تاريخ النشر - 06-03-2023 09:46 AM عدد المشاهدات 114 | عدد التعليقات 0
عَمَّان

الهاشمية - سعيد يعقوب
أَلاحَتِ الشَّمْسُ أَمْ هَذا مُحَيَّاهَا *** وَذِيْ عُيُونُ المَهَا أَمْ تِلْكَ عَيْنَاهَا
وَهَذِهِ نَغَمَاتُ الطَّيْرِ شَادِيَةً *** عَلَى الرُّبَى سَحَرَاً أَمْ بَوْحُ نَجْوَاهَا
وَهَذِهِ نَفَحَاتُ الرَّوْضِ حِينَ سَرَتْ *** مَعَ النَّسَائِم أَمْ هَذِيْ سَجَايَاهَا
عَمَّانُ يَا حُلُمًا فِيْ جَفْنِ عَاشِقَةٍ *** أَغْفَتْ عَلَى وَعْدِ مَنْ تَهْوَى وَيَهْوَاها
يَا كَوْكَبًا غَمَرَ الدُّنْيَا سَنَاهُ وَيَا *** شَمْسًا تَزَيَّنَتِ الدُّنْيَا لِرُؤْيَاهَا
يَا زَهْرَةً قَبَّلَتْهَا لِلنَّدَى شَفَةٌ *** فَاهْتَزَّ مِنْ خَمْرَةِ التَّقْبِيلِ عِطْفَاهَا
سِرُّ المَلاحَةِ بَادٍ فِيْ مَلامِحِهَا *** وَكُلُّ مَعْنَى جَمَالٍ بَعْضُ مَعْنَاهَا
فَلا غَرَابَةَ إِنْ أَمَّتْكِ أَفْئِدَةٌ *** الوَجْدُ أَتْعَبَهَا وَالشَّوْقُ أَضْنَاهَا
وَلا مَلامَةَ إِنْ هَامَتْ بِهَا شَغَفًا *** هَذِيْ القُلُوبُ وَطَافَتْ حَوْلَ مَغْنَاهَا
أَلَسْتِ فِيْ الجَفْنِ أَحْلامًا وَأَخْيِلَةً *** أَلَسْتِ فِيْ الغِيدِ أَبْهَاهَا وَأَحْلاهَا
العَاشِقُونَ أَتَوْا شَوْقًا لِفَاتِنَةٍ *** هَيْهَاتَ نَلْقَى لَهَا فِيْ الكَوْنِ أَشْبَاهَا
وَلَمْ يُقِيمُوا بِهَا لكِنْ تُقِيمُ بِهِمْ *** وَالرُّوحُ تُسْكِنُ مَنْ تَهْوَى ثَنَايَاهَا
ظَلَّتْ بِهَا تَحْلُمُ الصَّحْرَاءُ أَزْمِنَةً *** حَتَّى اسْتَفَاقَتْ عَلَى وَعْدٍ بِلُقْيَاهَا
قَلْبُ العُرُوبَةِ كَمْ تَشْدُو لِفَرْحَتِهَا *** وَكَمْ تُكَابِدُ إِنْ خَطْبٌ تَغَشَّاهَا
جُسِّمْتِ مِنْ مُثُلٍ عُلْيَا وَمِنْ قِيَمٍ *** وَاخْتَرْتِ مِنْ دُرَرِ الأَمْجَادِ أَسْنَاهَا
كَأنَّهَا أُعْطِيَتْ كُلَّ الَّذِيْ سَأَلَتْ *** كَأَنَّمَا اللهُ أَعْطَاهَا فَأَرْضَاهَا
فَلا عَلَيْكِ إذَا تَاهَتْ بِمَا وُهِبَتْ *** عَيْنَاكِ مَنْ مَلَكَ الأَحْلَى بِهِ تَاهَا
عَمَّانُ وَالأُفْقُ يَزْهُو وَالمَدَى جَذِلٌ ***وَالحِسُّ وَالعَقْلُ فِيْ دُنْيَا الرُّؤَى تَاهَا
وَلِلْقَصَائِدِ مَا لِلْخَيْلِ مِنْ شَمَم *** لَهُنَّ يَبْسُمُ وَجْهُ الدَّهْرِ تَيَّاهَا
جِئْنَا إِلَيْكِ نَزُفُّ الحُبَّ أُغْنَيَةً ***مِنْ وَحْيِ عَيْنَيْكِ مَعْنَاهَا وَمَبْنَاهَا
يَا جَنَّةَ اللهِ فِيْ الدُّنْيَا بِأَيِّ فَم *** عَلَيْكِ أَوْ أَيِّ لَفْظٍ نَشْكُرُ اللهَ