-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 06-01-2023 08:52 AM     عدد المشاهدات 227    | عدد التعليقات 0

المراهقون والخصوصية ..  مساحة شخصية يحتاجها الأبناء وتثير قلق آباء

الهاشمية نيوز - يعاني أهال مع مفهوم خصوصية الأبناء في عمر المراهقة، خصوصا مع التطورات السريعة في عالم تكنولوجي بات مفتوحا على كل شيء.
ذلك العالم الذي يتيح استقصاء المعلومة من مواقع كثيرة لا رقابة عليها، والتعرف على أناس لا تعرف هويتهم أو خلفياتهم الاجتماعية عبر مواقع التواصل.
مخاوف سامية لا تنتهي من طريقة ابنتها رنا (16 عاما) التي تلتزم غرفتها طوال الوقت وتبحث دائما عن خصوصيتها، وردود فعلها تكون غير مفهومة للأم التي تجهل أحيانا الطريقة الصحيحة في التعامل مع هكذا مواقف.
الأم تدرك جيدا أن عمر المراهقة تنتابه المخاوف لدى الأهالي، خصوصا في موضوع الخصوصية وإغلاق باب الغرفة وكلمة السر الموجودة في هواتف الأبناء باستمرار، وأحيانا على التطبيقات التي يستخدمونها.
تجد سامية نفسها محتارة، فهي تمنح الثقة لابنتها، ولكن حينما تفتح معها أي حديث لا تتجاوب بسهولة من باب أنها حرة ومستقلة وأنها لم تعد صغيرة، واليوم هي في حيرة كيف توجه ابنتها للحوار معها بشفافية وأن بابها مفتوح لها وقادرة على استيعابها بشكل كامل.
التربوية الدكتورة سعاد غيث، تقول “من أكثر الحاجات النفسية التي يحتاجها المراهقون والمراهقات؛ الاستقلالية والشعور باحترام خصوصيتهم، والأصل في التربية عدم إشعار الآباء لأبنائهم بقلة الثقة، فرغم كثرة ما يسمع من أخبار وأحداث صعبة إلا أن الأصل بأن تبقى الثقة موجودة ومحسوسة بينهم”.
وتؤكد غيث أن مفتاح العائلة المترابطة دائما هو التواصل، فالحوار واستمرارية التواصل منذ الصغر يجعلانها عادة لا يمكن الاستغناء عنها في الكبر، لكن، حسب غيث، هناك عائلات لا توفر التواصل بينها وبين الأبناء، ما يبني سدا كبيرا ويؤثر في مستقبل الأبناء.
وتؤكد أن أكثر ما يقلق الأهالي هو حرص المراهقين والمراهقات على إقفال باب غرفتهم، أو وضع شيفرة سرية على هاتفهم، معتقدين أن هناك ما هو مخبأ عنهم، وذلك يثير الشك في أنفسهم، ولكن كل ذلك يمكن أن يكون طبيعيا في سلوك المراهق ولكن يحتاج للحوار والمشاركة وتفهم الأسباب.
وحل هذه المشكلة هو الحوار ومعرفة السبب لهذا السلوك، وأن يعزز الأهل ثقة الأبناء بأنفسهم من خلال الحديث البسيط والحوار غير المتكلف، وفق غيث.
وتوضح أن هناك طريقة نافعة لتعامل الأم مع أبنائها من خلال شرح الحالة، فعلى سبيل المثال “لو قالت الأم إنها تخاف عليهم وهي تسمع الكثير من الحوادث وتعلم أن أبناءها مهذبون ولا يقبلون الخطأ ولا يقومون به، لكنها تريد الاطمئنان عليهم وأن يضعوها بصورة مع يحدث معهم مهما كان هذا الشيء، وأنها تتقبل كل شيء وتساعدهم بالحل وأنها صديقة لهم وتتفهم مشاعرهم”.
وتؤكد غيث، أن في مرحلة المراهقة يكون هنالك رغبة وفضول في الاستكشاف، والأصل تمهيد الأم والأب للأبناء بشكل مبسط، فعندما تجلس الأم مع أبنائها في هذه المرحلة وتشرح لهم عن التغيرات التي تحدث، فهم يعرفون أن جميع الأبواب بينهم مفتوحة ويمكن الحديث بالفعل معها بكل المواضيع، وهنا تضمن الأم بأن يأخذوا المعلومة الصحيحية منها ويبتعدوا عن أخذ المعلومة بطريقة غير صحيحة وغير علمية.
وتلخص غيث القول بأن على الأم أن تبدأ مع أطفالها بفتح أبواب الحوار، وأن تمهد طريق الصداقة منذ عمر الطفولة، فلا تجد مشادات كبيرة في عمر المراهقة، وأن تضع قوانين مدروسة ومفهومة للجميع، كعدم النوم والهواتف بأيديهم لأنها تؤذي الدماغ، وألا يتم إغلاق الباب طوال الوقت وأنهم عائلة متفاهمة وتحترم خصوصية الآخر بلا حواجز وبعد مسافات.
وتشدد على أهمية التحكم بالأعصاب عندما يتحدث الابن أو الابنة مع الوالدين في أي موضوع كان، فذلك يجعل الأبواب بالفعل مفتوحة ويمكن في حال لو حصل خطأ أن يتم العدول عنه.
ويتحدث اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع، أن ما يميز مراحل النمو والدخول في مرحلة المراهقة الأولية أو حتى المتأخرة هو البحث عن الخصوصية والاستقلالية ونوعا ما يحبذون في هذه المرحلة عدم تدخل الأهالي بهم من باب الاستقلالية والشعور بالنمو.
ويؤكد جريبيع أن لكل مرحلة سمات وصفات، وفي مرحلة المراهقة يجدون أن الأقرب لهم هم الأصدقاء، وأحيانا ينظرون أن أهاليهم لا يتفهمونهم كما يحب.
ويلفت إلى أن المراهقة اليوم اختلفت عن السابق، فليس الصديق وحده من يشكل هالة للمراهق أو المراهقة، فالسوشال ميديا لها دور كبير في حياتهم، وفيها أفكار وأناس لا يعرف من هم بالأساس. فالمطلوب هنا من الأهالي لجعل الأمور مسيطرا عليها؛ الحوار المستمر من مرحلة الطفولة فهي الأساس، فمن الصعب على المراهق أو المراهقة أن يستقبلوا سؤال الوالدين لهم مع من يتكلمون أو ماذا يفعلون من دون وجود مرحلة مسبقة وحوار مفتوح بالمسبق. وهنا يؤكد جريبيع أن بعض الأهالي يجدون أن الحوار مع الأطفال غير ضروري وأنهم يريدون مصادقة أبنائهم عند الكبر، ما يجعل الأمر صعبا، لتغير الرؤية في مرحلة النمو.
ويشدد أن على الأهالي أن يثقوا ويظهروا هذه الثقة بأبنائهم والصبر عليهم ومحاولة إصلاح العلاقة وفتح باب الحوار بشكل دائم.
في حين يبين اختصاصي علم النفس د.علي الغزو، أن هناك فجوة كبيرة بين الأهالي والأولاد، والحديث هنا عن الفجوات الالكترونية، ما يجعل الحوار أحيانا منقطعا، لكن النقطة الأساسية في علاقة الأهالي وأبنائهم المراهقين والخلافات التي تدور هي عدم أخذ كل شخص دوره على محمل الجد.
ما يعنيه الغزو أن الأم والأب من مهماتهما الأساسية، الجلوس والحديث مع أبنائهما وفتح الكثير من المواضيع والشفافية واستقبال أفكار الأبناء والعمل على تصحيحها من خلال مشاهدات تلفزيونية عائلية والتعقيب عليها، وسرد قصص حدثت وتحدث لبناء الثقة، فهي أمر مهم لتعزيز الثقة بالنفس وبالعائلة.
لكن ما يحدث اليوم في الكثير من العائلات وكثرة الالتزامات هي أن يقوم الآباء بجعل الأبناء يعيشون بحرية كاملة مع كثرة الضغوطات والالتزامات العائلية، ما يبرد العلاقة بينهم وعندما يريدون فرض السيطرة من جديد تكون العلاقة جافة وتخلو من التقبل، وفق الغزو. ويتابع، ذلك يؤثر سلبا على تصرف الأبناء وعدم معرفة الأحداث التي تدور بها حياتهم، ما يجعل أمر الخصوصية يؤثر سلبا عندما تجد انسلاخ الأبناء عن العائلة وعيش تفاصيل بمفردهم كالتزامهم بغرفتهم ومع هواتفهم وأصدقائهم وعالمهم الخاص.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :