تغيرات مناخية تتطلب تحديث البنية التحتية في الأردن

الهاشمية نيوز - يبدو ان معالم تأثير التغيرات المناخية على المواسم المطرية في المملكة اصبحت اكثر وضوحا، وتتجلى في الكثير من الظواهر المناخية لعل من ابرزها الامطار الومضية الغزيرة.
منذ اعوام يتابع الاردنيون مشهدا جديدا يتمثل بهطول غزير للأمطار يؤدي الى سيول وغرق شوارع وانجرافات للتربة وجر لمركبات على الطرق وخاصة في المناطق الصحراوية التي عادة لا تمتص ارضها الامطار بسبب طبيعتها الجغرافية. حيث تسببت الامطار الومضية الغزيرة خاصة في الجنوب، أول من امس، بانجرافات للتربة و جر عدد من الباصات والمركبات عن الطرق الرئيسية في عدد من مناطق المملكة منها في القطرانة والكرك والجفر ووادي موسى.
لم تعد التغيرات المناخية مجرد شعار استعراضي بعد ان اصبحت معالمها اكثر وضوحا في الاردن. حيث بذلت الجهات الرسمية وعلى رأسها الدفاع المدني والامن العام جهودا كبيرة لانقاذ المركبات العالقة وسط الامطار والشوارع التي ارتفع فيها مناسيب المياه بشكل كبير وخطر.
وقال مدير ادارة الارصاد الجوية رائد رافد آل خطاب إن تأثير التغيرات المناخية شديد على العالم، ويتعاظم تأثيرها على دول مثل الاردن خاصة في ظل محدودية الاراضي الصالحة للزراعة والتي لا تمتلك القدرات الكافية للتكيف مع هذه التغيرات.
وأوضح آل خطاب إن هذه التغيرات تمثلت باقتصار الموسم المطري على عدد قليل من المنخفضات ذات الامطار الغزيرة وكميات الهطول العالية، وهو الامر الذي يؤدي عادة الى اعاقة الحركة، ويسبب الكثير من الخسائر خاصة في ظل عدم قدرة ومحدودية امكانيات البنية التحتية.
من جهته قال الباحث الأكاديمي والخبير في علوم البيئة الطبيعية والأرصاد الجوية رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية الدكتور أحمد الشريدة، أن الفيضانات الناتجة عما يسمى الأمطار الوميضية - وهي الأمطار الغزيرة - تتعاظم تأثيراتها بسبب الزحف العمراني باتجاه الأودية، وتراخي السلطات المعنية في منع البناء بجوار مجاري السيول، اضافة لوجود مشكلة في ترخيص تلك المباني حيث ان معظمها يكون خارج التنظيم.
وطالب الشريدة، بضرورة تحديث البنية التحتية في المناطق الأكثر عرضة للفيضانات وعمل قاعدة بيانات شاملة باستخدام نظام المعلومات الجغرافية وتحديث هذه البيانات بشكل دوري، وضرورة استشارة المختصين في الجامعات الأردنية.
ووفق تقرير تغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث في المنطقة العربية الذي أصدره البنك الدولي، فان الأردن تكبد خسائر اقتصادية، قدرت بنحو 29.5 مليون دولار نتيجة ما شهده من كوارث طبيعية في الـ30 عاما الماضي