-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 03-01-2023 09:59 AM     عدد المشاهدات 246    | عدد التعليقات 0

الكلاب تملأ الحواري دون رعاية أو رقابة

الهاشمية نيوز -
د. ماجد الخواجا

ابتداء فإنه بات ملاحظاً بشكلٍ كبير تواجد الكلاب التي كنا نسميها بالضّالة في الشوارع والحواري وبين البيوت وتشاركنا الرصيف والخلاء، وهذه الظاهرة لم تعد مقصورة على حارة أو مدينة، فهي تنتشر كما لو أنه يتم إطلاقها من جهات معينة، ومع ثبات التوقيت وعدم التحوّل إلى التوقيت الشتوي، فقد أصبحت الكلاب تتواجد منذ ساعات الفجر وفي عتمة الطرق بحيث يضطر المصلّون وطلبة المدارس والجامعات والعمال الذين ينطلقون إلى أعمالهم مبكراً، المواجهة مع قطعان الكلاب الباحثة عن طعام لا تجده.

إن إطلاق الكلاب بهذا الحجم يمثّل مشكلة أكبر من مشكلة التعامل معها سابقاً، ويبدو أن التوجّه في الحفاظ على حياة الكلاب لم يترافق مع برنامج حقيقي ومباشر ومدعوم من الجهات المختصة بأن يتم إطعام هذه الكلاب قبل انتشارها في الحواري، حيث أنها تظل جائعة باحثة عن الطعام الذي لا تجده، ومع ثقافة مكرّسة لدى الأفراد بعدم التقبّل لتواجد الكلاب تحديداً، فيتم رميها بالحجارة أو محاولة إرعابها وضربها إن أمكن، وهذا لوحده يكفي كي تكون العلاقة عدائية بين البشر والكلاب، فما أن يلتقيا حتى يبادر الطرفان في محاولة الدفاع والهجوم، وهو ما يهدم مشروع أنسنة العلاقة مع الكلاب والتعامل معها كحيوان أليف لطيف قابل للعيش بين البشر.

إن السؤال الواضح للمعنيين يتمثل في كيفية التعامل مع الكلاب حال مهاجمتها للفرد وخاصةً الأطفال وكبار السّن والمرضى ومن لديهم فوبيا من الكلاب، وهل المطلوب قبول فكرة نهش الكلب للفرد أو عضّه أو الهجوم عليه دون مقاومة ودون الوصول إلى فكرة التخلّص من الكلاب.

والسؤال الآخر يبدو في كيفية تأمين الطعام لهذه الكلاب المنتشرة بكثرة في الأحياء، وهل في حال قيام المواطنين بذلك يكون كافياً ومقبولاً، أم أن هناك ضرورة لإيجاد جهة معنية بإطعام الكلاب.

ما بين أنسنة العلاقة مع الكلاب، أخشى من كلبنة العلاقة مع الإنسان، فلا الكلاب قادرة على العيش في وسط معادٍ لها وبيئة غير صديقة مع شّح في الطعام وبالتالي مواصلة الشعور بالجوع.

ولا البشر قادرون على الإقتناع بألفة الكلاب وعدم توحشّها وإمكانية الاقتراب منها وتغيير النظرة العدائية بينها وبين البشر، فيستمر التوتر حال تلاقيهما هنا وهناك.

ثم هل الكلاب المنتشرة في الحواري معقمة وغير مؤذية صحيّاً ، بحيث نضمن عدم عقرها للأفراد وخاصة صغار السّن وكباره.

لقد مررت شخصياً بتجربة المواجهة السلمية مع عديد من الكلاب، فوجدت منها من لديه الرغبة في مهاجمتي والتنكيل بي، ولا أدري كانت الرغبة عن جوع أم خوف مني، فنحن لا نعرف أية قناعات يحملها الكلب المنفلت حيال البشر، خاصةً إذا كان لديه تجربة سيئة مع أحدهم من قبل.

إن نصف الثورة أسوأ بكثيرٍ من البقاء على الحالة السائدة، كذلك فإن نصف الحلّ المتمثل بإطلاق الكلاب دون ضمان تعقيمها وضمان إطعامها وضمان ألفتها، هي أسوأ بكثيرٍ من الواقع السابق رغم ما فيه من قسوة الألفاظ كالكلاب الضالة ومن طرق التعامل القاسية معها.

علينا التوقّف عن أنصاف الحلول في كثيرٍ من مفاصل حياتنا لأنها قد تؤدي إلى كوارث لا يمكن التكهن بعواقبها.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :