-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 09-10-2022 09:21 AM     عدد المشاهدات 244    | عدد التعليقات 0

(اختار إلي بيعجبك) .. (لوجه الله مش للبيع): منصات التواصل تؤمن حاجة المحتاج

الهاشمية نيوز - “تعالي اختاري إلي بيعجبك من دون فلوس”.. عشرات الرسائل وصلت البريد الخاص لتهاني على صفحتها عبر الفيسبوك بعد أن شاركت منشورا لها على مجموعات تستفسر عن فساتين سهرة بسعر منخفض لتحضر حفلة زفاف أخيها.
لم تتوقع تهاني التفاعل الكبير الذي وجده منشورها، حيث بادرت الكثير من عضوات المجموعة بعرض تقديم مساعدة لها دون مقابل، الأمر الذي ترك أثرا طيبا في نفسها.
ذات الشيء، حصل مع بيسان عمرو التي شاركت سؤالا لها على مجموعة للأمهات على موقع التواصل الاجتماعي على الفيسبوك تبحث عن “جهاز خاص بالبيبي بسعر معقول”، في ظل ارتفاع أسعار متعلقات الأطفال حديثي الولادة.
ثوان معدودة وبدأت التعليقات من الأمهات المتواجدات على الجروب اللواتي أعربن عن رغبتهن في مساعدة بيسان وتزويدها بما ينقص طفلها من مستلزمات الأطفال الفائضة عن حاجتهم.
ثياب حديثي ولادة وكرسي أطفال وسرير هزار وغيرها من متعلقات الأطفال التي بدأ الأمهات بتصويرها ومشاركتها على المجموعة، حتى أن البعض منهن عرض أيضا خدمة التوصيل المجاني.
كسرت مواقع التواصل الاجتماعي “حاجز الخجل” لدى الكثير من الناس الذين يخجلون من طلب المساعدة بشكل مباشر ومنحت آخرين منصات لتقديم الدعم والمساعدة ومؤازرة المحتاج من دون أن يعرّضه ذلك للإحراج.
لا تقتصر المساعدات على الملابس فحسب، فقد عرضت أم علاء على مجموعات الأمهات على الفيسبوك مجموعة من كتب المنهاج الدولي المستعملة لعدة صفوف والتي تعرف بارتفاع سعرها لمساعدة الأسر التي تحتاج هذا النوع من الكتب فلا تضطر لشرائها نظرا للظروف المادية الصعبة التي يعاني منها أولياء الأمور مع بداية العام الدراسي.
ومع الاستعداد لاستقبال فصل الشتاء يبدأ الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الإعلان عن توفر مدافئ كهربائية وغاز وفي أحيان أخرى يعرض البعض توفر حطب لمن يحتاج ولا يستطيع دفع ثمنه، في حين يشارك آخرون منشورات عن توفر سجاد مستخدم وحرامات لمن يحتاجها قبل بدء موسم الشتاء.
“خليني أشوف الفيسبوك”، هذا ما قالته شيرين التي ضاقت ذرعا من البحث عن سرير طبي لوالدها المريض، فلجأت إلى مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي علّها تجد “سريرا طبيا مستخدما فائضا عن حاجة صاحبه”.
أخصائي علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي يشير بدوره إلى أهمية وجود هذا النوع من المنصات التي توطد العلاقات الاجتماعية وتزيد من فرصة التعارف بين الناس وتمكنهم من تبادل القطع وتزيد التعارف والتبادل بينهم.
من جهة أخرى؛ يلفت الخزاعي إلى أن وجود مثل هذ المنصات يزيد شعور الناس مع بعضهم البعض وتعرفهم مدى حاجة الناس لبعض الحاجيات التي يمتلكونها ولا يحتاجونها فيسعون لتأمينها للناس غير المقتدرين.
ويعطي تبادل الناس للقطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي قدوة حسنة للأبناء لممارسة مثل هذه السلوكيات حتى مع زملائهم في المدارس كما تظهر المشاعر الدافئة الموجودة عند الناس وتتجسد بالمساعدة والدعم.
ويعتبر الخزاعي هذا الأمر استغلالا جيدا وأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي وتنمية لروح المبادرة وتلمس احتياجات الناس ونوع من أنواع الصدقة التطوعية، بحيث يتطوع أصحابها بها من دون أن يطلب منهم أحد ذلك بشكل مباشر وهي من أهم الأعمال وأنبلها ولها ثواب كبير.
وتترك مثل هذه الأعمال بحسب الخزاعي أثرا طيبا عند الناس الذين تقضى حاجاتهم، فكثير من الناس يكون لديهم بعض الممتلكات التي تزيد على حاجتهم أو لم يعد لهم حاجة بها فيستثمرون بها في فعل الخير، ويقومون بإعطائها لمن يحتاجها أو لمن يطلبها عبر مجموعات مواقع التواصل وهو نوع من أنواع التكاتف الاجتماعي في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في الأردن.
وأصبح اليوم الاهتمام متزايدا باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بحسب الخزاعي، خصوصا الفيسبوك فقد أصبح منصة لتوطيد العلاقات الإنسانية ووجهة للكثير من الناس لإيجاد منصات للتبرعات وتقديم المساعدة وتبادل الاحتياجات والعلاقات الاجتماعية ذات الطابع الإنسانية.
“#لوجه_الله مش (للبيع) الي عنده شي مو بحاجته ومستعد يعطيه لغيرو بدون مقابل.. ينزله على التعليقات أو على الخاص شو ما كان الإشي ينزله.. هالاشي ممكن يساعد كثير ناس يمكن انت بنظرك الشي مش مستاهل بس يكون فيه ناس بحاجته”؛ تلك بعض من العبارات التي تنشر من حين لآخر لكي تشجع الأفراد على تقديم المساعدة والتبرع لمن يحتاج وفي ذلك أجر كبير.
خبيرة علم الاجتماع الدكتورة فادية الإبراهيمي تلفت بدورها إلى إيجابية هذا العمل المجتمعي الإلكتروني وتقديم خدمات تطوعية مجانية عبر مواقع التواصل والتي من الضروري تفعيلها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة.
وتعتبر الإبراهيمي هذه الظاهرة الإيجابية في مضمونها هي استهلاكية واقتصادية وفيها تبادل للمنتجات والسلع والأدوات بأشكالها المختلفة وهو أمر جيد وله قيمة اجتماعية ثمينة.
ويساهم هذا النوع من التكافل الاجتماعي بتخليص مالك السلعة من الاحتفاظ بسلعة لا حاجة له فيها وإعطائها لأشخاص لا يملكونها وآخرون يرغبون بإعطائها لمن يستحقها، لكن لا يعرفون الطريقة بايصالها، فيستغلون تلك المنصات الاجتماعية للبحث عمن يحتاجون هذه السلعة.
ووجود مثل هذه المنصات تمنح فرصة كبيرة للناس الذين يبحثون عن عائلات محتاجة للتواصل معهم وربما تحتاج ما هو فائض لدى غيرهم وفق الإبرهيمي.
من جهة أخرى، فإن هذه المنصات تعفي متلقي الحاجة أو السلعة من الحرج، فلا يضطر للطلب ويحفظ هيبته ولا يعرضه للإحراج أبدا لأن السلعة معروضة وتقدم من باب الأعمال التطوعية والتكافل الاجتماعي.
وتقول الإبراهيمي “هذه المنصات وجدت فضاء لهذه الممارسات الاجتماعية وسهلت الوقت والجهد”، كما أنها أعطت خيارات أكثر لمعرفة المحتاجين.
وتدعو الإبراهيمي إلى ضرورة الاستفادة من هذه المنصات للقيام بالأمور التي تدعم التكافل الاجتماعي والتواصل وتعزز قيم التعاون في ظل صعوبة الحياة، كما وتشجع الآخرين على عدم الاحتفاظ بالأمور الفائضة عن حاجتهم من دون فائدة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :