-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 19-12-2022 09:20 AM     عدد المشاهدات 182    | عدد التعليقات 0

مع نهاية (المونديال): هل سيعيش عشاق كرة القدم حالة من الكآبة؟‎‎

الهاشمية نيوز - مشاعر متناقضة يعيشها محبو كرة القدم مع اقتراب نهائيات مونديال كأس العالم، فما بين الحماس والشوق لمباريات بثت خلال الأيام الماضية، يختبئ الفراغ وبعض من الحزن لحقيقة توديعه والعودة للحياة المعتادة بعد الحماس والترقب الذي عاشه العالم مدة شهر كامل.
“ماذا كنا نفعل قبل كأس العالم؟” سؤال قد يطرح بطريقة طريفة ولكنها الحقيقة التي تنتظر الكثيرين، حيث تغيب من جديد هذه الأجواء الحماسية والفعاليات المشوقة وقد تدفع البعض للدخول في حالة من الحزن والاكتئاب بعدما أحيت هذه البطولة البهجة من خلال لحظات لا تنسى في جلسات واجتماع العائلية والاصدقاء وعاش فيها العالم أجمع 29 يوما بأجواء مونديالية بامتياز.
لم تقف هذه البهجة داخل جدران المنازل بل امتزجت في نقاشات العمل التي أصبحت جميعها عن المونديال والتحليل وتبادل الآراء بأجواء تملؤها البهجة والفرح وشغف الانتظار. الآن نودع كأس العالم على أمل اللقاء من جديد في العام 2026، وجميع ما عشناه جعلنا نتساءل فعلا ماذا سنفعل بعد ذلك؟ وكيف سنعود لذات الروتين؟.
ذلك ما يشعر به مراد (36 عاما) مع انتهاء هذه البطولة، بعد الحماس والشغف الذي عاشه، والآن يتساءل هل يمكن أن نعود بالزمن لنبدأ من جديد.
ويبرر مراد هذا الحزن بأن عودة هذا البطولة من جديد يحتاج الى مضي 4 سنوات أخرى وهذه مدة طويلة، لذلك يتفهم كل من يقول؛ ماذا كنا نفعل قبل المونديال، معبرا “نسينا أيامنا كيف كانت قبلها وقد أحببنا وأغرمنا بهذه المشاعر التي عشناها”.
ويشير مراد إلى أن هذه البطولة المميزة كانت الأجمل عبر التاريخ فهي من أعادت اللمات مع الاصدقاء بعد غياب بسبب الانشغال بالحياة، ليصنعوا لهم ذكريات لا تنسى بمشاركة مميزة للمنتخبات العربية.
وحال يارا (34 عاما) لا يختلف عن مراد فهي تفكر فعليا كيف ستقضي يومها بعد ما كان محور حياتها في هذا الشهر هو مونديال كأس العالم ومن مباراة لأخرى بأجواء عائلية ومناكفات رياضية مع اخوتها ووالدها، وذلك عند زيارتها بيت العائلة برفقة زوجها واطفالها للاستمتاع بالمشاهدة سويا.
مشاعر ممزوجة بين الحزن والوحدة تعيشها يارا وتعلم أنها وعائلتها ستدخل في حالة من الهدوء والشعور بالملل، فمع انتهاء المونديال ستغيب الاجواء والسهرات الممتعة، وتعود التفاصيل ذاتها.
أبو محمد ( 62 عاما) ينتابه حزن بانتهاء المونديال بعد ما اعادت له حماس الشباب واستمتع بمشاهدة المباريات مع ابنائه واحفاده.
ويشير أبو محمد إلى أن هذه الاجواء العائلية الرياضية تقربهم من بعضهم أكثر وتلغي الفارق العمري بينه وبين أحفاده ما جعلهم يدخلون في نقاشات حماسية مليئة بالفرح، وهذا ما سيغيب مع انتهاء المونديال ولا يخفي حزنه لانتهائه. ويقول معبرا عن حزنه “كيف خلص بسرعة ما بعرف بس هي هيك اللحظات المفرحة بتخلص بسرعة”.
اختصاصية علم النفس الدكتورة عصمت حوسو بينت أن الانسان عندما يعتاد على أشياء يحبها لفترة معينة وعندما يأتي موعد انتهائه يشعر بالضيق والحزن، حيث إنها أخذته من عالمه ومن الحياة والضغوطات لفترة مؤقتة ليعود بعدها لذات الضغوط المتعبة والمرهقة.
وتوضح حوسو أن اطلاق عبارة “اكتئاب ما بعد المونديال” هي تشبيه تصويري قد يشابه اضطراب ما بعد الصدمة تقريبا أو اكتئاب العطلة والاعياد، إذ أصبح يستخدم كمصطلح للتعبير عن نزول المزاج وتبدله، مبينة أن أعراضها قد تكون كبيرة لدى البعض، فقد يقرر الانسحاب أو يعيش الحزن والفراغ العاطفي مع انتهاء التجربة المميزة، وقد يرافق هذا الحزن الكسل وتجنب العمل والتهرب من القيام بأي شيء، كما سيرغب البعض في قضاء كل وقته في المنزل في تصفح الانترنت أو تجنب الناس.
وتشير حوسو الى أن مونديال كأس العالم هو حدث فريد يحدث مرة كل 4 سنوات ويوحد العالم وكل شخص من انحاء العالم باختلاف التوقيت يجلس في ذات اللحظة لمشاهدة ذات الحدث وهذه النقطة التي تجعل الانسان يستمتع بها مع عشاق كرة القدم من الذكور والاناث.
وتلفت حوسو الى أن الإناث برزن على الساحة الرياضية في العصر الحديث بسبب التسويق الشيق والرغبة بمتابعة حدث عالمي، حيث أصبح هنالك شريحة كبيرة متابعة لكرة القدم حتى وإن لم تكن تدرك كل تفاصيلها ولكنها الرغبة بالمشاركة ولتكن جزءا من هذا الحدث الذي لن يتكرر الا بعد سنوات.
وتضيف حوسو أن المرأة بذلك أصبحت قادرة على أن تندمج مع زوجها وأولادها في هذه الفترة من المباريات ولم تعد هذه الامور تصنع مشاكل كبيرة كما في مضى.
هذه العوامل المجتمعة، جعلت الإنسان يعيش هذه اللحظات الجميلة و”بالذات في الوقت الحالي الذي نحن فيه محتاجون للحظات تنسينا الضغوط”، وفق حوسو.
وتشير حوسو إلى أن هذا البطولة توحد جميع افراد الاسرة والاصدقاء لمتابعة نفس الحدث والتفاعل، فتعلو الاصوات ويعبر الانسان عن رأيه براحة تجاه الكرة وفريقه المفضل.
وكل هذه العوامل تجعل البعض عندما ينتهي هذا الحدث والطقوس المحيطة به يشعر بتغير المزاج بحسب حوسو، والعودة من جديد للحياة الاعتيادية.
وتشير حوسو إلى أن الانسان استطاع في وقت المونديال أن ينفصل ولو قليلا عن ضغوط الحياة والتركيز مع الرياضة بكل ما فيها من توتر وقلق، وفرح مع فوز من يشجع بهذه الحدث، لذلك هنالك جمالية ومتعة خاصة سواء للذكور والإناث.
لذلك سيرافق البعض شعور الحزن والضيق عند انتهاء كأس العالم لفترة بسيطة، ويبقى الحديث عن المباريات واسترجاع الاحداث. وتنصح حوسو بالإبقاء على هذه الاجواء من خلال مقابلة الاصدقاء وابقاء اللمات العائلية بأجوائها المبهجة.
وذكرت مؤسسة الصحة العقلية الأميركية، علاقة كرة القدم والبطولة بالصحة العقلية، إذ ذكرت المؤسسة، أنّ الشعور بالمتعة لدى المشجعين هو نوع من التنفيس عن الإحباط لأشهر أو لسنوات، لكن نهاية الحدث ستترك لدى البعض فراغًا عاطفيًا.
مؤسسة الصحة العقلية، ذكرت أيضًا حمى ما بعد كأس العالم والتي تتمثل أعراضها في الحزن والكسل، وقدّم المختصون نصائح استباقية لتخطي هذه المرحلة، أهمها تنظيم هواية بديلة أو نشاط اجتماعي منتظم، مع تجنب متابعة إعادة المباريات تجنبًا للهوس.
ونصحت المؤسسة، أيضًا بضرورة ألا تنطوي على نفسك، إذ يعتبر حبس النفس وتجنب المناقشات والمحادثات فجأة بسبب غياب الرابط المشترك بينك وبين الآخرين عاملًا في زيادة الشعور بالاكتئاب، لذا يفضل مقابلة الأصدقاء الذين يشاركونك نفس الشغف بالأمور المتنوعة.
وأشارت مؤسسة الصحة العقلية، إلى أنّه كلما قرر الشخص الاهتمام بأي شيء في حياته يصبح أكثر عرضة للأذى والغضب والانفعال من جراء الخسارة، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على تشجيع كرة القدم، لذا من الطبيعي أن يشعر الشخص بأعراض الانسحاب أو الحزن الشديد والفراغ العاطفي مع انتهاء تجربة المونديال.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :