تاريخ النشر - 11-01-2023 09:40 AM عدد المشاهدات 306 | عدد التعليقات 0
طالب الرفاعي يكتب: كل الحب و الاحترام لهذه الشخصية الفريدة
الهاشمية نيوز - كنب طالب الرفاعي : فجعت عندما وصلني خبر وفاة د عبدالسلام المجالي كما فجع الكثيرون من ابناء هذا الوطن ، فالدكتور المجالي شخصية فريدة من نوعها ، فهو في تقديري احد ثلاثة اشخاص مميزين خدمو ا هذا الوطن . ثلاثة عملو برفقة جلالة الملك الحسين بن طلال ، رحمه الله ، و ابدعوا ، كل في مجاله و هم عبد السلام المجالي ،و علي غندور ، و محمد كمال رحمة الله عليهم جميعا . كل واحد من الثلاثة بنى مؤسسة مميزة فالدكتور عبد السلام بنى الجامعة الاردنية و قبل ذلك الخدمات الطبية الملكية اما علي غندور فقد بنى الملكية الاردنية و محمد كمال بنى التلفزيون الاردني و قد جاءنا علي غندور من لبنان و محمد كمال من فلسطين اما عبد السلام فقد جاءنا من ياروط الكرك ولكنهم بنوا هذه المؤسسات بناءً من لا شىء لتصبح موسسات يتباهى بها الاردن . و قد كان الحسين رحمه الله يؤتمن ، ببناء هذه الموسسات اتصبح مؤسسات بعتز الوطن فيها ويفخر ، مؤسسات كانت تنافس عالميًا
و هنا ياتي للدور. الهام للدكتور عبد السلام ،فقد بنى الجامعة الاردنية و ات روءيته واضحة لما يجب ان تكون عليه الجامعة فمثلا كان يردد باستمرار ان الجامعة يحب الا يزيد عدد طلابها عن خمسة الاف طالب ذلك للحفاظ الى المستوى الذي وصلته
. وقد كان لي شرف العمل معه حال تخرجي من جامعة القاهرة. عام ١٩٧٣ وكان حينها د عبد السلام قد انهى عمله في الخدمات الطبية الملكية و استلم الجامعة الاردنية ليجعل منها نموذج فريد من نوعها . عينني د عبد السلام ، كمهندس معماري ،و حيث انني كنت حديث التخرج دون اية خبرة ،فقد تم تعييني في المكتب الهندسي المسؤ ول عن أبنية الجامعة ، من حيث التصميم و الصيانة و قد تمكنت. من معرفة الدكتور عبد السلام عن قرب من خلال عملي و قد كانت تجربة هائلة ،فقد تعرفت على شخصية فريدة في هذا الوطن
الدكتور عبد السلام كان يشرف على كل التفاصيل بنفسه ،و كان رحمه الله ، يتمشى في الجامعة دائمًا فيراه الجميع ، الطلبة و الموظفين . كان يتجول في انحاء الجامعة ليرى كل شيءٍ بنفسه و قد كان ، رحمه الله ، منفتح العقلى واقعيا في الوقت ذاته و يرى العالم كما هو عليه . اذكر اجتماعاته معنا اسبوعيا ، حيث كان يطلعنا على حميع التحديات التي تواجها الجامعة و يبحث معنا تفاصيل مايجب علينا ان نقوم به و قد كان مديرالمكتب الهندسي ، رئيسي المباشر في حينها ، السيد عطالله.الدواني بينما كان الامين العام اللجامعة و المسؤول الاداري الاول السيد حسن النابلسي ، و الذي كان رئيسنا جميعا ، ويتحمل مسؤولية الاشراف على المكتب الهندسي و قد كان د عبد السلام السلام، عندما كان يثق باحد يعطيه كافة الصلاحيات التي يتطلبها العمل المناط به . تماما كما كان سيد البلاد ، جلالة.الملك الحسين بن طلال يتعامل مع من يحملهم المسووءلية فعندما يثق باحد ايا كان يعطيه كافة الصلاحيات و هكذا. استطاع الحسين ان يبني هذه المؤسسات الجامعة والملكية و التلفزيون و هكذا كان د عبد السلام. يعطي. الصلاحيات لمن يثق به . و قد كنت بحمد الله، من اللذين يثق بهم. فتعلمت الكثير في مدة قصيرة و بعدها بسنتين فقط اي عام ١٩٧٥. ضمني الدكتورعبد السلام الي كلية الهندسة ، والتي كانت في افتتاحها في سنتها الاول فقد افتتحت كلية الهندسة في العام ١٩٧٥
، و عملت فيها كمعيد في قسم العمارة ، وقد منحني هذا الموقع الجديد فرصة التعرف على جانب اخر من شخصية د عبد السلام هو كيفية التعامل مع الأكاديمين في الجامعة . و قد كان في هذا ، كما هو في التعامل معنا عندما كنا اداريين . يعطي الصلاحيات لمن يثق بهم ، و احس كل وآحد منا انه مسؤول عن الامانة التي بين يديه ، و فد تعلمت الكثير في العاميين التي قضيتها في التعليم الجامعي و حصلت بعدها على بعثة جامعية للحصول. على شهادة الدكتوراه في العمارة وهكذا كان فقضيت خمسة سنوات في الولايات المتحدة عدت بعدها الى الجامعة للعمل. فيها. كمدرس ، وقد كان انهى د عبد السلام مهمته في الجامعة و كان الجامعة رئيس جديد هو الدكتور اسحق الفرحان و اانتًقل د عبد السلام للعمل في موقع وزاري جديد ابدع فيه ايضا . لكنه عاد الى الجامعة التي احب للمرة الثانية في العام ١٩٨٠ و كنت محظوظا ، فوجدته رئيسا عندما عدت من الولايات المتحدة في العام ١٩٨٣ .
دكتور عبد السلام كان له مكان خاص في قلبي ،كما هو حال الكثيرين الذين عرفوه ، و اذكر انني في العام الفائت اتصلت بالاخ و الصديق سامر عبد السلام المجالي و طلبت منه ان ازور الاستاذ عبد السلام اذا امكن ، فوافق الاخ سامر على طلبي و في اليوم المحدد مررت على الاخ سامر في بيته و توجهنا الى منزل الدكتور ، وعندما رأيته كان مرحبا للغاية و جدت عنده الابن الثاني شادي المجالي و الذي رأيته ثانية في عزاء والده و في اثناء اللقاء ، في منزل الدكتور ، دخلت علينا زوجة الدكتور و كنت تعرفها قبل ذلك و تحدثتا كثيرا مع الدكتور و ادركت في حينها كم كنت افتقد هذا العم الكبير ، د عبد السلام ، و احسست في حينها ان لي مكان خاص في قلبه الكبير ، و سررت بذلك كثيرا . فقد كان له بصدق ، حبا و احترام كبيرا في قلبي ،
لكم ان تعرفوا الان لماذا فجعت بخبر وفاته
و لكم ان تدركوا كم من الحب و الاحترام اكنه لهذه الشخصية الفريدة
رحم الله الفقيد الدكتور عبد السلام المجالي و اسكنه فسيح جناته