-

كتابنا

تاريخ النشر - 30-01-2023 09:49 AM     عدد المشاهدات 187    | عدد التعليقات 0

أحببت مصر من الصعيد

الهاشمية نيوز - زهير توفيق
لما رأيت النيل في وجه العدا، ويذود عني في العروبة والنبي المصطفى
لمّا تكالب حولها، من نسل آوى ما يشدّ العابرين من الغبار إلى الكنانة في الورى
لما أبتْ، مدّ الأيادي للسفير أو المسير لأي درب لا يمّر بباحة الأقصى الأسير
أحببتها شعباً يقول لمن أتى: أهلاً، ويُسكنه الفؤاد أو الحشا
أنت الهوى، والنيل شبّ على الزلازل وانتشى، والموج ضلّ على صخورك وانكسر
أنت الهوى، سعف تدلّى من ذراع مجرتي، وانهال كالأرباب في مجرى الحنين،
وكلما طال المسير أضاءني، وأضاء في الكون الذي يأوي إلهي في عُلاه الأنبياء
ومن سناك الفجر شعّ من الرماد وصار يسطع في المدى، وإذا تبعثرت الشموس من الكسوف وجنّ ليلي في السواد، أضاء ميدان الحشود على الوجود، وكان يديرها وينيرها
وحملت في كفيّ منها شعلة الأبد المضيء من الجنادل في الصعيد إلى المجاري التائهة
أنسى من الأهرام وزن قصيدتي ومحاسني في الآخرين
وفي الفلا أحيا وأجري في البداية من خطاي، وفي النهاية أستريح من العبور إلى الرشيد وأستردّ قيامتي، وأعيد تشكيل الرويّ على هواي
هذا أوان النيل كي يعلو من التوحيد في مينا، ويطفو للزواج من العريش على القرنفل في الصعيد، وتنجلي فيه الضفاف على يدية تحية بعد الجفاف
من أين أبدأ، والنهاية عند مصر كأنها ألف البداية في النضارة واستواء العالمين
يا من بنى لغزاً تناهى كالبروج من السماء، وشيّدت كفاك نسغ نبوءتي
ومسلتي، وجدار آمون المبجل بالخلود، وابنه الباني لتمصير النبوّة بالشواهد والشهود..
يا أيها المسكون بالأوتار دوّزن، ما تراخى في الوجود، وبذرة التكوين في الدلتا
وفي العليا، أدور واستدير من الدهور إلى العبور على الدروب الكالحة
أدركت مصر كما أريد بفطرتي، في ذروة المقهى، على المذياع في صوت العرب
أدركتها، من سهرة الأطلال، والهمس المدثّر بالمكائد في الكمائن، والمدائن، والكلام لشهرزاد وشهريار، وفي الضحى أدركتها لما تجلى قارئ القرآن في النزع الأخير من القرار
فاصعد بنا وقل انتهى هذا الردى
وأتى على كفيك من حتفي الندى
ومن روحي ومن وحيي زمان القارعة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :