شكراً للأردن

الهاشمية نيوز -
نسيم عنيزات


في الوقت الذي وجدت سوريا نفسها وحيدة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب عدة محافظات ومدن في حلب وحماه و اللاذقية وادلب مخلفا الاف القتلى والجرحى وأكثر من 5 ملايين مواطن وجدو أنفسهم بلا مأوى بعد ان دمر الزلزال منازلهم وبيتوهم.

لتزيد الفاجعة من معاناة الدولة والشعب السوري الذي يعاني تحديات كبيرة ، وبنية تحتية شبه مدمرة جراء الحرب والاقتتال الداخلي منذ أكثر من عشر سنوات.

وامام هذه الكارثة كان الموقف الدولي ضعيفا كما كانت هبته ومساعداته هزيلة ايضا ، بحجج ومبررات غير واقعية تتنافي مع القيم الإنسانية والاخلاقية في الكوارث والجوائح التي تتعرض لها الدول والشعوب.

فكان لقانون قيصر والعقوبات الامريكية التي فرضتها على النظام السوري في عهد الرئيس الامريكي السابق ، اثرا سلبيا في تعامل العالم مع الكارثة السورية باستثناء الموقف الاردني ممثلا بقيادته وشعبه الذي هب لمساعدة الأشقاء في سوريا مقدمين كل اشكال الدعم والمساعدة على الرغم من قلة وشح الإمكانيات .

هذا الموقف الذي جاء تماشيا مع القيم الإنسانية للأردنيين على مختلف مستوياتهم، وضع العالم في موقف محرج، ودفعه الى مراجعة حساباته وتغيير مواقفه امام كارثة وفاجعة إنسانية، كما دفع بالأمريكيين الى تخفيف بعض القيود على عقوباتها المفروضة .

و على الرغم من عدم كفايته في هذه الموقف، لان الأولى تجميده كاملا حتى يتسنى للعالم مساعدة دولة منكوبة تعاني في الأصل من نقص في كل شيء .

فكان للموقف الأردني الذي بادر جلالة الملك بالاتصال مع الرئيس السوري معزيا وداعما لتبدأ بعدها القوافل الأردنية بعبور الأراضي السورية محملة بالمعدات والأدوية ورجال الانقاذ لمساعدة الأشقاء .

ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، بعد ان هب الشعب الأردني بكل مكوناته الاجتماعية والنقابية والحزبية من فتح باب التبرع للشعب السوري وقدمت بعض شركات الأدوية كعادتها دعما سخيا كذلك .

نعم موقف ليس غريبا على الشعب الأردني ذي الهوية العربية والقومية الذي أعطى درسا جديدا للعالم بأن القيم الإنسانية لا تتجزأ و تتقدم على أي أمر آخر.

شكراً للأردن قيادة وشعبا .