-

كتابنا

تاريخ النشر - 08-03-2023 09:44 AM     عدد المشاهدات 293    | عدد التعليقات 0

مادبا

الهاشمية نيوز - سعيد يعقوب

لسْتِ مِثْلَ النِّسَاءِ خَلْقًا وَخُلْقا *** أنْتِ أحْلى وَأنْتِ أوْفَى وَأرْقَى
أنْتِ مَعْنَى الحَيَاةِ حِينَ تَنَاهَى *** حُسْنُهَا رِقَّةً وَأنْسًا وَصِدْقا
فِيْ مَدَى مُقْلتَيْكِ تَرْحَلُ رُوحِيْ *** لِتَرَى العَالَمَ البَهِيَّ الأنْقَى
سِحْرُ عَيْنَيْكِ يَتْرُكُ الشَّاعِرَ المُلهَمَ *** حَيْرَانَ ليْسَ يَمْلِكُ نُطْقا
فيكِ أبْصَرْتُ وَجْهَ آمال ِحُبِّيْ *** مُشْرقًا بَاسِمَ الأسِرَّةِ طَلْقا
أنْتِ أحْنَى عَليَّ مِنْ كُلِّ قَلْبٍ *** زَادَ مِنْ شِدَّةِ المَوَدَّةِ خَفْقَا
فَاتْرُكِينيْ أوَسِّدُ الرَّأسَ فِيْ ظِلِّكِ *** إنِّيْ فِيْ غَيْرِ ظِلِّكِ أشْقى
وَاتْرُكينيْ فِيْ ظِلِّكِ الدَافِئِ الوَادِع ِ*** أرْتَادُ بَعْدَ أفْق ٍأفْقا
وَازْرَعِينِيْ عَلى جَدَائِلِكِ السُّودِ *** زُهُورًا بالعِطْر ِوَالسِّحْر ِغَرْقى
وَدَعِينيْ عَلى فُؤادِكِ رَعْدًا *** وَدَعِينيْ عَلى شِفَاهِكِ بَرْقا
***
مَلَّتِ النَّفْسُ عَالَمًا ضَجَّ بُهْتانًا *** وَزُورًا وَعَجَّ ظُلْمًا وَفِسْقا
وَأحَاديثَ لا يَرَى العَقْلُ فِيهَا *** غَيْرَ مَا يَخْنِقُ الأحَاسيسَ خَنْقا
وَضَبابًا يُضَيِّعُ الدَّرْبَ مِنْ خَطْويْ *** فَأغْدُو مِنْ أكْثَر ِ النَّاس ِ حُمْقا
وَريَاحًا تَهُبُّ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ *** فَتَهُدُّ الجِبَالَ قَرْعًا وَطَرْقا
فالمَدَى المُكْفَهِرُّ أسْمَعُ فيهِ *** حِينَ أصْغِيْ لهُ فَحيحًا وَنَعْقا
وَجَميعُ الألوَان ِ صَارَتْ مَزيجًا *** لا تَرَى بَيْنَهَا اخْتِلافًا وَفَرْقا
فَافْتَحِيْ لِيْ يَدَيْكِ ضُمِّيْ إلى صَدْركِ *** صَدْريْ زيديْ اقْتِرابًا وَلصْقا
وَانْفُضِيْ عَنْ رُوحِيْ غُبَارَ الَّليالِيْ *** فَهْوَ مَلَّ الرَّحيلَ خَيْلًا وَطُرْقا
وَابْعَثِيْ فِيَّ شُعْلةَ الحُبِّ مَا جَدْوى *** فُؤادٍ مَا ذَاقَ فِيْ الحُبِّ حَرْقا
وَامْنَحينيْ شِفاهَكِ الحُمْرَ أْرْويْ *** ظَمَئِيْ تَقْبيلًا وَضَمًّا وَنَشْقا
فَأنَا العَاشِقُ الذيْ لا يُبَالِيْ *** فِيْ سَبيل ِ الحَبيبِ لوْ مَاتَ عِشْقا
وَأنَا الشَّاعِرُ الذيْ عَمَّدَ القَلْبَ *** بِنَارٍ فَصَارَ قَلْبًا حَقَّا
وَأنَا الصُّوفِيُّ الذيْ لا يَرَى مَا *** بَيْنَنَا فِيْ عَيْن ِ الحَقيقَةِ فَرْقا
وَأنَا الظَّامِئُ الذيْ ليْسَ يَرْوَى *** لوْ قَضَى العُمْرَ مِنْ شِفاهِكِ يُسْقى
***
آهِ يِا مِادبَا جَنَاحِيْ ضَعيفٌ *** وَعَلى الظَّهْر ِ ألْفُ هَمٍّ مُلْقى
آهِ يَا مَادبَا وَقَلْبِيْ جِرَاحٌ *** تَتَنَامَى نَزْفًا وَتَزْدَادُ عُمْقا
آهِ يَا مَادَبا طَريقِيْ ظَلامٌ *** وَطويلٌ فَكَيْفَ اْحْرِزُ سَبْقا
آهِ يَا مادَبا وَمَا عَادَ إلا *** أنْتِ حَوْلِيْ مِنَ المُنَى وَتَبَقَّى
كَمْ عَلى تُرْبِهَا لِقَلبِيَ مِنْ ذِكْرَى *** سَيَفْنَى الزَّمَانُ وّهْيَ سَتَبْقى
وَيُعَزِّينيْ أنَّنِيْ حِينَ أقْضِيْ *** فِيْ ثَرَاهَا أبلُّ لِلْقَلْبِ شَوْقا
***
أنْتِ يَا مَادَبَا فُيُوضُ فُؤادٍ *** عَبْقَريٍّ فِيْ الحُبِّ شَفَّ وَرَقَّا
أنْتِ كَالخَمْر عَذْبَةٌ فِيْ صِبَاهَا *** ثُمَّ زَادَتْ عَلى الَّليالِيْ عِتْقا
أنْتِ كَالرَّوْض ِ كُلَّمَا هَبَّتِ الرِّيحُ *** عَليْهِ يَزْدَادُ بِالعِطْر ِ دَفْقا
كُنْتِ وَالدَّهْرُ مَا اسْتَقامَتْ خُطاهُ *** مِنْ جَميع ِالنِّسَاءِ أرْفَعَ ذَوْقا
فَلَبِسْتِ الفُسَيْفِسَاءَ ثِيَابًا *** وَاتَّخَذْتِ الجَلالَ وَالكِبْرَ طَوْقا
فَتَجَلَّيْتِ أحْسَنَ الغِيدِ قَدًّا *** وَتَبَدَّيْتِ أطْوَلَ الغِيدِ عُنْقا
وَكَأنِّيْ بِالدَّهْر ِ لمَّا اجْتَلاهَا *** بَعْدَ مَدِّ العَيْنَيْن ِغَرْبًا وَشَرْقا
قَالَ فِيْ رِقَّةِ المُحِبِّ بِصَوْتٍ *** يَفْضَحُ الوَجْدَ وَالهَوَى وَالشَّوْقا
(مَادَبا لسْتِ كالنِّسَاءِ وَلكِنْ *** أنْتِ أحْلىَ وَأنْتِ أوْفَى وأرْقَى)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :