تاريخ النشر - 21-02-2023 09:58 AM عدد المشاهدات 189 | عدد التعليقات 0
في ليْلةِ الإِسْراءِ والمِعْراجِ

الهاشمية - سعيد يعقوب
فِيْ لَيْلَةِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ *** إِنْ لَمْ أُنَاجِكَ أَنْتَ مَنْ سَأُنَاجي
يَا سَيِّدِيْ المُخْتَارَ مِنْ بَيْنِ الوَرَى *** قَدَ طَالَ فِيْ لَيْلِ الأَسَى إِدْلَاجي
يَا صَاحِبَ الحَوْضِ المُكَوْثَرِ مَاؤُهُ *** مَا حَوْضُ غَيْرِكَ غَيْرُ مَحْضِ أُجَاجِ
لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَحْدَكَ صَبْوَةٌ *** فِيْ القَلْبِ هَاجَتْ فِيهِ كُلَّ هِيَاجِ
صَرَفَتْهُ عَنْ دُنْيَا الغُرُورِ وَمَا حَوَتْ *** مِنْ بَهْرَجِ الأَمْوَالِ وَالدِّيبَاجِ
فَإِذَا مَدَدْتَ لَهُ يَدَيْكَ نَجَا وَإِنْ *** تَقْبِضْ يَدَيْكَ فَمَا أَرَاهُ بِنَاجِ
إِنْ لَمْ تَمُدَّ لَهُ اليَدَيْنِ فَمَنْ إِذَنْ *** لِلظَّامِئِ المُتَلَهِّفِ المُحْتَاجِ
تَاجُ المَحَبَّةِ لَاحَ مُؤْتَلِقَ السَّنَا *** مِنْ فَوْقِ فَرْقِكَ يَا لَفَخْرِ التَّاجِ
وَلَقَدْ مَدَحْتُ سِوَاكَ حَتَّى هَزَّنِيْ *** تِيهٌ، وَمَدْحُكَ زَادَ فِيْ إِحْرَاجي
لَوْ صُغْتُ فِيكَ الدُّرَ كُنْتُ مُقَصِّرًا *** مِنْ أَيْنَ لِيْ بِالدُّرِّ أَوْ بِالعَاجِ
بِأَبِيْ المُدَمَّى مِنْ حِجَارَةِ قَوْمِهِ *** مَنْ أَزْعَجُوهُ غَايَةَ الإِزْعَاجِ
مَا مَدَّ كَفًّا دَاعِيًا بِهَلَاكِهِمْ *** وُهُمُومُهُ فِيْ الصَّدْرِ كَالأَمْوَاجِ
مَا كَانَ إِلَّا آمِلًا وَمُرَجِّيًا *** وَاللهُ لَيْسَ يَرُدُّ دَعْوَةَ رَاجِ
فَغَدًا سَيَأْتِيْ الدِّينَ مِنْ أَصْلَابِهِمْ *** مَنْ يَنْبَرِيْ لِمُنَافِقٍ وَمُدَاجِ
وَغَدًا سَيَأْتِيْ مَنْ يُنَاصِرُ دِينَهُ *** مِنْهُمْ يُسَيِّجُهُ بِخَيْرِ سِيَاجِ
لَمْ يَعْرِفُوا قَدْرَ النَّبِيِّ وَفَضْلَهُ *** وَعَلَيْهِ صَالُوا صَوْلَةَ المُهْتَاجِ
عَانَى الذِيْ عَانَاهُ مِنْ تَكْذِيبِهِمْ *** لَمَّا تَمَادَوْا فِيْ أَذَىً وَلَجَاجِ
وَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يُكَرِّمَهُ فَكَانَتْ لَيْلَةُ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ
إِذْ حَلَّ فِيْ مَا لَمْ يَحلَّ بِهِ امْرِؤٌ *** يَطْوِيْ سَمَاوَاتٍ كَطَيِّ فِجَاجِ
حَتَّى انْتَهَى لِمَقَامِ أَعْظَمِ وَافِدٍ *** عَاجَ البُرَاقُ بِهِ لِخَيْرِ مَعَاجِ
يَا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ التُّرَابَ بِنَعْلِهِ *** رُوحِيْ فِدَاءُ جَبِينِكَ الوَهَّاجِ
مِنْهَاجُ دِينِكَ كَامِلٌ وَمُيَسَّرٌ *** لَكِنْ جَهِلْنَا وَاضِحَ المِنْهَاجِ
وَتَرَكْتَنَا مِنْ نُورِ شَرْعِكَ فِيْ هُدَى *** مَا بَالُنَا تُهْنَا بِلَيْلٍ دَاجِ
حَّتى غَدَوْنَا لِلْعِدَا مِنْ ذِلَّةٍ *** عِنْدَ الثَّعَالِبِ فِيْ هَوَانِ دَجَاجِ
وَسَطَتْ أَعَادِينَا عَلَيْنَا مِثْلَمَا *** سَطَتِ الذِّئَابُ عَلَى قَطِيعِ نِعَاجِ
هَذِيْ بِلَادِيْ قَطَّعُوا أَوْصَالَهَا *** مِنْ بَعْدِ أَنْ سَفَكُوا دَمَ الأَوْدَاجِ
أُصْغِيْ إِلَى هَارُونَ وَهْوَ مُخَاطِبٌ *** سَمْعَ السَّحَابَةِ أَنْتِ بَعْضُ خَرَاجي
وَأُدِيرُ طَرْفِيْ نَحْوَ مُعْتَصِمٍ وَقَدْ *** لَبَّى النِّدَاءَ وَهَبَّ لِلْإِسْرَاجِ
وَأُنِيلُ لِلْفَارُوقِ سَمْعِيْ دَاعِيًا *** فِيْ القُدْسِ مَنْ لَاثُوهُ لِلْإِخْرَاجِ
وَاليَوْمَ أُبْصِرُ كَيْفَ قَوْمِيْ كُسِّرُوا *** بَعْدَ المَعَالِيْ مِثْلَ لَوْحِ زُجَاجِ
وأَرَى عَجَائِبَ لَمْ تَدُرْ فِيْ خَاطِرٍ *** مِمَّا يُعَكِّرُ صَفْوَ كُلِّ مِزَاجِ
يَا رَبِّ فَرِّجْ كَرْبَ قَوْمِيْ مَا لَهُمْ *** لِلْكَرْبِ إِلَّا أَنْتَ مِنْ فَرَّاجِ
وَحِّدْ صُفُوفًا قَدْ تَفَرَّقَ شَمْلُهَا *** إِنَّ التَّوَحُدَّ لَهْوَ خَيْرُ عِلَاجِ
وَاجْعَلْ كِتَابَكَ هَادِيًا لِرِكَابِهَا *** فَلَهَا كِتَابُكَ فِيْ الدُّجَى كَسِرَاجِ