-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 21-10-2022 09:52 AM     عدد المشاهدات 189    | عدد التعليقات 0

(رحلة ألم مليئة بالأمل) ناجيات يسردن قصصهن لنشر التوعية بالفحص المبكر

الهاشمية نيوز - في تشرين الأول (أكتوبر)، أينما التفت الشخص يظهر اللون “الوردي” أمام ناظره يزين شوارع المملكة بإعلانات تحمل رسالة توعية ومحبة واهتمام لكل سيدة، بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي.
وتتشارك العديد من مؤسسات المجتمع المحلي مع مركز الحسين للسرطان والبرنامج الأردني لسرطان الثدي، مع حملة “فكر بالوردي” من باب “المسؤولية المجتمعية” للتذكير بأهمية “التوعية للكشف المبكر عن سرطان الثدي”.
“صورة للحياة… افحصي”، شعار أطلقه البرنامج الأردني لسرطان الثدي لحملة هذا العام، فمع بداية شهر تشرين الأول (أكتوبر)، تمتلئ شوارع المملكة باللون “الوردي” الذي يرمز إلى حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وليس فقط الأردن بل العالم أجمع يضاء بهذا اللون.
وفي هذا الشهر، تسعى مؤسسات المجتمع المحلي لتفعيل دورها المجتمعي وتقديم يد العون والمساهمة في نشر التوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، في مبادرات وأنشطة تشاركية مع العديد من الناجيات “البطلات” اللواتي استطعن محاربة هذا المرض بالأمل والإيمان، وذلك من خلال مشاركة قصص نجاتهن من هذا المرض.
عشرون ناجية “بطلة” صاحبات قصص نجاح حاربن السرطان بكل قوة، تحدثن عن تلك التجربة في إفطار جمعهن مع موظفي شركة القدس للتأمين، في مبادرة نظمتها اللجنة المجتمعية “أهلنا” للشركة في خطوة تشاركية، وكنوع من الدعم المعنوي والمساندة لهن والتوعية في الوقت ذاته.
وفي هذا اللقاء، نقلت السيدة ربى قصتها مع المرض الذي اكتشفته العام 2013 عن طريق الفحص الذاتي الذي كانت تقوم به باستمرار حفاظا على صحتها.
اكتشافها المبكر لهذا المرض أسهم في تسريع رحلة شفائها وقلل من معاناتها في مرحلة العلاج بعملية جراحية لاستئصال الورم، ومن بعدها اتجهت للعلاج الهرموني مباشرة دون الحاجة للكيماوي أو الإشعاعي.
وتوجت ربى بنصح السيدات بأهمية الفحص المبكر، لأنه يساعد ويجنب المرأة الكثير من خطوات العلاج ومعاناة المرض، كما شجعت على أهمية أن يكون هناك متابعة وفحص، وقبل سنتين تلقت خبر شفائها التام، والآن هي ضمن عائلة الناجيات “البطلات” تحمل معهن رسالة التوعية بالفحص المبكر للمساهمة في نشر رسالة البرنامج الأردني لسرطان الثدي.
بينما فاطمة شيوخي، كانت في لهفة لمشاركة الناجيات في هذا الإفطار لمشاركتهن خبر نجاتها، فقد حصلت على نتيجتها النهائية بعد فحص الماموجرام الذي تم تأكيد وصولها الى مرحلة الشفاء قبل أيام قليلة، لتكون بذلك ناجية جديدة تنضم الى صفوف الناجيات.
وتحدثت شيوخي عن رحلتها مع المرض واكتشافه بمحض الصدفة، فقد شعرت بشيء غريب في جسدها، وقامت بالفحص الذاتي وتوجهت بعدها للفحص للتأكد من سلامتها، ورغم خوفها من احتمال إصابتها، إلا أنها تحلت بالقوة والإيمان لتقبل النتائج أيا كانت.
وبعد تأكيد المرض، استجمعت شيوخي قوتها من أجل عائلتها، وبدأت رحلة العلاج التي لم تتم سنتها الرابعة فيها إلا وهي متعافية من المرض.
وتضيف شيوخي أن العلاج الكيماوي لم يكن سهلا عليها، ولكنها بالرغم من ذلك تعتبرها فترة ذهبية غيرت الكثير من الأمور في حياتها وقامت بإعادة هيكلتها تماما وتغيرت بذلك شخصيتها وتفكيرها.
“رحلة ألم ولكنها مليئة بالأمل”، بهذه الكلمات اختصرت شيوخي رحلة علاجها، فقد وجدت المساندة من أشخاص كثر في حياتها لم تكن تعلم بوجودهم، وقد اقتربت منهم خلال هذه الرحلة ولمست طيبة واتساع قلوبهم.
“لعل الخير يكمن بالشر”، تقول شيوخي، فقد حمل هذا المرض الخير في داخله رغم لعنته، والذي يكمن في معرفتها بالكثير من الناجيات اللواتي أصبحن أخوات لها مع الأيام، مضيفة “مررنا برحلة علاج كانت قاسية وصعبة، ولكن الأمل والإيمان كانا عنوانها”، فقد جمعهن المرض ورحلة الألم نفسها ولكن تمسكن بالأمل والحياة.
بينما الناجية منال عبوي اكتشفت إصابتها في العام 2008 خلال فحص روتيني تقوم به في إحدى العيادات الخاصة، وفي وقتها لم تكن مدركة لتغيرات في جسدها أو دلائل على المرض، وقد اتجهت للفحص، وتم تأكد إصابتها بسرطان الثدي بالدرجة الثالثة، وهي مرحلة متقدمة، ومع ذلك بدأت رحلتها مع العلاج الكيماوي والأشعة وتم شفاؤها.
ولكن قبل 5 سنوات، للأسف، انتشر لديها في الكبد والعظام والرئتين، وحتى الآن ما يزال يغزو جسدها وتحاربه بقوة وتأخذ حبوب الكيماوي للقضاء عليه، فما عاد وريدها يتحمل، ولكن ما يزال الأمل موجودا بشفاء قريب.
وكما انتصرت على سرطان الثدي ستنتصر على الباقي بقوتها، مؤكدة “سأنتصر عليه قبل أن ينتصر علي”، والأهم من هذا كله أن حالتها النفسية مستقرة.
وتوجهت بالشكر لمركز الحسين للسرطان الذي يدعم كل مريض ويقدم له الرعاية الصحية والنفسية، مبينة أنهم يدركون تماما أهمية الصحة النفسية في العلاج ودوره الكبير في تسريع الشفاء وإمدادهم بالقوة للاستمرار في هذه المعركة، بتقديم جلسات دعم مستمر للمصابات.
وتبين عبوي أنها والمصابات استطعن تكوين صداقات وأصبحن عائلة واحدة داعمة ومشجعة، بالرغم من مرافقة المرض لهن، لكن هذه الصداقة دعمت الحالة النفسية لكل سيدة، بقولها “لقد جمعنا المرض ولم يقف أمامنا بل عشنا الحياة معه وجربنا كل ما نحب”، مؤكدة أن الذي يقضي على المرض بالمرتبة الأولى هو الحالة النفسية الجيدة.
وتذكر عبوي أنه في أول مرضها خاطبت نفسها وواظبت على تشجيع نفسها واتكلت على الله، فالموت قد يأتي بأسباب أخرى و”المرض ليس موتا”، منوهة إلى أن من ينظر له من بعيد يعتقد أن “السرطان” موت، لكن هو حياة بالنسبة لهن وتحد، للاستمرار بالإيمان والأمل، فقد جمعتهن عائلة محبة ومساندة وداعمة وبيت كبير يحتضنهن، فقد أصبح مركز الحسين للسرطان بيتهن الثاني.
وخلال الحوار، تحدثت السيدات عن برنامج تأمين “رعاية”، المقدم من مركز الحسين للسرطان، الذي تقوم شركة القدس للتأمين بتقديمه لجميع موظفيها، نظرا لأهميته ودوره كخطوة أولية للتوعية من المرض.
كما دعمت السيدات بعضهن بعضا بقصصهن من خلال الاستفادة من تأمين “رعاية”، وهو عبارة عن تأمين تكافلي اجتماعي غير ربحي، يضمن لمشتركيه العلاج حصريا في مركز الحسين للسرطان، وتؤكد السيدات اللواتي استفدن من البرنامج أنه يعد الطريقة الفضلى لمساعدة السيدات في رحلة العلاج “مادياً” ومعنوياً في الوقت ذاته.
وخلال الفعالية، تحدثت مسؤولة العلاقات العامة والإعلام في البرنامج الأردني لسرطان الثدي، سحر مشارقة لـ”الغد”، عن البرنامج الأردني لسرطان الثدي وإطلاقه مبادرة “فكر بالوردي”، وهي مبادرة من المجتمع المحلي تقوم على المجتمع ككل ليخرجوا بأفكار للمشاركة مع البرنامج في حملته.
وتبين أن هذه الأفكار تتنوع بين إشراك الناجيات معهم في بعض الأعمال والفعاليات أو عن طريق المحاضرات التوعوية للمجتمع، والبعض يقوم باحتفالات للتعبير بها عن مساندتهم للناجيات، وفي الوقت ذاته يقومون بالتوعية أكثر بأهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي.
وتؤكد مشارقة، أن هذه الفعاليات تأتي بمعنى التشاركية بينهم وبين المجتمع المحلي من المؤسسات والجمعيات، مبينة أن حملة هذه السنة “صورة للحياة.. افحصي” أتت استكمالا لحملة السنة الماضية “تصورتي”، عندما سألنا سيدات “أنتِ دائما تتصورين في مناسباتك المهمة من نجاحك وتخرجك من الجامعة ليوم ميلادك وزفافك… هل فكرتِ أن تتصوري صورة “الماموجرام” لمرة واحدة في السنة من أجل سلامتك؟”، مبينة أن البرنامج يذكر السيدة دائما بأن صورة الماموجرام لمرة واحدة بالسنة يجب أن تكون على سلم أولوياتها، وذلك لأنها الفحص الأكثر فاعلية للكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وتبين مشارقة، أن الحملة لهذه السنة تحمل شعار “صورة للحياة.. افحصي”، وسعوا خلالها لمشاركة الجميع في حملة التوعية من خلال هذه الفعاليات، فالبرنامج على شراكة مع المجتمع المحلي بجميع مؤسساته والقطاعين العام والخاص، فهم الذين آمنوا برسالة المركز وإيصالها لهذا الإنجاز الذي نعيشه اليوم من التطور والانتشار.
والأهم من ذلك “التشاركية” مع المجتمع المحلي بكل قطاعاته، وهذا هو العنصر الذي تركز عليه مؤسسة الحسين للسرطان والبرنامج الأردني لسرطان الثدي، وفق مشارقة.
وعبرت مشارقة عن امتنانها لشركة القدس للتأمين، فقد كانت مبادرة رائعة لإشراك ناجيات مع موظفي الشركة لنشر التوعية بطريقة عائلية، وهذا ما يقدروه من هذه المؤسسات.
المدير العام لشركة القدس للتأمين السيد عماد مرار، تحدث لـ”الغد”، عن إنشاء اللجنة المجتمعية “أهلنا” قبل عام، التي هدفها الأساسي التركيز على جميع جوانب التنمية المستدامة ودعمها، إضافة الى التركيز على الدور المجتمعي للشركة.
ويبين مرار “أنه في كل سنة يتم التركيز على شهر “أكتوبر” وحملة “فكر بالوردي”، ولكن هذه السنة أردنا أن نكون داعمين معنويا، من خلال مشاركة الموظفين بهذه التوعية بتنظيم فعالية إفطار تجمعهم بالناجيات”.
“إضافة إلى مشاركة الناجيات قصصهن والفرحة بالوصول الى الشفاء التام ونشر التوعية بين الموظفين، فـ”القدس للتأمين” هي إحدى الشركات الداعمة لمؤسسة الحسين للسرطان، وكل موظف بالشركة يقدم له تأمين “رعاية” إيماننا بأهمية الفحص المبكر وضرورته”، وفق مرار.
وقد أسهمت “القدس للتأمين” بوضع بعض اللمسات الإيجابية التي تشير فيها إلى التوعية بأهمية الفحص المبكر؛ حيث ارتدى فريق اللجنة المجتمعية “أهلنا” اللون الوردي، إلى جانب جلوس الناجيات مع الموظفين ومشاركة قصصهن، في خطوة للتشاركية والتوعية بأهمية الفحص المبكر.
وتأتي هذه المبادرة في إطار إدامة التفاعل مع المجتمع المحلي وكجزء من مسؤوليتها المجتمعية باعتبارها إحدى الجهات الداعمة لمؤسسة ومركز الحسين للسرطان، وتعزيز حضورها الإيجابي في مختلف الفعاليات المحلية والاجتماعية، وفق مرار.
وخلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، يقوم البرنامج الأردني لسرطان الثدي، بالعديد من الفعاليات المختلفة في معظم محافظات المملكة في سبيل زيادة الوعي في المجتمع الأردني بأهمية الفحص المبكر من خلال برامج ثقافية، ترفيهية، وحوارية عدة، لتضمن وصولها إلى أكبر عدد ممكن من السيدات.
وتشارك عشرات المؤسسات في المملكة بتنظيم فعاليات موازية وبالتعاون مع البرنامج، كنوع من الدعم المجتمعي لتلك المؤسسات للبرنامج، ويهدف إلى مشاركة السيدات قصصهن الملهمة ودعمهن في الوقت ذاته.
ويشار إلى أن البرنامج الأردني لسرطان الثدي الذي تأسس العام 2007، هو مبادرة وطنية شاملة تعمل بقيادة ودعم مؤسسة ومركز الحسين للسرطان ووزارة الصحة، ويهدف البرنامج إلى تقديم خدمات الكشف المبكر عن سرطان الثدي لجميع النساء في الأردن، بهدف تخفيض معدلات الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي، والهدف الرئيسي للبرنامج هو نشر الوعي في كل محافظات المملكة، وإيصال رسالة البرنامج “أن الكشف المبكر ينقذ الحياة” لكل المجتمع الأردني.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :