-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 30-12-2022 09:02 AM     عدد المشاهدات 160    | عدد التعليقات 0

في العطلة .. لهفة يعيشها طلبة لأوقات الراحة والترفيه بعد ضغوط الدراسة

الهاشمية نيوز - بعد فصل دراسي مضغوط واستثنائي عاشه الطلبة، تأتي العطلة الشتوية لتكون مساحة “الراحة” للطلبة والأهالي، وذلك بعد الكثير من التقييمات والامتحانات والخطط الدراسية لتقوية الطلاب لتفادي بعض الضعف جراء انتشار جائحة كورونا سابقا.
ورغم تشغيل النوادي الشتوية والترفيهية، إلا أن جائحة كورونا، ورغم وقف انتشارها، كانت سببا في بعض المخاوف للأهالي، خصوصا مع عودة الحديث عن الفيروس المخلوي الذي يصيب الجهاز التنفسي، وتحديدا صغار وكبار السن، ما يجعل الأهالي أكثر حذرا في الذهاب والإياب مع أبنائهم، وتحديدا مع انتشار الأمراض في فصل الشتاء.
في الوقت ذاته، يحاول الأهالي تعويض الأبناء عن ضغط الدراسة طوال الفصل الدراسي الأول، لتكون هناك خطط عائلية وصولا للترفيه مع حماية الصحة من أذى الفيروسات والبرد.
تقول علياء محسن وهي أم لطفلين في الصفين الأول والثالث الابتدائي “كان الفصل الدراسي الأول مختلفا؛ حيث كانت المدرسة أكثر تشديدا من حيث كثرة الواجبات والتقييمات والامتحانات والمشاريع المدرسية طوال الأشهر الماضية، ما جعلها تفكر كثيرا بطرق ترفيهية لأطفالها”.
وتضيف أنها في بداية العطلة الشتوية تمنحهم نشاطات حرة هم يختارونها بلا أي ترتيب، ليشعروا بالحرية بعيدا عن أي التزامات وبالفرق بين المدرسة والعطلة، حتى في فترات السهر والصحو، لا تلتفت لعقرب الساعة بل تمنحهم الحرية ليشعروا بالفرق.
ووفق علياء، فإن أول ما يرغب به أبناؤها هو القيام بزيارات عائلية لأجدادهم وبعض الأقارب والأصدقاء، والذهاب برفقتهم في رحلات، ليتمكنوا كعائلة من القيام بنشاطات ممتعة في مكان دافئ. الى ذلك، القيام ببعض النشاطات كالرسم والتدريب على مهارات الكتابة ومشاهدة التلفزيون وبرامج عائلية تجعلهم أكثر قربا وانسجاما.
في حين تبين أم عمر ولديها أربعة أبناء في مراحل عمرية مختلفة، أن لكل مرحلة متطلباتها، ما يجعلها تفكر في نشاطات خاصة وجماعية، فعلى سبيل المثال، تبين أن ابنها الذي يبلغ من العمر 15 عاما لديه أصدقاء يريد أن يشاركهم ألعاب الفيديو الجماعية، ويخرج معهم إلى الأسواق التجارية والمطاعم، لذلك تسمح له بساعات محددة.
أما الأبناء الآخرون، فيمكنهم الحصول على الترفيه من خلال الرسم واللعب، والالتقاء مع زملاء في المدرسة في أماكن تتضمن ألعابا مناسبة لأعمارهم، ما يجعلهم على تواصل معهم ويتمتعون بالعطلة.
في حين تنتظر سعاد عبدالله عطلة الشتاء أو الصيف لتحضير حقيبة أطفالها وإرسالهم لبيت أجدهم في محافظة أخرى، وهذا بناء على طلب أطفالها الذين ينتظرون هذا الوقت من السنة ليقضوا عطلتهم بأجواء يملؤها الحب والراحة والطعام اللذيذ، على حد وصفهم لها.
يقول ابنها طلال (7 أعوام) “ما أجده في بيت جدتي لا أجده في مكان آخر، كل شيء مسموح، ولا أسمع كلمة (لا)”، إذ يستمتع بالقصص ويشاهد التلفاز كما يشاء، ويجد نفسه يقوم بأمور من الصعب موافقة والدته عليها، كالنوم متأخرا، على سبيل المثال.
الاختصاصي التربوي د. محمد أبو السعود، يؤكد أن استثمار الوقت هو ما يحتاجه الطفل، خصوصا بعد مدة من الدراسة والصعوبة وكثرة الواجبات والمشاريع وكذلك التقييمات، وذلك بما يغني العقل وينمي المهارات، بعيدا عن الجلوس لساعات على ألعاب الفيديو. كما في جعل الصغار يمارسون التمارين الرياضية أو اللعب على الدراجة الهوائية، وممارسة الألعاب التقليدية.
وينصح أبو السعود، بتنفيذ رحلات دورية تفيد العائلة، مع التفكير بمكان يساعد على قضاء عطلة شتوية لجميع أفراد العائلة، فهي مفيدة للكبار أيضا، خصوصا مع تسارع وزخم الأعمال والتفاصيل اليومية التي تشكل ضغطا على الأفراد، لافتا الى أن الرحلات تعزز ثقة الطفل بنفسه، وتشعره بتحمل المسؤولية وتحسن مهاراته في التواصل مع الآخرين، وتخلصه من الشعور بالملل والضيق، وأيضا تقوي روح المغامرة والشجاعة لديه.
اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع، يؤكد أن العطلة مساحة راحة لكلا الطرفين؛ الأهالي وللطلاب، وهنا يجب استثمارها بطرق ممتعة للجميع، وبما ينمي مهارات العقل والتحضير للفصل المقبل من خلال التدريب على اللغات أو التمارين الرياضية وربط التعليم من خلال الألعاب.
ويؤكد أن هناك مساحة يجب أن تعطى للأبناء حتى وإن كانت بعمل “اللا شيء” وبعيدا عن القيود، ما يجعلهم يشعرون بالراحة والحرية.
ويتفق اختصاصي علم النفس د. علي الغزو، بأن المجهود العظيم الذي قام به الأهالي والأبناء خلال الفصل الدراسي الأول والاستثنائي لهذ العام بالتعويض عن التعلم عن بعد، جعل الجميع مرهقا، وبحاجة لفترة نقاهة حقيقية بعمل اللا شيء في وقت ما ويكون لكل فرد حرية تمضية الوقت.
وهذه عطلة طويلة، فالشهر يمكن استغلاله، حسب الغزو، بتحسين العلاقات الاجتماعية من خلال الترفيه العائلي والرياضي وتعلم كل ما هو جديد وتحمل المسؤولية، فجميعها أمور تنظم الحياة في المستقبل وتساعد على تخفيف الضغط النفسي من جراء الدراسة وتساعد على استقبال الفصل الجديد بشكل أفضل.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :