تاريخ النشر - 05-10-2022 10:02 AM عدد المشاهدات 312 | عدد التعليقات 0
في المولد النبوي الشريف
الهاشمية نيوز - سعيد يعقوب
بِمَدِيح ِ «أَحْمَدَ» تَفْخَرُ الأَشْعَارُ *** إِنْ مَسَّ قَوْمًا بِالمَدِيح ِ فَخَارُ
مَا زِيدَ بِالأَشْعَارِ قَدْرًا إِنَّمَا *** أَعْلَتْ بِهِ مِنْ قَدْرِهَا الأَشْعَارُ
وَمَدِيحُهُ تَاجٌ يَتِيهُ بِدُرِّهِ *** شِعْرِيْ وَتَغْمُرُ وَجْهَهُ الأَنْوَارُ
إِنِّيْ لأَخْجَلُ أَنْ تَسِيرَ قَصَائِدِيْ *** شَمْسَاً لَهَا فيْ المَشْرِقَيْنِ مَسَارُ
تَرْتَادُ أَرْضًا بَعْدَ أَرْضٍ شُهْرَةً *** وَلَهَا دِيَارُ العَالمَينَ دِيَارُ
وَكَأنَّمَا أَشْعَارُ غَيْرِيْ أَنْجُمٌ *** وَكَأنَّ شِعْريْ لِلنُّجُوم ِ مَدَارُ
وَلَدَى مَدِيحِكَ يَا رَسُولُ يُصيبُنِيْ *** عِيٌّ وَيَمْلُكُ خُطْوَتِيْ إِقْصَارُ
فَكَأنَّنِيْ مَا كُنْتُ نَهْرًا دَافِقًا *** بِالشِّعْرِ تَحْسُدُ دَفْقَهُ الأَنْهَارُ
وَكَأنَّنِيْ مَا كُنْتُ طَيْرًا شَادِيًا *** مِنْ شَدْوِهِ تَتَعَلَّمُ الأَطْيَارُ
وَكَأنَّنِيْ مَا كُنْتُ زَهْرًا عَابِقًا *** فيْ الرَّوْضِ تَغْبطُ نَشْرَهَ الأَزْهَارُ
فَاعْذِرْ رَسُولَ اللهِ جِئْتُ مُقَصِّرًا *** أَوَ لَيْسَ عِنْدكَ تُقْبَلُ الأَعْذَارُ
***
هَذا مَقَامُ « مُحَمَّدٍ « مَنْ دُونَهُ *** كِسْرَى وَقَيْصَرُ فَالكِبَارُ صِغَارُ
مَا قِيلَ مِنْ مَدْحٍ بِغَيْرِكَ ضَائِعٌ *** وَأَجَلُّ مَعْنَىً فِيهِ مِنْكَ مُعَارُ
فَجَوَادُ فَضْلِكَ جَاءَ أَوَّلَ سَابِقٍ *** وَعَلا سِوَاهُ لَدَى السِّبَاقِ غُبُارُ
مِنْ عَهْدِ آدَمَ لِلْقِيَامَةِ لَنْ يُرَى *** فيْ الكَوْنِ مِثْلُكَ أَيُّهَا المُخْتَارُ
بِأَبِيْ وَأُمِّيْ يَا أَجَلَّ ذَوِيْ العُلا *** وَأَعَزَّ مَنْ تَسْمُو لَهُ الأَنْظَارُ
إِنْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ الوَرَى وَأَجَلُّهُمْ *** قَدْرًا فَلَيْسَ إِلى سِوَاكَ يُشَارُ
وَكَأنَّمَا لَكَ أَنْتَ وَحْدَكَ فيْ الدُّنَا *** خُلِقَ الجَلالُ وَأُفْرِدَ الإِكْبَارُ
إِنْ قُلْتُ « أَحْمَدُ « فَاحَ مِنْ شَفَتِيْ شَّذَىً *** وَسَرَتْ صَبًا وَتَألَّقَتْ أَقْمَارُ
إِنِّيْ عَقَدْتُ بِهِ رَجَائِيْ مُوقِنًا *** أَنْ سَوْفَ تُقْطَفُ لِلرَّجَاءِ ثِمَارُ
فَهْوَ المُرَجَّى لِلشَّفَاعَةِ يَوْمَ لا *** مَالٌ وَلا جَاهٌ وَلا أَنْصَارُ
إنِّيْ لأَرْجُوَ أَنْ أَنَالَ جِوَارَهُ *** وَمَنِ اسْتَجَارَ بِهِ فَسَوْفَ يُجَارُ
***
كُنَّا رَسُولَ اللهِ قَبْلَكَ أُمَّةً *** تَنْتَاشُهَا الأَنْيَابُ وَالأَظْفَارُ
الفُرْسُ مِثْلُ الرُّومِ تَمْلُكُ أَمْرَنَا *** وَكَأنَّنا شَاةٌ وَهُمْ جَزَارُ
وَكَأنَّمَا أَوْطَانُنَا سِلَعٌ تُبَاعُ وَتُشْتَرَى وَكَأنَّهُمْ تُجَّارُ
وَحَيَاتُنَا فَوْضَى فَجَهْلٌ مُطْبِقٌ *** وَالظُّلْمُ يَنْخَر ُ عَظْمَنَا وَالثَّارُ
حَتَّى أَتَيْتَ لَنَا بِنُورٍ سَاطِعٍ *** فَجَلَى الظَّلامَ وَشَعَّ مِنْهُ نَهَارُ
أَحْيَيْتَ بِالقُرْآنِ أَنْفُسَنَا كَمَا *** أَحْيَتْ مَوَاتاً فيْ الفَلا أَمْطَارُ
هذَّبْتَ بِالحَقِّ النُّفُوسَ فَأَصْبَحَتْ *** عَنْهَا تَسِيرُ وَتُنْقَلُ الأَخْبَارُ
وَجَمَعْتَ أَمْرَهُمُ فَأَضْحَوْا قُوَّةً *** يَخْشَى وَيَرْهَبُ سَطْوَهَا الإِعْصَارُ
هَذا (أَبُو بَكْرٍ ) وَهَذا (خَالِدٌ ) *** هَذا (أَبُو حَفْصٍ) وَذَا (عَمَّارُ)
هَذيْ (صَفِيَّةُ) تِلْكَ (خَوْلَةُ) هَذِهِ *** (الخَنْسَاءُ) تِلْكَ الصَّفْوَةُ الأَطْهَارُ
النَّصْرُ يَمْشِيْ حَيْثُ يَمْشِيْ خَطْوُهُمْ *** وَيَسِيرُ رَكْبُ المَجْدِ أَنَّى سَارُوا
حَطَمُوا جِدَارَ الظُّلْمِ بِالنُّورِ الذِيْ *** حَمَلُوا فَمَا لِلظُّلْمِ قَامَ جِدَارُ
بِالعَدْلِ صَانُوا مَا بَنَوْهُ وَإنَّهُ *** سُورٌ يَقِيْ مَا لا تَقِيْ الأَسْوَارُ
وَبَنَوْا حَضَارَتَهُمْ عَلَى أُسُسِ التُّقَى *** فَالعَيْشُ نُعْمَى وَالحَيَاةُ يَسَارُ
***
حَتَّى هَجَرْنَا مَا سَنَنْتَ مِنَ الهُدَى *** لِمَهَامِهٍ فِيهَا الحَلِيمُ يَحَارُ
وَتَفَرَّقَتْ أَهْواؤُنَا هَذَا يَمِينٌ *** بَاتَ يُغْويهِ وَذَاكَ يَسَارُ
فَتَرَى مَلايينَاً وَلكِنْ لا تَرَى *** أَحَدَاً بِهَا هُمْ غُيَّبٌ حُضَّارُ
لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَشْكُو أُمَّةً *** قَدْ ضَاقَ عَنْ إِحْصَائِهَا المِلْيَارُ
مَا أَكْثَرَ الأَصْفَارَ إِلا أَنَّهَا *** وُضِعَتْ شِمَالَ الوَاِحِد الأَصْفَارُ
هِيَ كَالغُثَاءِ فَمَا لَهَا مِنْ قِيمَةٍ *** كَلا وَلَيْسَ لأَهْلِهَا مِقْدَارُ
وَفَشَا بِنَا الوَهْنُ الذِيْ حَذَّرْتَنَا *** لَوْ كَانَ يَنْفَعُ ذَا الجُمُوحِ حِذَارُ
وَالجَاهِلِيَّةُ مِنْ جَديدٍ أَطْبَقَتْ *** فَالجَارُ يَشْكُو مِنْ أَذَاهُ الجَارُ
هَذِيْ شُعُوبُ المُسْلِمِينَ جَمِيعُهَا *** تَشْقَى وَتُحْدِقُ حَوْلَهَا الأَخْطَارُ
وَالمَسْجِدُ الأَقْصَى يَئِنُّ وَيَشْتَكِيْ *** وَلِحَالِهِ تَتَفَطَّرُ الأَحْجَارُ
وَتُصَمُّ مِنْ دُونِ النِّدَاءِ مَسَامِعٌ *** وَتُغَضُّ عَمَّا نَابَهُ الأَبْصَارُ
وَإِذَا تَفَشَّتْ فُرْقَةٌ فِيْ أُمَّةٍ *** فَالذُّلُّ يَغْشَى وَجْهَهَا وَالعَارُ
يَا رَبُّ إِنَّ الحُزْنَ يُلْهِبُ أَضْلُعِيْ *** وَهُمُومُ صَدْرِيْ كَالعُدَاةِ كِثَارُ
أَدْعُـوكَ دَعْوَةَ مُسْتَغِيثٍ مُوجَعٍ *** ضَاقَتْ عَلَى سَعَةٍ بِهِ الأَقْطَارُ
أَدْرِكْ وَوَحِّدْ أُمَّتِيْ مِنْ قَبْلِ أَنْ *** تَأْتِيْ عَلَى هَذا الهَشِيم ِ النَّارُ
وَبِحَقِّ «أَحْمَدَ» لا تُشَتِّتْ شَمْلَنَا *** وَالْطُفْ بِنَا يَا رَبُّ يَا غَفَّارُ