-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 13-02-2023 10:24 AM     عدد المشاهدات 238    | عدد التعليقات 0

طلبة التوجيهي والفرصة الأخيرة .. !

الهاشمية نيوز -

ابراهيم عبدالمجيد القيسي

أمر باعث على الحيرة حقاً، أن يتعامل بعض سياسيينا مع الملفات والقطاعات الاستراتيجية، بالطريقة الاستعراضية التي ذاتها، والتي يتقنها جميع سكان «السوشال ميديا»، فلغة المزايدات والمناقصات تكاد أن تكون هي الوحيدة المعتمدة في خطاب هذا العالم الافتراضي، ومن أهم الملفات التي يجب أن يتناولها بموضوعية ومنطق، ويتحدث فيها المهتم والمتحدث والسياسي النظيف عن علم وخبرة ووجهة نظر أخلاقية وإنسانية و»وطنية»، أو ليصمت، ويريح الناس ويستريح، فالتعليم لا سيما في مدارسنا هو «راس المال» الأردني والوطني الحقيقي فلا تقامروا وتغامروا وتستعرضوا وتطلبوا شعبويات في مثل هذا الملف، فالعلم نور أرسل الله سبحانه رسلا وملائكة لينقلوه الى البشر، بينما الجهل «عتمة» من صنع الشياطين.. وقانا الله وإياكم شرور الشياطين، والمستعرضين المتكسبين المغامرين بمستقبل الأردن، و»راسماله».

يتحدث متحدثون من كل الأحجام والأنواع عن فرصة أخيرة لطلبة التوجيهي من فوج (2004)، ويطالبون وزارة التربية منحهم «فرصة أخيرة» غير التي تم منحها، ليتقدموا لامتحانات تكميلية، بعد أن قامت الوزارة بتغيير مناهج التوجيهي، ويورد بعض المتحدثين أسبابا منطقية لمنح هذا الفوج فرصة لاستكمال مواد النجاح في مباحث لم ينجحوا فيها سابقا، وكذلك لرفع معدلاتهم، ولا أعتقد بأن وزارة التربية والتعليم ستغلق بابا في وجه أحد رغم قرارها بأن الامتحان التكميلي الذي انتهى قبل شهر تقريبا، كان آخر الفرص، وفي حال منحت وزارة التربية هذه الفرصة لهم، فيجب أن تكون فرصة للطلاب الذين لم يستكملوا النجاح، وليس للذين يرغبون برفع معدلاتهم، علما أن تحديد فرصة أولى وأخيرة قد يكون فائضا عن الحاجات والجدل كله، لو تم التعامل مع نماذج أسئلة وحرية اختيار من قبل الطلبة المتقدمين، بأن يتقدموا لأي امتحان يشاؤون، و»يدفعوا قروش»، تغطي مثل هذه الخيارات والانتقاءات، فوزارة التربية والحكومة «تتكبد» مالا وجهدا وفاتورة كبيرة لعقد وإدارة هذا الامتحان، ولعل هذا واحد من الأسباب التي جعلتها تتوجه لعقد امتحان سنوي للتوجيهي، وليس امتحانا فصليا، فالنفقات كبيرة، ويمكن أن توفر وزارة التربية مثل هذه الفرصة مقابل رسوم تغطي تغطية فعلية للنفقات على إجراء الامتحان وإدارته، مع تمام علمي بأن مثل هذا الاقتراح سيثير «غريزة» النقد العشوائي لدى كثيرين، ويعتبره «اتجارا» بالامتحان، بينما يتجاوز المتحدث والناقد نفسه ما يقوم الناس بإنفاقه لبعض شركات البطاقات التي تجني عشرات الملايين سنويا، ومثلها المراكز والمدارس الخاصة والحصص «الخصوصي».. «اعطوهم فرصة وخليهم يدفعوا».

المشكلة «العويصة» لا تواجه طلاب التوجيهي من فوج 2004، بل هي تواجه الفوج الحالي 2005، فقد عبرت وزارة التربية عن نيتها تغيير شكل ومناهج التوجيهي، وهي أيضا فكرة وتوجه جديد، تحتاج بحد ذاتها لمزيد من توضيح وحديث، لكن قبل أي حديث عن مستقبل أو فرص إعادة الامتحان للفوج الحالي من التوجيهي (2005)، يجب أن يدرك كل من له علاقة بقرار امتحان الثانوية العامة «التوجيهي»، بأن ثمة مشكلة في المناهج الحالية التي يدرسها هذا الفوج من الطلبة، وقد سبق وأن كتبنا في هذه الزاوية تلميحا عنها، حيث المناهج العلمية «طويلة جدا» وواسعة، وتحتاج لوقت أطول كي يتم تغطيتها من قبل المعلمين، وقبل هذا الوقت الطويل المطلوب ثمة «انعدام خبرة» بتدريس بعض مواضيعها، وانعدام وجود الأسلوب والأدوات لتدريسها، لأن في بعضها جوانب تعتمد أسلوب البحث والتحليل، وقد بنيت بعض مواضيعها على هذا الأساس، أي أن طلبتها الحاليين، يجب أن يكونوا قد مروا بمثل هذا الأسلوب من التعلم، المعتمد على البحث، وهو أسلوب يحتاج الى مختبرات وجانب بحثي .. وتكون المشكلة عويصة على الطلاب، في حال كانت أسئلة الامتحان الوزاري لا تراعي هذه الحقائق، وانعكست نتائج الامتحان على نسبة ما من الطلبة، فهؤلاء ربما لن يحظوا بأية فرصة في المستقبل لتجاوز الثانوية وإعادة الامتحان، فكل التوجيهي سيتغير!.

ماذا أقول؟ ..أقول لو أننا نفذناها كما ينبغي، أعني الاستراتيجية الوطنية لتنمية وتطوير الموارد البشرية التي أطلقت قبل حوالي 6 أعوام، لكنا قد قطعنا نصف المسافة، فكل المسافة كانت 11 عاما، ولم يفت الوقت بعد إن كنا نتحدث عن بناء وتمتين مستقبل دولة وشعب.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :