-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 28-12-2022 09:26 AM     عدد المشاهدات 167    | عدد التعليقات 0

عطلة ما بين الفصلين .. فرصة لتنمية حس التطوع في نفوس الأبناء

الهاشمية نيوز - يستعد تيم عبد الله (10 أعوام)، منذ الآن، إلى الانطلاق برفقة والده ووالدته اللذين يقومان بالعديد من الأعمال التطوعية ضمن مجموعة من المبادرات، لتكون عطلته الشتوية مليئة بمحطات مهمة تغطي مساحة كبيرة من الفراغ، وتنمي الحس الإنساني، وتجمع بين “الترفيه والقيم الإنسانية”.
تيم اعتاد، منذ أشهر طويلة، مشاركة عائلته والأصدقاء، تقديم العون والدعم للعديد من العائلات في مناطق عدة، وبخاصة الأطفال، بيد أن هذه العطلة تعني له ولعائلته الكثير، كونها تأتي في ظروف استثنائية، من حيث حاجة العائلات للمساعدات الشتوية لتجاوز قسوة الشتاء وبرده.
والدا تيم يعتقدان أن العطلة طويلة إلى حد ما، ورغم أنها تأتي في أجواء باردة وماطرة في أغلب الأيام، إلا أن ذلك لا يمنع من استثمارها في المساعدة ومبادرات الخير والتطوع، بما يناسب عمر الطفولة.
العطلة الشتوية التي بدأت منذ أيام قليلة وتنتهي في الرابع من شباط (فبراير) المقبل، تحتمل الكثير من الخيارات للأسرة في سبيل توفير مساحة مفيدة وممتعة للطفل في الوقت ذاته، وكل حسب إمكانياته، لذا، يلجأ الأهل إلى البحث عن تلك الخيارات، ومن هنا يأتي خيار التطوع كجزء من خطة الأهل خلال هذه الفترة.
عدد من النوادي الشتوية، أو المبادرات الخيرية، يكون لها نصيب من إسهام الأطفال في العمل التطوعي، وذلك من خلال المشاركة في توزيع المساعدات على المحتاجين، أو القيام بأعمال مجتمعية تطوعية تخدم المجتمع، كما في أنشطة رسم الجداريات في عدد من المناطق، التي من شأنها أن تُجمل الأماكن، وتسهم في تطوير واستغلال مهارات الرسم والموهبة لدى الأطفال.
وعلى سبيل المثال، تقوم مؤسسة “وصل” للتوعية والتثقيف، على تنمية حس التطوع لدى الطلبة في مختلف الأوقات، وتستمر معهم تلك الأعمال حتى في أوقات العطل المدرسية، وذلك من خلال إشراكهم بابتكار أفكار تنموية تطوعية في مجتمعاتهم وفي مختلف المحافظات، وبالتشارك بين طلبة المدارس الخاصة والحكومية.
والآن، بات هؤلاء الطلبة يخصصون جزءا من وقتهم لتطويع مهاراتهم الحياتية في مجال التطوع، الذي يمكن أن يتم استغلاله خلال العطلة الشتوية، الأمر الذي يشجع عليه الكثير من المختصين في هذا المجال، وخاصة ممن لم تتح لهم الفرصة بأن يكونوا ضمن فرق تطوعية في السابق، لرفع مستوى حس المسؤولية لديهم نحو مجتمعاتهم وبيئتهم المحيطة.
“تنظيف العمارة السكنية، تزيين بوابة العمارة وجمع النفايات في المحيط”، جميعها أعمال تطوعية متواضعة، ولكنها تفي بالهدف المنشود، وهو بث روح التعاون بين أطفال الحي. كما تقوم هناء مطوع على حث أطفالها وأبناء الجيران على التعاون بين الحين والآخر في تلك الأعمال كجزء من يومهم خلال اللعب في الحي الذي يقطنون فيه، وترى أنها طرق بسيطة، ولكنها مسلية في الوقت ذاته، وتدفعهم للمحافظة على محيطهم.
وعلى الرغم من أنها أعمال بسيطة ولا يمكن أن يرى البعض أنها تطوعية، إلا أنها تعتقد أن هذه الأعمال البسيطة التي يستمتع بها الأطفال باتت جزءا من حياتهم وتدفعهم للمشاركة والتعاون، وتنمي لديهم حب مجتمعهم وبيتهم والجيران. تقول “لعل تلك الأعمال البسيطة التي يقومون بها خلال العطلة تدفعهم إلى الاستمرار وتبني أفكار تطوعية جديدة خلال المستقبل”.
اختصاصي علم النفس التربوي الدكتور موسى مطارنة، يرى أن العطلة الفصلية هي مرحلة لاسترداد الأنفاس بعد فترة إرهاق نفسي للطلبة وعائلاتهم، ولا بد أن يكون في هذه المرحلة برنامج للأطفال والطلاب لاستعادة طاقاتهم وقدراتهم، وممارسة هوايتهم، وكذلك الأسرة بحاجة لهذه الإجازة، وعمل أنشطة مختلفة لهم.
ويعتقد مطارنة أن الطالب بحاجة إلى أن يشعر بنوع من الحرية، كونه كان مقيداً بالدروس والمتابعات والامتحانات، والاستيقاظ مبكراً، والآن يجب أن نعطيه مساحة أكبر لممارسة العديد من الأعمال التي يرغب بها، وفي الوقت ذاته أن تكون هناك أجواء مفيدة نفسياً وذهنياً وحركياً، وقد تكون الأعمال التطوعية جزءًا كبيراً منها، كما علينا أن نتبعد عما هو “إلكتروني لبعض الوقت”، الذي قد يفقدهم الاستمتاع بالأجواء المختلفة الآن.
وبالتالي، لا بد من أن نمنح الأبناء مرحلة من القدرة على التفاعل مع الطبيعة والمجتمع وألا تكون العطلة فقط مقتصرة على الترفيه؛ إذ يجب أن يكون هناك رحلات وزيارات يتبادلها الطفل مع الآخرين، والذهاب للأقارب في مختلف الأماكن، كما على الأهل إيجاد بيئة نفسية وأسرية مناسبة محفزة وهادئة للابن تشعره بقدرته على العطاء والإبداع حتى وإن كان بعيداً عن أجواء الدراسة والمدرسة.
كما كان مطارنة قد أكد أن العمل التطوعي الذي قد يقوم به الطفل في أي وقت، من شأنه أن يعزز ثقة عالية بالنفس، خاصة وإن شارك هذا العمل مع مجموعة من الأصدقاء أو حتى الأهل والوالدين، كما يجب على الوالدين تشجيعه ودفعه إلى المشاركة فيما يتناسب وقدراته في العمل الخيري، ليكون قادرا على العطاء على مدى سنوات عمره.
وعدا عن الأهمية المجتمعية التي يمكن أن يستفيد منها الطفل خلال المشاركة في الأعمال التطوعية، هناك جزء مهم يلفت إليه مطارنة، وهو التجربة الغنية لشخصية الطفل التي يمكن أن يشاهد من خلالها الكثير من فئات المجتمع، والمزيج الذي يعيش فيه ويزيد لديه القدرة على التعامل مع الجميع في مراحل حياته كافة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :