استسلم أيّها الدرويش

الهاشمية نيوز -
كامل النصيرات

أشعر أن جيوش 180 دولة تحاصرك الآن.. أنت وحدك في المنتصف تنكش مناخيرك وتضبط وضع نظارتك المكسورة وتمسك بعدها بكسرة خبز تالفة تخرجها من جيبك؛ وحولك جيوش كلّ الدول بدباباتها وصواريخها وعدتها وعتادها وكلّها مصوبة تجاهك..! استسلم أيّها الممسك الكسرة الخبز وإلّا سرقنا منك خطاك لمترين قادمين..!

أعلم أن هذا مرض نفسي.. وأعلم أن الحالة مستعصية ولا يمكن علاجها ولو جاء زعيم التحليل النفسي «سيجموند فرويد» لضحك من مشهدك السريالي وأعطاك مصّاصة ونصحك أن تمضي لأي غابة لتقضي بقية حياتك هناك تمارس فيها كلّ ما تريد من هلوسات..! أعلم ذلك وأكثر..

ولكن؛ لماذا ينتابك شعور أن كل الجيوش ضدك.. وأن كل خربطات العملات في العالم تخربطت من أجل القضاء عليك.. وأن كل العنف في كل المجتمعات ما هي إلّا بروفات من أجل المجزرة التي ستحدث لك.. وأن فلافلك وحمصك وفولك اللاهث الآن خلفهن ما هنّ إلّا كمائن للايقاع بك.. وأن شرقك وغربك مدفوعان مسبقًا كشمالك وجنوبك وفوقك وتحتك..!

لا تتعجبوا من حديثي إليكم.. فالعالم ينظر إليك على أنك المطلوب الوحيد إليه.. أو تسدّد عنه كلّ ديونه.. والحقيقة أن العالم يمضي وأنت ما زلت تستمتع بدور الدرويش الواقف في حلبة الرقص الصوفي كي ينقذه الله من العالم دون أن تفعل شيئًا غير الرقص الثابت ..!