المونديال .. عائلات تستعد لبدء المنافسات في البيوت وسط أجواء مبهجة

الهاشمية نيوز - مع بدء العد التنازلي لانطلاق مونديال كأس العالم؛ بدأت العائلات تستعد لاستقباله بأجواء تملؤها البهجة والفرح وشغف الانتظار الذي طال 4 أعوام.
البيوت وكأنها تدخل في حالة من التأهب، صغار وكبار، وأزواج ينسجون خططا جديدة في كيفية ترتيب الجلسات وسط حضور أفراد العائلات الممتدة، مع توقيف أي نشاطات اجتماعية خارج أجواء المونديال.
ليست “الدوحة” وحدها من تستعد لاستقبال مباريات كأس العالم بحفاوة، بل هو حال الكثير من الأسر التي بدأت بتحضير منازلها وترتيب أولوياتها استعدادا لحضور المباريات التي ستقام في دولة قطر، حيث بدأت اشتراكات الباقات الرياضية المشفرة وشراء شاشات التلفاز الكبيرة “لرؤية أوضح”، في حين عمد كثيرون لتحضير صالون البيت استعدادا لمشاهدة المباريات.
في الوقت الذي تستعد به قطر لاستقبال وفود الدول المشاركة في كأس العالم يقوم خالد الحديدي بتجهيز قوائم مواعيد المباريات التي يرغب بمتابعتها ضمن جدول زمني علقه في صالة المنزل.
اتفاقية عقدها الحديدي مع أفراد أسرته خلال فترة المونديال كان أهم عناوينها منع الزيارات العائلية وأي نشاطات خارجية أو استقبال أي أحد في المنزل ما لم يكن يرغب في متابعة المباريات.
مهند الجالودي قام بانشاء مجموعة عائلية على موقع التواصل الاجتماعي وواتس أب لحضور المباريات في بيته وبيت إخوانه على الترتيب ليتمكنوا جميعا من متابعة المباريات معا طوال فترة كأس العالم.
ويقول الجالودي “نحن عائلة نعشق كرة القدم وتجمعنا المباريات دائما في لمات عائلية مميزة”، واصفا الأجواء الحماسية والسعادة التي يشعر بها أفراد العائلة خلال متابعتهم للمباريات، فضلا عن فقرات الطعام والسناكات التي يقدمها كل من تكون عليه سهرة المباراة في ذلك اليوم.
الاستعدادات لكأس العالم طالت أيضا مونة البيت، إذ أن إعلان حالة الطوارئ لاستقبال كأس العالم تناول المزيد من الطعام وأصناف الحلويات والموالح المختلفة بحسب ليلى عطية، لافتة إلى أن زوجها قد “أصدر فرمانا بتجهيز كل ذلك قبل بدء المونديال”.
أجواء عائلية تزامنت مع أجواء الشتاء تزيد من حميمية اللقاءات برفقة الأصدقاء كذلك، لمتابعة المباريات والتي تعتبر فرصة حقيقية لاجتماع من جديد وسط أجواء يسودها حالة من الحماس.
من جهة أخرى تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من المنشورات الطريفة التي تطال حال بعض الأسر والعائلات التي يتابع أفرادها كأس العالم والتي ستعيش حالة كبيرة من التوتر خلال الأيام القادمة.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” منشورا فكاهيا حمل نصائح أسرية لضمان استقرار العائلة إلى حين انتهاء كأس العالم يشرح حال متابعي مباريات كرة القدم بدرجة عالية من الفكاهة كان أهم عنوان لها أن “المسافة بين الرجل وبين التلفزيون تعتبر مجالا جويا عسكريا غير مسموح الوقوف فيها أو حتى عبورها”.
تأتي فعاليات كأس العالم من جديد لتحيي العلاقات الاجتماعية وتعيد الألق وتكسر روتينها اليومي وتوفر مزيدا من الأوقات الحميمية والمناكفات الرياضية التي تضفي نكهة فكاهية على اللمات العائلية.
من جهته يشير أخصائي علم الاجتماع الدكتور محمد جريبيع إلى خصوصية كأس العالم لهذا العام وتميزه باعتباره في دولة عربية قريبة من الأردن وفي حالة تعاطف كبيرة مع قطر ومشاعر فخر واعتزاز بأنها تقام في دولة عربية.
وتختلف فعاليات كأس العالم لهذا العام عن غيرها بحسب جريبيع بتزامنها مع فصل الشتاء الذي يتميز بترابط العلاقات الاجتماعية الأسرية وتكون العائلة أقرب إلى بعضها وتقضي وقتا أطول، ومن جهة أخرى تقل المناسبات الاجتماعية التي عادة ما تكثر في فصل الصيف.
كأس العالم كحدث رياضي يجمع جميع الناس حتى الذين لا يهتمون بالرياضة بشكل كبير، وفق جريبيع حتى النساء اللواتي عادة لا يهتممن بالرياضة، إلا أن حضورهن يكون قويا وبارزا ومتابعتهن حثيثة للمباريات في كأس العالم.
ويقول جريبيع “كأس العالم اليوم هو الحدث العالمي الأبرز والمسيطر على كل الجلسات العائلية وحتى منصات مواقع التواصل الاجتماعي”، معتقدا أنه فرصة قوية جدا لالتفاف الأسرة حول بعضها وخلق أجواء أسرية جميلة.
وما يميز اللمات الاجتماعية التي ترافق كأس العالم وفق جريبيع هو مواعيد بث المباريات التي تبقى طوال اليوم خصوصا ما بعد الساعة السادسة والتي تدفع الكثير من الآباء والأبناء للبقاء في المنازل ومتابعة المباراة مع عائلاتهم وهي مناسبة للاجتماع حول حدث معين يلفت اهتمام الجميع.
وأكثر ما يميز سهرات كأس العالم المناكفات الرياضية التي تزيد من الحالة الفكاهية وأجواء المرح، خصوصا عندما يكون هناك تنافس في تشجيع الفرق الرياضية المشاركة بحسب جريبيع.
ووفق جريبيع، هنالك زيادة باهتمام الأردنيين في الأعوام الأخيرة في الرياضة بشكل كبير على مستوى الأردن وأصبحت مواقع التواصل منصة لتحليل الكثير من المباريات والأخبار الرياضية.