحمانِ حُسنًا *** فضائِلُها تُزَيِّنُها السَّلائِقْ
ورأيٌ راشِدٌ يَجلُو ضَبابًا *** عن التَّفكيرِ صَونًا للسَّوامِقْ
فقالتْ ذاتَ يَومٍ: الزَمِ العِلـــــمَ تَرتَقِ للعُلا بَينَ الخلائِقْ
فيا ذا الجودِ، ارزُقني جميلَ *** الدُّعاءِ لها، لعلَّ رِضاكَ سابِقْ
ويا رَحمنُ، أَكرِمْها بِفِردَوْسِكَ الأعلى، فجُودُكَ غيرُ ضائِقْ






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :