-

كتابنا

تاريخ النشر - 30-01-2023 09:50 AM     عدد المشاهدات 256    | عدد التعليقات 0

حيـــــــرة

الهاشمية نيوز - د. ماجد العبلي
صديقتي من المجَرَّةِ السّعيدة
تسألُني بِعِفَّةِ الأنوارِ عن مدينتي!
عبرَ الفضاءِ الحرِّ من بلادِها القَصِيَّةِ المجيدة؛
فاحترتُ حيرةً شديدة
فهل أقولُ إنها مدينةٌ بليدة؟!
لكلِّ إنسيٍّ بها أقنعةٌ عديدة؟
وهل أقولُ إنّ عُملةَ المدينةِ النفاقُ والرياء؟
وأنّ رمزَ هذه المدينةِ الحرباء؟
وهل أقول إنها تَحْقِنُ بالسّمومِ مُهْجَةَ القصيدة؟
وأنّ الاغتيالَ والتكفيرَ فيها إرثُ عاداتٍ تليدة؟
وهل أقولُ إنها مفازةَ التمييز والإقطاع؟
وأنّما الأطفالِ يرقدونَ في رمالها جياع؟
وهل أقولُ إنها تقدِّسُ الوراثة؟
وأنّها تعتاشُ بالإغاثة؟
وأنها تُبَجِّلُ المُخْبِرَ والسّجّانَ والجلاد؟
وأنها تزوّرُ التاريخَ والأسماءَ والأمجاد؟
وأنها تغتالُ أحلامَ الصِّغَارِ والشيوخِ والنساء؟
وأنها تجرّدُ الرجالَ من رواسبِ الإباء؟
وأنها تَبْرَعُ في صِناعةِ الركوع؟
وأنها تجترُّ تدويرَ الخنوع؟
وأنها تبشّرُ الأجيالَ بالهزيمة؟
وأنَّنا نعيشُ فيها كاليتامى خلفَ أسوارِ المزارعِ اللئيمة؟
في بِرَكٍ آسنةٍ مُغْلَقةٍ تفوحُ بالعفونة؟
يُقيمُ فيها ألفُ داء
وأننا في كلِّ صبحٍ أو مساء
نَظْمَأُ فيها أو نجوع؟
وأنّ قُوْتَنا بقَفرِها الجراحُ والدموع؟
واليأسُ والضياع؟
وحيلةُ الحروفِ واليراع...
أوّاهُ يا مدينتي الدفينة..
في القهرِ والضَّلالِ والظّلام..
والجوعِ والآلام:
أرواحنا حزينة..
لكنّها تفديكِ حينَ البأسِ دونَ مِنَّةٍ
ولا ضغينة!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :